أعلنت شركة فاستلي الأمريكية المزودة بخدمات الحوسبة السحابية أنها قد تمكنت من تحديد سبب تعطل الإنترنت والولوج إلى مواقع عالمية معروفة الثلاثاء، مشيرة إلى أنها "عادت إلى الخدمة". وتسبب هذا "الخلل البرمجي" في تعطل مواقع كبرى بينها الإخبارية مثل الغارديان ونيويورك تايمز ومواقع للحكومة البريطانية والبيت الأبيض وأمازون.
قالت شركة فاستلي الأمريكية التي تقف وراء انقطاع خدمة الإنترنت على مستوى واسع عبر العالم الثلاثاء، إن ذلك كان نتيجة خلل في برمجياتها حدث عندما غير أحد عملائها إعداداته.
وأثار العطل تساؤلات حول اعتماد خدمة الإنترنت على عدد قليل من شركات البنية التحتية.
ونشرت الشركة المزودة بخدمات الحوسبة السحابية تغريدة في تويتر قالت فيها إنها "حددت" المشكلة مؤكدة على أن شبكتها العالمية "بصدد العودة إلى خدمة الإنترنت"، نحو الساعة 11:10 ت غ. وعادت الغالبية الكبرى من المواقع إلى الخدمة في الوقت نفسه.
On June 8, we experienced a global service interruption. Here is what happened — and what happens next.https://t.co/gffDur5Moh
— Fastly (@fastly) June 9, 2021
أمازون والبيت الأبيض!
وتسببت المشكلة في تعطل مواقع ذات معدلات زيارة عالية منها مواقع إخبارية مثل الغارديان ونيويورك تايمز، ومواقع للحكومة البريطانية وريديت وأمازون.
بدوره، أظهر موقع "غوف. يو كاي" الذي يجمع الوزارات البريطانية ويسمح بالقيام بالعديد من الإجراءات المرتبطة بالخدمات العامة البريطانية، رسالة تشير إلى وجود عطل نحو الساعة 10:20 ت غ.
ونحو الساعة 09:30 ت غ، بدأ موقع "داون ديتكتر" بتسجيل إشارات إلى وجود مستخدمين مستائين من تعذر الوصول إلى مواقعهم الإلكترونية المفضلة (مواقع صحف نيويورك تايمز ولوموند وفايننشل تايمز وكورييري ديلي سيرا وإل موندو)، فضلا عن مواقع أخرى مثل منصة المراسلات "ريديت" ونظام المدفوعات الإلكترونية "بايبال".
ولم تكن أهم المواقع الإلكترونية التابعة لهيئات عامة بمنأى من العطل. كما أظهر موقع البيت الأبيض في الوقت نفسه رسالة تقول إن "هذه الصفحة معطلة".
وفي فرنسا، تأثرت مواقع إلكترونية عدة بالعطل من بينها موقعا قناة "يورونيوز" ومجلة "لوبس" الأسبوعية وعدة مواقع تابعة لمجموعة "لوموند" من بينها مجلة "تليراما". وأفاد موقع "داون ديتكتر" بسرعة عن معلومات "يمكن أن تشير إلى وجود عطل كبير لدى فاستلي".
وشرحت الشركة في تدوينة كتبها نيك روكويل، كبير مسؤولي الهندسة والبنية التحتية بالشركة "كان هذا الانقطاع واسع النطاق وشديدا، ونأسف حقا لتأثيره على عملائنا وكل من يعتمد عليهم". مضيفا أنه كان يتعين توقع حدوث المشكلة.
وتشغل فاستلي مجموعة من الخوادم الموزعة في مواقع استراتيجية حول العالم لمساعدة العملاء على نقل المحتوى وتخزينه بالقرب من المستخدمين النهائيين بسرعة وأمان.
وأعطت تدوينة الشركة تسلسلا زمنيا للأحداث ووعدت بفحص وشرح سبب الإخفاق في رصد الخلل في البرمجيات.
من هي شركة فاستلي؟
و"فاستلي" هي شركة غير معروفة كثيرا لكنها استراتيجية، تقدم لرؤساء المواقع الإلكترونية مساعدة في نشر محتوياتهم على الصعيد العالمي، عبر استضافة مواقع مشابهة للموقع الأصلي في كافة أنحاء العالم.
وتسمح خدمتها، على غرار خدمات منافسيها مثل "أكاماي" و"كلاودفلير"، بتجنب أن تصب كافة الطلبات الموجهة إلى موقع إلكتروني معين في المكان نفسه عبر خلق سدادات تحول زائري الموقع بعد أن يتجاوز عددهم حدا معينا، إلى خادم آخر. وبالتالي تتيح هذه الخدمة للمواقع اكتساب سرعة في الأداء.
وتعتبر المواقع التي تنشر محتويات مسموعة ومرئية إضافة إلى مواقع وسائل الإعلام، من أكبر زبائن هذه الشركات، إذ يجب أن تكون مستعدة على الدوام ليتصفحها عدد هائل من المستخدمين.
وتدير شركات على غرار "فاستلي" مئات مليارات الطلبات بشكل يومي، وبالتالي تلعب دورا بالغ الأهمية في إحالة عدد من المستخدمين على خوادم أخرى.
وسجلت شركة "فاستلي" التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها في 2020 حجم أعمال بلغ 291 مليون دولار.