نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالاً للمحلل السياسي إيشان ثارور يستبعد فيه أن يقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مغادرة منصبه بهدوء، مقارناً ذلك السلوك بالطريقة التي تعامل بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب مع خسارته قبل أشهر.
في الوقت الذي يبدو فيه أن أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة باتت معدودة عقب تشكيل تحالف على الأرجح سيحصل على الأصوات اللازمة من الكنيست لينهي 12 عاماً من حقبة الملك بيبي، يرى مراقبون أن نتنياهو لن يرحل في هدوء.
وفي مقالٍ نُشِر له في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية يشير الكاتب والمحلل السياسي إيشان ثارور إلى الحملة الشعواء التي أطلقها نتنياهو ومساعدوه على تحالف لبيد-بينيت الذي سيطيح على الأغلب بحكمه الأطول في تاريخ الدولة العبرية.
ثارور يلفت إلى أن الحملة التشويهية والتحريضية انصبَّ لظاها بالأساس على نفتالي بينيت اليميني المتطرف الذي كان يوماً أحد أقرب حلفاء نتنياهو وتولَّى بالفعل عدداً من الحقائب الوزارية في عهده، قبل أن ينقلب عليه مؤخراً ويتحالف مع خصومه.
وتقوم حملة نتنياهو على فكرة أن “الخائن بينيت” قرَّر بيع أصواته التي حصل عليها من اليمين إلى تحالف “يساري خطير” كما يصفه دائماً، على الرغم من أن أهم مكوّنات التحالف المذكور قادمة من أحزاب الوسط واليمين المتطرف.
ويقارب ثارور بين الطريقة التي يتعامل بها نتنياهو مع خسارته المرتقبة للمنصب، وتلك التي تبنّاها صديقه الحميم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عندما وُضِع في الموقف نفسه قبل أشهر قليلة.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي إلى أن اللغة التحريضية ضد الخصوم التي يستخدمها الرجلان متشابهة للغاية، فعلى سبيل المثال كلاهما يتهم خصومه بتنفيذ مؤامرة يمكن وصفها بـ”احتيال القرن”، وكلاهما يصوّر نفسه ضحية لخطط “الدولة العميقة”.
ويرى ثارور أن “هذه الديماغوجية الشعبوية الواضحة كانت السمة المميزة لسنوات للخطاب السياسي الضعيف لنتنياهو الذي يواجه اتهامات الفساد، جعلته يفضّل إغراق البلاد في دوامة لا تنتهي من الانتخابات التي أُجريت 4 مرات خلال عامين فقط”.
ويقول ثارور إن هذا السلوك جعل رئيس جهاز الشاباك يوجّه على نحو غير مألوف في المشهد السياسي الإسرائيلي تحذيرات من “استخدام الخطابات العنيفة والتحريضية” التي تستهدف معارضي نتنياهو في الكنيست.
ويوضح الكاتب الأمريكي أن جهاز الشاباك عادة ما يركّز على “التهديدات” القادمة من الأراضي الفلسطينية والمقاومة لا الشأن الإسرائيلي الداخلي، مضيفاً أن تدخله الحالي وإعراب مسؤوليه عن قلقهم من خطورة الوضع السياسي الذي وصلت إليه تل أبيب يشير إلى حالة غير مسبوقة.
وفي هذا الصدد يلفت إلى تصريحات أدلى بها أحد المسؤولين في الجهاز لوكالة “فايس نيوز” حول تخوّفات بسبب “الخلافات والانشقاقات التي ضربت الجماعات اليمينية في إسرائيل، على نحو بات يتطلب مراقبة لصيقة.. إذ إن المتطرفين عادة يميلون إلى العنف”.