وصل وفدا حركتي حماس وفتح إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم، للمشاركة في جلسات الحوار الوطني الفلسطيني.
وقالت مصادر إعلامية، إنه من المقرر أن تعقد حماس وفتح جلسة مباحثات ثنائية، يوم غد الأربعاء، قبل انطلاق الحوار الشامل بمشاركة الفصائل كافة، يوم السبت المقبل.
وسيبحث الحوار المشترك بين فتح وحماس وجلسة الفصائل إعادة إعمار قطاع غزة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتثبيت وقف إطلاق النار مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ويعقد الحوار في القاهرة بعد تطورات جديدة شهدتها الساحة الفلسطينية، عقب معركة "سيف القدس" والهبة الشعبية في الضفة والقدس والداخل.
وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، قال في كلمة أمام لقاء مع أكاديميين قبل أيام، إن "كل ما كان يطرح في الوضع الداخلي الفلسطيني قبل 21 أيار لم يعد صالحًا بعد ذلك"، حسب وصفه.
واعتبر السنوار أن "الحديث عن حكومات واجتماعات هدفها استهلاك المرحلة وحرق الوقت ليس مجديا ولن يكون مقبولا علينا".
وأثارت تصريحات السنوار أسئلة حول المسارات التي ستسير فيها حماس في الحوار مع فتح، خلال المرحلة المقبلة، في ظل الواقع الجديد الذي أسفرت عنه معركة "سيف القدس"، كما يؤكد محللون وسياسيون فلسطينيون.
وتعتبر قضية إعادة إعمار قطاع غزة "إشكالية" إلى درجة عالية، في ظل محاولات الاحتلال ربطها بملف الجنود الأسرى، وهو ما ترفضه المقاومة، وسعي الإدارة الأمريكية وأطراف دولية وإقليمية فرض شروط سياسية من خلال الإعمار، وقد أكد السنوار أن المقاومة ليست بحاجة لأموال الإعمار ولديها مصادر خاصة، في خطوة اعتبرها محللون سحباً للبساط من تحت أي محاولة لاستغلال حاجة الفلسطينيين لإعادة إعمار ما دمرته آلة الاحتلال الحربية في غزة.
كما يشغل حصار غزة قضية هامة في الصراع مع الاحتلال والعلاقات مع الداخل الفلسطيني، منذ بدأت "إسرائيل" فرض إجراءات مشددة على حياة الفلسطينيين في القطاع، قبل أكثر من 14 عاماً، بهدف الضغط على المقاومة وكسرها، وهي التي قالت إنها لن تسمح باستمرار معاناة الفلسطينيين في غزة، كما جاء على لسان قائد حماس في القطاع، الذي قال في كلمة له بعد انتصار "سيف القدس" إن المقاومة "لن تقف مكتوفة الأيدي" في حال لم يكسر الحصار قبل نهاية العام الحالي.
وشهدت القاهرة جلسات حوار عديدة بين الفصائل الفلسطينية، خلال العام الحالي، تركزت على بحث تفاصيل إجراءات الانتخابات التي كان من المفترض عقدها في 22 أيار/ مايو الماضي، قبل أن يقرر الرئيس محمود عباس تأجيلها، وهو ما اعتبرته الفصائل والقوائم المرشحة "هروباً من الاستحقاق الانتخابي بسبب الخوف من خسارة فتح في الانتخابات".
ويرى مراقبون ومحللون أن السلطة الفلسطينية غابت بشكل واضح عن المشهد خلال الأحداث الأخيرة، وهو ما زاد من "انخفاض" شعبيتها، في ظل مطالبات بتغييرات قيادية خاصة في منظمة التحرير، على إثر نتائج المعركة الأخيرة.
وفي السياق يرى القيادي في حركة فتح، حاتم عبد القادر، أن أولوية السلطة يجب أن تكون في إجراء حوار جدي مع حركة حماس للوصول إلى رؤية مشتركة من أجل البناء على ما تم إنجازه مؤخراً.
وأضاف: "يجب أن نفرق بين السلطة وحركة فتح، وإن كانت حركة فتح تدفع ثمن فواتير إخفاقات السلطة الفلسطينية إلا أنها حاضرة في الميدان"، موضحاً أن الأحداث التي حصلت مؤخراً وغياب دور السلطة ستؤدي لانعكاسات سلبية عليها.