علقت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها على أنباء تشكيل ائتلاف حكومي جديد في إسرائيل قد ينهي حكم بنيامين نتنياهو، ويعطي الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بداية جديدة في العلاقات.
وقالت إن النزاع الأخير بين إسرائيل وحماس أنقذ نتنياهو ولو مؤقتا من الإطاحة بحكمه ونهاية فترته التي تعد أطول فترة لرئيس وزراء إسرائيلي. وبنهاية القتال جاء “ائتلاف التغيير” الذي وحّدته قضية إنهاء الشلل السياسي للبلاد معا وأعلن عن حكومة.
ولو لم تحدث أي نكسة للعملية الجديدة خلال 10 أيام أخرى من المناورات السياسية، فستحصل إسرائيل على حكومة يمكنها تصحيح الضرر الذي تسبب به زعيم انقسامي، بما في ذلك العلاقة مع الولايات المتحدة.
وقالت “واشنطن بوست” إن الحكومة الجديدة ستكون الأكثر تنوعا في تاريخ إسرائيل. وسيكون رئيس الوزراء نفتالي بينيت، زعيم حزب يميني متطرف وأول أرثوذكسي يهودي يتولى المنصب. ولكن ثمانية من 61 نائبا ممن يشكلون الغالبية في الكنيست هم من العرب، بمن فيهم أربعة نواب من الحزب الإسلامي “راعم” والذي سيشارك في الحكومة لأول مرة منذ عقود. وسيكون وزير الخارجية يائير لابيد، الذي يقود حزبا وسطيا، ولو استمر الائتلاف فقد يخلف بينيت في عام 2023.
وترى الصحيفة أن وجود هذا الائتلاف غير المحتمل يعود إلى نتنياهو الذي جرّ الإسرائيليين على مدى عامين إلى أربع انتخابات في محاولة منه للبقاء في السلطة. وفي الجولة الأخيرة التي جرت في آذار/ مارس، حصلت أحزاب يمين- الوسط على الغالبية في الكنيست، فيما حصل حزب الليكود بزعامة نتنياهو على أكثر المقاعد. إلا أن خمسة أحزاب يتزعمها سياسيون عملوا مع نتنياهو في السابق، ومن ضمنهم ثلاثة تولوا مناصب بارزة في حكومته، رفضوا دعمه هذه المرة لتشكيل الحكومة. ولكنهم انضموا إلى أحزاب الوسط وأحزاب يسارية لتشكيل حكومة تطيح به من السلطة، وتجبره على مواجهة المحاكمة خارج السلطة، ذلك أنه يواجه قضايا فساد ورشوة.
وتعلق الصحيفة أن تطور الأحداث المدهش لا يعني نهاية حياة نتنياهو السياسية، فقد استطاع التغلب في الماضي على نكسات والعودة إلى السلطة. ولن تؤدي الحكومة لعودة المحادثات السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ لأن بينيت يعارض فكرة الدولة الفلسطينية. ولكن الحكومة قد تعيد إصلاح العلاقات بين المجتمعات اليهودية والعربية والتي واجهت بعضها البعض خلال القتال في غزة.
فقد وعد حزب عربي مشارك في الحكومة بميزانيات وتنازلات. كما وقد تصلح الضرر الذي تسبب به نتنياهو على المؤسسات الديمقراطية بعدما حاول إضعاف الإعلام ومجتمعات العمل المدني والمحكمة العليا.
ورغم أجندته اليمينية، فقد يعطي بينيت وهو رجل أعمال سابق في مجال برمجيات الكمبيوتر بداية جديدة لإدارة بايدن. وسمم نتنياهو علاقاته مع الديمقراطيين عندما دعم بشكل مطلق الحزب الجمهوري ورئيسه دونالد ترامب. كما عارض بشدة الاتفاق النووي مع إيران الذي وقعه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما.
وقد لا تدعم الحكومة الجديدة عودة بايدن للاتفاق النووي، لكنها لن تحاول تخريبه أو منعه، وستقوم بالتحسين والبناء على سجل نتنياهو.