هآرتس - بقلم: روغل الفر "منذ سنوات طويلة والمواطنون الإسرائيليون يعتبرون سلاح الجو نوعاً من الحامي، المخلص الكبير الذي يدافع عنهم، والمنقذ من كل ضيق. وإعجابهم بسلاح الجو وإيمانهم به وبقوته نوع من عبادة الأوثان. نجوم الإسرائيليين وأبراجهم هي تلك الطائرات ذات القدرة التدميرية المتطورة في العالم.
الآن عندما يتخيل الإسرائيليون الحرب يفكرون بجنود من لحم ودم وهم يعودون ملفوفين بالأكفان والأعلام ويُدفنون في المقبرة العسكرية. هكذا تبدو حرب إسرائيل الآن: سلاح الجو يعالج المشكلة. نحتاج إلى القليل من الصبر هناك في الغرف المحصنة. ولكن في عملية “حارس الأسوار” سقط سلاح الجو من السماء وتحطم. طائراته اللامعة التي يلوح لها الأولاد في عيد الاستقلال أصبحت الآن تحت أقدامنا محطمة كالتماثيل التي سقطت وانكسرت.
مواطنو إسرائيل فقدوا دينهم. سلاح الجو الكبير القوي مات في غزة. “مئات الطلعات ومئات الطائرات ألقت آلاف القذائف الدقيقة المتفجرة بكلفة مليارات الشواكل على منطقة صغيرة”، وصف إسحق بريك المعركة الأخيرة. “رغم كل شيء لم تنجح في وقف إطلاق الصواريخ والقذائف… استمرت حماس والجهاد الإسلامي في الإطلاق… وكأن شيئاً لم يحدث، ويبدو أنه بإمكانهم الاستمرار في ذلك لفترة طويلة أخرى”.
قتل سلاح الجو 67 طفلاً فلسطينياً في مئات الطلعات. سفكت دماء أطفال في الوقت الذي انتظر فيه جنود سلاح البر في إسرائيل، بالضبط مثل مواطني الدولة، بصبر، أن يقوم سلاح الجو بعلاج المشكلة. النتيجة واضحة: سلاح الجو لم يعالج المشكلة. أسطورة تبددت. إضافة إلى ذلك، فإنه قتل الأطفال بينما يحاول الانتصار قبل فشله في الحرب.
قتل في غزة حوالي 67 طفلاً، والإسرائيليون –غالباً- لا يعنيهم ذلك. يعنيهم الأمر عندما يكونون هم أنفسهم في خطر، لذلك يجدر بهم الكف عن المضايقة. وبدلاً من ذلك، عليهم البدء بالخوف. “في حرب متعددة الساحات”، قال بريك، “ستطلق آلاف الصواريخ والقذائف نحو إسرائيل… بدون توقف ومن جميع الاتجاهات. ستطلق الصواريخ يومياً على المراكز السكانية… وهي صواريخ بقوة تدميرية أكبر بعشرات الأضعاف من صواريخ حماس. سيتم إطلاق صواريخ دقيقة ذات رؤوس متفجرة تحمل مئات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة (لدى حماس صواريخ ثابتة غير دقيقة، أكبرها منها مع رأس متفجر بوزن 90 كغم، في حين لدى حزب الله صواريخ دقيقة مع رؤوس متفجرة بوزن 500 كغم وأكثر). تخيلوا وابلاً من الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة الانتحارية وصواريخ كروز، التي جزء منها مع رؤوس متفجرة بوزن مئات الكيلوغرامات، وهي تسقط على رؤوسنا بدون توقف… ويمكن لأعدائنا المحاربة لأسابيع وربما لأشهر بسبب احتياطي السلاح الكبير الذي بحوزتهم، والذي يشمل 250 ألف صاروخ وقذيفة… والتي يصعب جداً اكتشاف مكانها وتدميرها”.
يا مواطني إسرائيل، بريك يقول إن نصر الله على حق: لديكم كل الأسباب للارتجاف من الخوف عند سماع تهديداته. سلاح الجو لن ينقذكم. ستكون هناك حاجة لسفك دماء كثيرة جداً لجنود الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان. ربما تساعدكم قنبلة نووية. لأن وصف بريك يظهر مخيفاً تقريباً مثل سيناريوهات الرعب التي جعلت موشيه ديان يقترح في اليوم التالي لحرب يوم الغفران تجهيز الخيار النووي. وأنتم تعرفون أن وصف بريك دقيق ومتزن. في نهاية المطاف، كنتم هناك في الغرف المحصنة وفي بيت الدرج وحماس والجهاد الإسلامي يطلقان الصواريخ عليكم. أصبحتم تدركون أن سلاح الجو لن يساعدكم.