توالت ردود الفعل العنيفة ضد العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني فكان آخر تصريح لمفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان باشيليت التي ذكرت بأنها لم تر دليلا على أن العديد من المباني التي استهدفتها اسرائيل في غزة كانت تضم مجموعات مسلحة أو تُستخدم لأغراض عسكرية، محذرة اسرائيل اذا تبين ان الهجمات الاسرائيلية على غزة عشوائية قد تشكل جرائم حرب.
وذهب وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان إلى أكثر من ذلك عندما وصف اسرائيل بأنها دولة ابرتايد (فصل عنصري) كجنوب أفريقيا سابقاً إذ اعتمدت حلا آخر غير حل الدولتين، وعلى أثر هذا التصريح تم استدعاء السفير الفرنسي في اسرائيل أمام وزير خارجية غابي اشكنازي ليسمع منه كلاما جارحا ضد فرنسا. ويوم أمس خرج نتنياهو بتصريح يصف كلام لودريان بأنه ادعاء وقح وكاذب.
وهكذا أصبحت اسرائيل وهي تعيش احلك أيامها بعد تلقيها الضربات الصاروخية الموجعة من المقاومة الفلسطينية خلافا لحساباتها ونظرتها إلى الواقع الفلسطيني الذي شهد تغيرا نوعيا في مواجهته لاسرائيل سياسيا وعسكريا ومخابراتيا وكان أصعب شيء على الاسرائيليين وهم يشاهدون الراس الأول المطلوب للقتل يحيى سنوار وهو يتجول في شوارع غزة ويشترك في مهرجان تكريم عوائل شهداء المقاومة بدون خوف ولا وجل ليسجل نقطة ليست هي الأخيرة على جبهة الاحباط الاسرائيلي وفشلها في لي ذراع المقاومة التي ازدادت عنفوانا وصرامة في حرب آيار 2021 لتؤكد لاسرائيل ان ليس لها خيارٌ الا الاذعان لارادة الشعب الفلسطيني باقامة دولته المرتقبة وعاصمتها القدس الشريف، أو تنتظر أيامها الأخيرة على أيدي الشعب الفلسطيني الذي أخذ يوحد صفوفه ويسلك طريق المواجهة بعد أن فشلت جميع المحاولات السلمية في ثني اسرائيل عن قراراتها المجحفة بحق الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها ما جرى في حي الشيخ جراح وحي سلوان.
فاسرائيل قلقة من دخول عنصر جديد في المعركة والذي سيحسم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهو ما تسميهم بعرب اسرائيل وما يُصطلح عليهم بفلسطيني الداخل الذين يبلغ تعدادهم حسب آخر احصائية لدائرة الاحصاء المركزي الاسرائيلي لعام 2019 بـ 1,890,000وهم يشكلون 21% من مجموع سكان اسرائيل. فدخول هؤلاء في الصراع لأول مرة بهذا الشكل الذي شهدته اللد وعكا ويافا انذار لاسرائيل بأن المعركة القادمة ستكون حاسمة وانها ستشهد نهاية اسرائيل من الوجود.
كاتب عراقي