دعا مجلس الإفتاء الأعلى إلى وحدة الصف، ووأد الفتنة في مهدها، ونبذ الفرقة والاختلاف والتحلي بالروح الوحدوية المسؤولة، وبخاصة في المسجد الأقصى المبارك، وأكنافه.
وحثّ مجلس الإفتاء في بيان صحفي، اليوم الخميس، على تجاوز أي انحراف يهدف إلى النيل من سكينة المسجد الأقصى المبارك وقدسيته، بإثارة الشغب في محرابه، والاعتداء الآثم الذي طال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية/ رئيس مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد حسين، المعروف للقاصي والداني، كقامة مقدسية ووطنية ودينية كبيرة وجامعة، ونموذجا للوحدة والتسامح والشجاعة.
وأشار إلى أن ما جرى بحق المفتي كان عملا مشينا، يهدف إلى إثارة الفتنة والفرقة بين المصلين، ويعطي ذريعة لسلطات الاحتلال للتدخل في شؤون المسجد الأقصى المبارك، ويحقق لها أهدافها الخبيثة.
وقد تزامن هذا الاعتداء الآثم مع تصعيد الاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك وباحاته، والتي لن تنشئ حقاً لليهود فيه، مبينا أن تلك الاقتحامات ما هي إلا مشاريع استعمارية تهويدية مفروضة بقوة الاحتلال وجبروته، وتمثل امتدادا للحرب الشاملة التي تشنها سلطات الاحتلال على القدس المحتلة بأرضها، ومواطنيها، ومقدساتها، وتهدف إلى استكمال عمليات فصل القدس عن محيطها الفلسطيني، وتهويدها، وتهجير سكانها بشكل قسري، وتكريس تقسيمه، محذراً من التعايش مع هكذا وضع، كأمر مألوف وعادي لا يستدعي التوقف أمام تداعياته الخطيرة.
من جانب آخر، دعا المجلس أبناء شعبنا إلى رصّ الصفوف، وتمتين وحدته الوطنية، وتعزيز وحدة نضاله، التي تجلت بأبهى صورها في المواجهة الشاملة على امتداد الأراضي الفلسطينية في القدس والضفة وغزة وأراضي عام 1948، وقدم خلالها شعبنا آلاف الشهداء والجرحى، داعيا إلى فضح كيان الاحتلال ومسؤوليه لما يقترفونه ضد الآمنين في منازلهم في حي الشيخ جراح، وبطن الهوى في سلوان، وغيرهما من الأحياء المقدسية.
وعلى صعيد آخر، حذر المجلس من التهديدات التي تدعو إلى هدم المسجد الأقصى، مؤكدا أن شعبنا سوف يبقى الدرع الحامي له مهما بلغت التضحيات.