شهادات طواقم أطباء بلا حدود خلال العدوان الأخير على قطاع غزة

الإثنين 24 مايو 2021 03:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
شهادات طواقم أطباء بلا حدود خلال العدوان الأخير على قطاع غزة



غزة / سما /

وثق أطباء بلا حدود شهادتهم على قسوة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي خلف دمارا كبيرا وسقوط أكثر من 200 شهيدا ومئات الجرحى.

وقال بيانهم نقلا على لسان أيمن الجاروشة وهو فلسطيني يعيش في غزة منذ 20 عاماً. وهو حالياً منسق مشروع أطباء بلا حدود، ويروي عن شدة القصف البالغ الذي حدث في القطاع المحاصر.

واضاف " عايشت الحملات العسكرية الإسرائيلية التي حدثت منذ ذلك الحين، عام 2008 وعام 2014، لكن العملية العسكرية التي نتعرض لها اليوم أقسى بكثير وأشد رعباً من أي شيء واجهناه من قبل".

وتابع " القصف كان مستمرا ليل نهار بلا توقف. يستهدفون كل شيء: الطرقات والمنازل والبنايات السكنية وكل شيء. يبلغ طول قطاع غزة 40 كيلومتراً، لذا فأينما سقطت القنابل نسمع انفجارها دائماً. وشدة القصف ودرجة العنف غير مسبوقتين بالكامل، فالقذائف تأتي من كل مكان: من الطائرات في السماء، والدبابات على الأرض، والزوارق في البحر المتوسط. ما نعايشه ليل نهار هو الرعب بعينه.

وطبقا بشهادته فقد تضررت البناية السكنية التي يعيش فيها في مدينة غزة مع زوجته وأمه وأولاده بغارة جوية يوم الجمعة. تلقى حارس البناية اتصالاً من الإسرائيليين وأخبروه أن على جميع السكان إخلاء المكان لأنه سيُقصَف. نعرف عادة أن هذا الاتصال يأتي قبل سقوط القنابل ببضعة دقائق إلى ساعة. هرعنا عبر درج ثمانية طوابق وفي غضون أقل من دقيقة كان الجميع خارجاً. حاولت أن أوصل الجميع إلى مكان آمن وبعيد قدر الإمكان".

واستطرد قائلا" أذكر أني سمعت زوجتي تقول أنها لا تريد أن ترى دمار المكان الذي نشأت فيه، وفيه كل ذكرياتها. وبعد أن سمعنا صوت الانفجار ورأينا الغبار كانت النار تلتهم كل شيء. تضرر المبنى ودُمِّرت شقق عديدة ولا أدري ما الذي تبقى من شقتنا. كما لا أعرف ما إذا كنا سنتمكن من العودة للعيش هناك".منذ ذلك الحين، وأسرتي تعيش مع أم زوجتي، أما أنا فأنام في المكتب، وأعمل معظم الوقت. وأشعر كما لو أني أعيش كابوساً في اليقظة.

وقال " الكثير من الأسر التي تعيش في شرق غزة كانت قد فرَّت إلى الجانب الغربي إذ يخشون من غزو بري إسرائيلي، ويحاولون إيجاد مأوى قرب مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، وفي المدارس التي تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)".

وطبقا لشهادة الجاروشة " صُدِمت حقاً بهجوم إسرائيلي وقع خلال ليلتي 15 و 16 مايو/أيار على بعد بضعة أمتار من مكتب أطباء بلا حدود. وقد أودى بحياة العشرات. كان صوت صراخ الرجال والنساء في منتصف الليل مرعباً. عيادتنا أيضاً تضررت في تلك الليلة خلال القصف الإسرائيلي. ولدى المصابين كسور وجروح بسبب شظايا القنابل والقذائف، وهناك الكثير من الاحتياجات الآن لا سيما على صعيد الجراحة والعناية المركزة. والجرحى نساء ورجال وأطفال: فلا أحد مستثنى.

"تسببت عمليات الطرد المزمعة للأسر الفلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، ثم المواجهات داخل وحول المسجد الأقصى بإشعال الشرارة التي أدت إلى هذا الانفجار. عايشتُ فترة الانتفاضة الثانية في بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والعنف الذي يحدث اليوم لا علاقة له بما حدث حينها، فهناك استخدام مفرط للسلاح. اليوم مئات الصواريخ تُطلَق إلى إسرائيل، وغزة سُوِّيَت بالأرض."يقول جاروشة.