تراجعت الشرطة الإسرائيلية، عصر اليوم الإثنين، عن قرارها في وقت سابق من اليوم، وأعلنت أن مسيرة المستوطنين الاستفزازية لن تمر من باب العامود تحسبا من مواجهات، وذلك في أعقاب تقييم للوشع. وانطلقت هذه المسيرة الاستفزازية في شوارع القدس الشرقية.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت أن مسيرة المستوطنين الاستفزازية في القدس المحتلة ستجري كما خطط لها منظموها، بحيث ستمر من باب العامود والحي الإسلامي وطريق الواد (الرئيسية في سوق القدس) في البلدة القديمة، الأمر الذي سيصعد التوتر في البلدة القديمة، التي تدور فيها منذ الصباح مواجهات بين المرابطين في المسجد الاقصى وقوات كبيرة من الشرطة. فيما تتجه مسيرة نظمها شبان مقدسيون نحو باب العامود.
وذكر موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والجيش الإسرائيلي عبرا عن معارضتهما لقرار الشرطة بالمصادقة على إجراء مسيرة المستوطنين مثلما تم التخطيط لها.
ونقل الموقع عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة قولها إن مرور المسيرة الاستفزازية في باب العامود من شأنه أن "يؤدي إلى اشتعال آخر وغير ضروري إضافة إلى كل أحداث اليوم". وأضافوا أنهم لا يعارضون المسيرة الاستفزازية "لكن مرورها بباب العامود لا حاجة له وخطير في هذا الوقت". ورفض الشاباك والجيش الإسرائيلي التعقيب على ذلك رسميا.
وحسب الموقع فإن رئيس الشاباك، ناداف أرغمان، كان قد عارض وضع الشرطة للحواجز في ساحة باب العامود. وأدى وضع هذه الحواجز في هذا المكان العام عند مدخل البلدة القديمة إلى غليان بين المقدسيين، أدى إلى تراجع الشرطة وإزالة الحواجز.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قرر تعزيز فرقة غزة العسكرية بقوات أخرى ستنقل إليها، وذلك في أعقاب تقييم للوضع.
وجاء قرار الشرطة بالسماح بالمسيرة الاستفزازية التي ينظمها اليمين الإسرائيلي احتفالا بالذكرى السنوية لاحتلال المدينة، عصر اليوم، رغم تحذيرات جهات إسرائيلية، وتقديرات الشرطة نفسها، بأن هذه المسيرة ستصعد التوتر والوضع الأمني في القدس.
وحسب بيان الشرطة الإسرائيلية، أمس، فإن مسيرة المستوطنين ستبدأ في الساعة الرابعة من عصر اليوم، لكن المستوطنين بدأوا مسيرات بأعداد صغيرة، في البلدة القديمة ومحيطها، وسط استفزاز المقدسيين.
وكانت جهات أمنية إسرائيلية قد أوصت بإعادة التفكير في المسيرة أو إلغائها، أو تغيير مسارها بحيث لا تمر في مناطق احتكاك مع المقدسيين. كما أوصت بتقليص عدد المشاركين فيها.
ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني عن منظمي مسيرة المستوطنين قولهم إنهم لم يتلقوا تعليمات خاصة من الشرطة وأنها ستجري كما تم التخطيط لها. وأضافوا أن "كل شيء كالمعتاد هذه السنة، باستثناء عدد الأشخاص في الحائط المبكى (البراق)، وهذا كدرس من حادس جبل الجرمق. والمداولات الآن هي حول عدد المشاركين بين 8 – 15 ألف شخص الذين سيتواجدوا في الحائط المبكى. وعدا ذلك لا يوجد أي شيء خاص، والاستعدادات في ذروتها".