رفع الجيش الإسرائيلي تأهب وجهوزية قواته، تحسبا من إطلاق مقذوفات من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، نهاية الأسبوع الماضي، ردا على العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في المسجد الاقصى وباب العمود وحي الشيخ جراح. وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، اليوم الإثنين، إلى أن شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي صادقت على استعداد سلاح الجو لموجة واسعة من الغارات في القطاع.
واعتبر فيشمان أن المواجهات في القدس هو "محطة في الطريق إلى المواجهة"، وأن "القصة المركزية في غزة: حركة حماس قررت المخاطرة والتوجه إلى مواجهة مسلحة مع إسرائيل. ليس لديها وقت طويل للتردد، وسنحت لها فرصة تاريخية، محدودة بالوقت، بأن تحظى بالقيادة ليس في غزة فقط، وإنما في الضفة الغربية أيضا وقيادة المجتمع الفلسطيني".
وتابع فيشمان أن "المواجهة المسلحة مع إسرائيل هي وسيلة للارتقاء في الوعي الفلسطيني كقوة ريادية. ونحن موجودون الآن في مرحلة مصيرية في خطة حماس، التي تنشيء أو تستغل فيها الأحداث من أجل جرّ إسرائيل إلى رد فعل عنيف. وإطلاق عشرات المقذوفات إلى عمق إسرائيل من دون أن تعرض، قبل ذلك، أمام الجمهور الفلسطيني والعالم العربي صورا لعشرات القتلى في الضفة أو دمارا تسبب به قصف إسرائيلي في غزة، سيصعّب عليها تجنيد الرأي العام".
وأضاف فيشمان أن "إجماعا فلسطينيا وتأييدا عربيا خلال جولة عنف أخرى مع إسرائيل، ليس فقط سيحسن مكانة حماس وإنما سيسرع ضغوطا دولية من أجل إنهاء المعركة، وفيما حماس يقف على رجليه وينشد أناشيد النصر، كما فعلت في الماضي".
وفيما استعدت إسرائيل لاحتمال إطلاق المقذوفات من غزة، نهاية الأسبوع الماضي، أشار فيشمان إلى أن "حماس فاجأت إسرائيل. لم تطلق سوى مقذوفا وحيدا. ربما لأن ثمة من يخشى هناك من رد فعل إسرائيلي بقوة غير متوقعة. وهم ينتظرون تعثر إسرائيل، وأن تنفذ خطوة تضعهم في وضع يبدون فيه أنه ’لا خيار’. وتعتمد حماس على تصعيد تدريجي: بالونات، حرائق، مظاهرات عند السياج الأمني، وحدات الإرباك الليلي. وإسرائيل لا تنجر حتى الآن. ولا يوجد حشد قوات كبير حول غزة، باستثناء القبة الحديدية، كي لا تزيد التوتر".
وأشار فيشمان إلى أن إسرائيل بعثت "رسائل تهدئة" بواسطة العالم العربي، "الذي تحاول حماس تجنيده". وبحسبه، يعتبر الجيش الإسرائيلي أنه لا توجد نية لدى حماس بالتصعيد، وأن "هذه رسالة تهدئة".
رغم ذلك، اعتبر فيشمان أنه "توجد لدى حماس جميع الأسباب، والآن حصرا، من أجل إشعال موقدة كبيرة. فإسرائيل موجودة في فترة انتقال الحكم، ويقدرون في حماس أن قادة إسرائيل ليسوا في وضع يسمح لهم بإعلان حرب ضد القطاع. وفي السلطة الفلسطينية، يتواجد الرئيس الفلسطيني والجناح الذي يقوده في فتح، منذ إعلان أبو مازن عن إلغاء الانتخابات، في الحضيض. ولا يوجد سيدٌ في الضفة".
وبحسب فيشمان، فإن "حماس تركز على جهدين: في الحلبة العسكرية، تحاول إشعال انتفاضة في الضفة، وفيما هي تدفع نحو موجة أعمال شغب وعمليات ضد أهداف إسرائيلية. وفي الجنوب، تحاول إشعال الحدود تدريجيا، وفيما رشقة المقذوفات باتجاه أشكلون، أمس، تشكل محاولة أخرى لجرّ إسرائيل إلى رد فعل دراماتيكي. وفي الحلبة السياسية، تنشئ جبهة مشتركة من القوى السياسية التي تضررت نتيجة إلغاء الانتخابات وتبني تحالفا برئاستها. وبات هذا التحالف أكبر من ذلك الذي يمثله أبو مازن".
وأضاف فيشمان أن "مواجهة مسلحة مع إسرائيل ستنقل حماس، بطريق مختصرة، إلى الهدف. إلا أن نافذة فرصته محدودة زمنيا: ففي إسرائيل ستتشكل حكومة على ما يبدو، والسلطة في الضفة – على الأقل الذين سيخلفون أبو مازن – سيتعقلون لأنهم يدركون الخطر، وسيجتاز الفلسطينيون أيام الذكرى والعيد، وينتهي رمضان، ويتبدد التوتر. وحماس تريد ضرب الحديد فيما لا يزال حاميا. وبإمكان أداء إسرائيلي حكيم أن يصب ماء باردا".