تناول مارتن شولوف، الكاتب في صحيفة "الغارديان" البريطانية، اللقاء السعودي-السوري في دمشق قبل يوميْن، معتبراً أنّه يوحي "إلى ذوبان جليد وشيك بين الخصميْن الإقليمييْن".
ولفت شولوف إلى أنّ اللقاء بين الوفد سعودي برئاسة رئيس جهاز المخابرات السعودية الفريق خالد الحميدان من جهة، والرئيس السوري بشار الأسد ونائب الرئيس للشؤون الأمنية اللواء علي مملوك، من جهة ثانية، هو اللقاء الأول من نوعه المعروف منذ اندلاع الحرب السورية قبل 10 سنوات.
من جهته، أكّد مسؤول سعودي للصحيفة (رفض الكشف عن اسمه) أنّ "التحضيرات بدأت منذ فترة، إلاّ أنّ خطوة عملية لم تُتّخذ"، مؤكداً أنّ تبدّل الأحداث على المستوى الإقليمي "أفسح المجال (أمام حصول اللقاء)"؛ إشارةً إلى أنّ مسؤولين في الرياض ألمحوا إلى إمكانية بدء عملية تطبيع العلاقات بعد انتهاء عطلة عيد الفطر الأسبوع المقبل بفترة وجيزة.
وفي تحليله لهذه الخطوة، رأى شولوف أنّها ستوفّر "دعماً كبيراً" للرئيس السوري بشار الأسد المدعوم روسياً وإيرانياً، مضيفاً: "ستمثّل أيضاً لحظة تاريخية بالنسبة إلى الديلوماسية الإقليمية"، حيث ستتحالف الرياض وطهران "ظاهرياً" في واحدة من أكثر المناطق المتنازع عليها في الإقليم.
وفي تشديد على أهمية الزيارة، لفت شولوف إلى أنّ مملوك "محاور القوات الروسية الأساسي" استقبل الوفد السعودي برئاسة الحميدان. وفي هذا الإطار، ركّز شولوف على أهمية الدور الروسي في النزاع السوري، مشيراً إلى أنّ الرياض بدأت تنأى بنفسها بشكل منتظم عن النزاع منذ توجه قائد فيلق القدس الراحل اللواء قاسم سليماني إلى سوريا في العام 2015. وإذ وصف شولوف زيارة سليماني بالحدث الذي "غيّر مسار الحرب"، كتب يقول: "منذاك، تراجعت الرياض عن مشهد النزاع، في المقابل، عمل حليفاها الإقليميان، مصر والإمارات، على تعزيز علاقاتهما. ومن جهتها، أعادت أبو ظبي فتح سفارتها في دمشق العام الفائت".
وفي تحليل لخلفيات اللقاء السعودي-الإيراني، عاد شولوف إلى أواخر شهر آذار الفائت، مذكراً بأنّ مسؤولين إيرانيين بعثوا رسالة عبر موفد عراقي إلى القيادة السعودية، أعربوا بموجبها عن رغبتهم في إنهاء الخلافات مع المملكة انطلاقاً من اليمن.
يُذكر أنّ الزيارة السعودية إلى دمشق تأتي بعد محادثات مباشرة بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين رفيعي المستوى خلال الشهر الفائت محاولة لإصلاح العلاقات بين البلدين.