خبير إسرائيلي يكشف : هذا ما نرتكبه تجاه حماس التي تتفوق علينا في هذا المجال

الأحد 02 مايو 2021 08:33 ص / بتوقيت القدس +2GMT
خبير إسرائيلي يكشف : هذا ما نرتكبه تجاه حماس التي تتفوق علينا في هذا المجال



القدس المحتلة / سما /

هاجم خبير عسكري إسرائيلي السياسية التي تتبعها حكومة تل أبيب في التعامل مع حركة حماس، وتحديدا في التصعيد الأخير مع قطاع غزة، والذي تزامن مع الهبة الجماهرية في القدس المحتلة.

وقال الخبير العسكري تال ليف-رام، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، إنه على مدار الأعوام الـ16 الماضية، ومنذ الانسحاب الإسرائيلي من غزة، فإن تل أبيب ترتكب خطأ استراتيجيا خطيرا، والنتيجة أن حماس باتت تملك القدرة على إدارة نظام الضغط على إسرائيل في كل مرة.
 
وتابع: "حماس مقتنعة بأن إسرائيل لا تفهم سوى القوة"، منوها إلى أن الجيش الإسرائيلي "كبح جماع نفسه بشكل شبه كامل في أحداث القدس الأخيرة، بهدف فصلها عن التدهور السريع في الوضع الأمني في غزة".

وذكر أنه "عندما لا يكون لدى الحكومة الإسرائيلية إدارة منظمة، فإن حماس تسجل نصرا استراتيجيا، وتفهم أن الإنجازات تؤخذ بالقوة"، مضيفا أن "الأحداث السياسية الأخيرة تؤكد غياب الكفاءة عن حكومتنا في إدارة عملية عسكرية أو حرب واسعة".

وأشار إلى أن" الإسرائيليين كانوا يستعدون إلى التركيز على الملف النووي الإيراني في واشنطن، من خلال زيارة كبار قادة المؤسسة العسكرية والأمنية، في محاولة للتأثير على الأمريكيين، لكن الساحة الفلسطينية، كالعادة، احتلت التطورات الملتهبة في جدول الأعمال".

ورأى أن التصعيد الأمني في القدس وغزة أثبت أن النظام السياسي العسكري الإسرائيلي لا ينتهج استراتيجية عسكرية ودبلوماسية منظمة فيما يتعلق بالساحة الفلسطينية، موضحا أن الأسبوع الأخير أثبت حجم المشكلات الاستراتيجية لإسرائيل.

وأردف قائلا: "حماس تمارس الضغط على إسرائيل بالقوة، وتنتهج سياسة إطفاء الحرائق حتى التصعيد التالي، وبقوة كبيرة"، لافتا إلى أن المؤسسة العسكرية والجيش الإسرائيلي يقولان إن القدس أشعلت النار هذه المرة في قطاع غزة، وبطريقة شبه مسبوقة.

ونوه إلى أن الجيش الإسرائيلي أوصى بعد إطلاق نحو 36 صاروخا من غزة، بالاستجابة لسياسة ضبط النفس، لأن شعلة التوتر في القدس المتصاعدة انتقلت إلى ساحات أخرى، معتبرا أن "هذه حجة منطقية وعقلانية".

وتساءل الخبير الإسرائيلي عن مكان النظام الأمني والسياسي الإسرائيلي، حينما اندلع التوتر مع حماس في غزة، وحول أسباب غياب النقاشات العسكرية والسياسية عقب أحداث القدس.

وبحسب تقديره، فإن إسرائيل تفتقر لإدارة منظمة، ويدرك الطرف الآخر أن الإنجازات تؤخذ بالقوة، مستدركا: "رغم عودة الهدوء إلى غزة، لكننا مدعوون بالفعل إلى انتظار الجولة المقبلة".

وأردف قائلا: "بخلاف اعتبارات حماس، فقد أظهرت السياسة الحكومية الإسرائيلية أنها غير قادرة على شن عملية أو حرب في قطاع غزة، بعد أن فشلت الحكومة في حرب الجرف الصامد في 2014، كما أن الأزمات الحكومية المتتالية، والتسريبات الأمنية، أكدت أن لديها "دما فاسدا" ساهم في تقزيم مجلس الوزراء في 2021، وجعلته غير قادر على الصمود في الاختبار".

وأكد أن "الخطأ الجسيم لشرطة باب العامود تمثل بإغلاق السلالم، والادعاء الخاطئ لمفوض الشرطة يعقوب شبتاي، ومشاهد العنف الشديد في فيديوهات تيك توك، ومساهمة أعمال منظمة "لاهافا" المتطرفة بزيادة التوترات، وفي الوقت ذاته، تأخرت إسرائيل في فهم أهمية المشكلة الناشئة، ولم تستعد لتسريب الحادثة لساحات أخرى، ولئن تمكنت الشرطة من تهدئة أحداث القدس، لكنها أخفقت في عدم تسلل الأحداث لتصعيد أكبر".

وأوضح أن "تكرار ضباط الجيش لعبارة أن حماس غير مهتمة بالتصعيد في غزة مسألة لافتة، لأنها من أكثر التصريحات شيوعا التي أدلى بها كبار أعضاء المؤسسة العسكرية في السنوات الأخيرة، خاصة مع اقتراب إسرائيل من مواجهة مع غزة، ويبدو أن هذا التصريح صحيح؛ لأن حماس مشغولة جدا في كورونا، لكن أحداث الأسبوع الماضي أثبتت أن الأمر ليس منوطا بالوضع الاقتصادي، بل بالتحركات المتعلقة بمحاولة التوصل لتهدئة طويلة الأمد".

وختم بقوله: "ملخص القصة في غزة، أن إسرائيل أعطت حماس بالفعل الجائزة، ففي السنوات الأخيرة، أوقفت مرارا وتكرارا التصعيد في قطاع غزة، حتى على حساب النقد الجماهيري الحاد من تصور المؤسسة العسكرية لهذا التصعيد، لأنه حتى بعد عملية كبيرة أو جولة من التصعيد، سنعود للنقطة ذاتها".