"فرق تسد".. معاريف تكشف الهدف من سياسة “الاحتواء” التي تتبعها إسرائيل في الضفة وغزة؟

السبت 01 مايو 2021 06:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
"فرق تسد".. معاريف تكشف الهدف من سياسة “الاحتواء” التي تتبعها إسرائيل في الضفة وغزة؟



القدس المحتلة /سما/

معاريف - بقلم: ران أدليست     "الصورة المعروفة من قضية جورج فلويد، التي بدا فيها شرطي أمريكي يدوس على رقبة فلويد إلى أن مات اختناقاً، من شأنها أن تجسد كيف تعمل ركبتنا جميعنا عندما توضع على رقبة سكان القطاع. فمع أن الجيش الإسرائيلي يرفع الركبة بين الحين والآخر، يدع الفلسطينيين في القطاع ينخرون قليلاً ثم يكرر ذلك، ويقول للجمهور بأنهم هم الذين بدأوا.

غراد في عسقلان؟ أغلق الجيش الإسرائيلي مجال الصيد. ماذا سيفعل غداً مع غراد على بئر السبع؟ هل سيحتوي؟ هل سيغلق معابر الحدود؟ وكل هذا بأمر من ذات الحكومة التي تنجح في آن معاً بتنفيذ جملة من المهام: تصعب الأمور على الغزيين وعلى سكان الجنوب وعلى عائلة غولدن في نفس الوقت.

هذه الوضعية تنبع من نية أساسية لدى حكومة اليمين للإبقاء على الفصل بين القطاع والضفة على طريقة فرق تسد، التي تتبين كطريقة إطلاق النار على ساقك، وإن بدا الأمر منطوياً على مساعدة لحماس، أو ضرر لسكان غلاف غزة.

يقال إن رئيس الأركان بقي في البلاد ولم يسافر كما كان مخططاً إلى واشنطن، إذ تخوف من التورط. يحتمل، ولكن هل من المحتمل أن يقف خلف “التخوف بالتورط” رئيس وزراء هستيري يهدده سموتريتش؟ وحتى يمنع تفككاً عقلياً يتصف به نتنياهو فيرتكب فعلة عديمة التحكم، يبدو أن غانتس بحاجة إلى رئيس أركان كي يحافظ على الـ”احتواء”.

في غزة يمكن الإبقاء على الحالة كما هي ظاهراً؛ فهم يطلقون الصواريخ ونحن نقصف، إلى أن يتفضلوا بالتوقف. في القدس، التي هي مفتاح إدارة النزاع كله، تنهار الحكومة في الجلبة المحلية. على جدول الأعمال انتخابات مستقبلية في المناطق مع إمكانية صعود قوة لحماس في الضفة. ظاهراً، الحكومة نجحت: أبو مازن يريد تأجيل الانتخابات وتأجيل إلغاء الفصل بين الضفة والقطاع عملياً، إذا انتصرت حماس. غير أن لحماس أدوات خاصة بها لإشعال المنطقة، وللحكومة أدوات خاصة بها لإطفاء الشعلة، والتتمة واضحة: الشرطة تضع الحواجز في مدخل باب العامود، وعشرات الشبان العرب يتناوشون مع الشرطة، منظمة “لاهفا” تجلب القوزاق خاصتها، وممثلوها في الكنيست يساندونها، والنتيجة: الحواجز باقية، وتأييد حماس في الضفة يرتفع.

هكذا هو الحال في أسبوع واحد بأسلوب نتنياهو، ناهيك عن الفوضى التي في واشنطن وطهران ومحاولات النجاة اليائسة في المستنقع السياسي والصراع الجماهيري ضد جهاز القضاء. هكذا ينبغي أن تكون صورة انهيار الحكومة: حرب أخيرة خاسرة ضد كل العالم. لقد كانت الأيام الأخيرة دليلاً آخر على أهمية تغيير الحكومة. ليست “حكومة تغيير”، بل حكومة ذات مفتاح واضح للتغيير. التسوية مع حماس وإجراء انتخابات نزيهة؛ إذا لم يكن لدى اليهود، فعلى الأقل لدى الفلسطينيين.