قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان بأن سلطات الاحتلال تواصل سياسة التهويد والتمييز العنصري بشكل منهجي في مدينة القدس، وهو ما يؤكد ما وصلت اليه منظمة "“هيومن رايتس ووتش" في تقريرها الاخير والذي توصلت فيه الى ان دولة اسرائيل تقوم بممارسة جرائم ضد الفلسطينيين تستوجب المساءلة والمحاسبة.
وأشار المكتب في تقريره الاسبوعي الذي يرصد فيه مجمل الانتهاكات الاسرائيلية، الى ان بلدية الاحتلال في القدس المحتلة شرعت الأسبوع الماضي وبالتعاون مع وزارة شؤون القدس والارث اليهودي وسلطة تطوير القدس بإقامة ما يسمي "متنزه وادي الجوز" عند مدخل وادي قدرون. ويمتد المشروع على مساحة 25 دونما ويتضمن زوايا جلسات، ومنشآت ألعاب، ومسارات مشاه ودراجات هوائية، ومناطق مظللة. وتشرف على المشروع شركة "موري" التابعة لبلدية الاحتلال. وخصصت فترة عامين لاستكمال المشروع الذي يرتبط بمسارات الدراجات الهوائية في المدينة والمؤسسات العامة والمدارس المقرر اقامتها في المنطقة في المستقبل. وفي هذا الاطار قال رئيس بلدية القدس المحتلة "موشيه ليون: "أبارك اقامة هذا المشروع الكبير الذي يشكل جزءا من المخطط الاستراتيجي الذي نعد له في القدس الشرقية وجزءا من تطوير البناء في القدس".
مركز سياحي اسفل البراق
وفي سياق مشاريع تزوير التاريخ في خدمة مخططات التهويد، يعمل الاحتلال بشكل متسارع على إنشاء مركز سياحي تهويدي أسفل حائط البراق الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، حيث استغلت سلطات الاحتلال فترة "كورونا" وانخفاض حركة السياحة في المدينة للإسراع في إقامة هذا المركز السياحي التهويدي، حيث واصل الاحتلال حفرياته أسفل حائط البراق لإقامة قاعات ومراكز يهودية دينية وسياحية ضخمة لخدمة الإسرائيليين والمستوطنين المتطرفين، ولإقامة طقوسهم وصلواتهم التلمودية. ومنذ بداية العام 2021، كثفت سلطة الآثار الإسرائيلية العمل في بناء وتطوير المكان وإنشاء المركز السياحي، وفق تكنولوجيا متطورة، حتى يتم افتتاحه قريبًا. وسيتم ربط المركز بالقاعات التي أقامها الاحتلال تحت ساحة البراق، ومن ثم ربطها بالأنفاق الموجودة في المنطقة. ويتضمن المركز السياحي عدة قاعات وغرف صغيرة لعرض أفلام ومقاطع فيديو ومسرحيات تمثيلية تشرح روايات تلمودية. كما يتضمن المركز أيضًا قاعة صغيرة يُعرض بداخلها ملابس ومقتنيات وأدوات كتب عليها "كهنة المعبد"، وتحتوي ايضا على صور للهيكل المزعوم. ويشرف مرشدون يهود على المركز السياحي من خلال تقديم معلومات تاريخية عن الهيكل المزعوم، وما تسمى "المحرقة"، وإقامة دولة الاحتلال؛ لتعريف الزوار والسياح اليهود والأجانب بتاريخ اليهود وحضارتهم المزورة.
تصاعد اعتداءات المستوطنين
وفي ظل دعم حكومة الاحتلال التي يقودها بنيامين نتنياهو، صعد المستوطنون من اعتداءاتهم على المقدسيين، وعرضت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية (كان)، مشاهد مصورة يظهر فيها مستوطنون وهم يرجمون السيارات الفلسطينية بالحجارة. ويظهر في المشاهد المصورة أيضاً أن المستوطنين قد أقاموا حواجز على أحد الطرق المؤدية إلى القدس، ويقومون بتوقيف السيارات المارة، ويعتدون على راكبيها في حال تبين أنهم فلسطينيون. ويتضح أن جميع المستوطنين المشاركين في الاعتداءات على السيارات الفلسطينية، هم من أتباع التيار الديني الحريدي.
وبذات الوقت صعّدت منظمة "لاهافا" الإرهابية اليهودية وتيرة استفزازاتها ضد الفلسطينيين، مؤكدة أنها ستنظم مناورات في أرجاء مدينة القدس المحتلة. ففي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي قال الحاخام "بنتسي غوفشتاين" زعيم المنظمة التي نظمت قبل ثلاثة أيام المسيرة التي أشعلت الأحداث في القدس المحتلة إنه سيتم إجراء "مناورات للدفاع عن النفس" في أرجاء المدينة. وشدد "غوفشتاين" الذي يعد قائدا بارزا في الحركة الكهانية التي تدعو إلى طرد الفلسطينيين، والتي باتت ممثلة في البرلمان، على أن أعضاء منظمته سيتواجدون في أرجاء المدينة لتأمين الحماية لليهود، وأن كل مكان لا تتواجد فيه الشرطة الإسرائيلية ستكون المنظمة حاضرة فيه. وفي السياق، لمّح رئيس بلدية الاحتلال في القدس "موشيه ليؤون"، الذي ينتمي إلى حزب الليكود، إلى دور الشرطة الإسرائيلية في السماح لعناصر التنظيمات الإرهابية اليهودية بالاعتداء في القدس. وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أضاف ليؤون أنه عارض السماح لمنظمة "لاهافا" الإرهابية اليهودية بتنظيم مسيرتها في القدس المحتلة قبل يومين إلا أن الشرطة أصرت على أن هذه المسيرة "قانونية".
اقتحام الاقصى
وفي القدس كذلك، كثفت "جماعات الهيكل" المزعوم من حشدها وتحريضها على اقتحام واسع وجماعي للمسجد الأقصى المبارك في الثامن والعشرين من شهر رمضان المبارك، تزامنًا مع ما يسمى "توحيد القدس". واعتبرت الجماعات المتطرفة في دعواتها على مواقع التواصل الاقتحام باليوم الفاصل ودعت المستوطنين لاستباحة المسجد، وإنشاد النشيد الصهيوني "هتيكفا" بداخله. ودعا الناطق باسم ما تسمى "منظمات المعبد" آساف فريد مناصريه لاستعادة المعنويات، مؤكدًا أن المسجد الأقصى سيكون مفتوحًا للاقتحام صباح الثامن والعشرين من رمضان والانتشار في كل مكان، في الكنس والمدارس الدينية استعدادا للاقتحام بالآلاف حتى يستعيد فيه جبل المعبد من العرب.
نشاطات استيطانية متفرقة
وفي نشاطات سلطات الاحتلال الاستيطانية، شرع مستوطنون ببناء بؤرة استيطانية جديدة على أراضي المواطنين في قرية زنوتا جنوبي مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة. وقاموا باقتحام أراض تعود لعائلة جبارين، والبدء ببناء بؤرة استيطانية جديدة. كما شرعت سلطات الاحتلال والمستوطنون ببناء 164 وحدة استيطانية في مستوطنة "دانيال" المقامة على أراضي غرب بيت لحم. وتت المصادقة على إنشاء 60 وحدة استيطانية في مستوطنة "ابي هناحل" الجاثمة على أراضي المواطنين، شرق بيت لحم. كما طالب مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومحيط قطاع غزة أعضاء الكنيست برفع مشروع قانون لتنظيم أوضاع المستوطنات الصغيرة والبؤر المترامية. ودعا رئيس اللجنة المنظمة وجميع أعضاء الكنيست إلى اعتبار أن الاستيطان في الضفة وغور الأردن مهم بالنسبة لهم. وطالب بتنحية الخلافات السياسية جانبا والتعاون من أجل تسوية أوضاع المستوطنات مبينا انه توجد في الكنيست الحالية أغلبية كبيرة من أعضاء الكنيست يؤيدون التسوية الاستيطانية، ويجب التعاون من أجل ذلك.