أكد فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن هناك ثنائية متناقضة تسود المشهد السياسي الفلسطيني الراهن، تمثل الحركة الوطنية الجماهيرية المتوثبة في صدامها مع الاحتلال أحد طرفيها، فيما يقابلها في الطرف الثاني نظام سياسي عاجز عن الاستجابة إلى متطلبات هذا النهوض الوطني الجماهيري.
جاء ذلك في ندوة بعنوان "القضية الفلسطينية في مشهدها الراهن"، في قاعة المركز الثقافي العربي بدمشق، نظمتها مؤسسة القدس الدولية، ضمن فعاليات يوم القدس العالمي.، وأدارها خلف المفتاح، المدير العام للمؤسسة.
رحب مفتاح بفهد سليمان، منوهاً بـالرؤية المتقدمة التي تمتلكها الجبهة الديمقراطية عبر خطابها المبني على تحليل موضوعي يخلص إلى إجابات مقنعة. وعرض للمعاني والدلالات التي تمثلها مدينة القدس في الذاكرة الجمعية للقوى الوطنية والقومية والإسلامية.
وقال فهد سليمان: "من الخطأ التعامل مع سياسة الإدارة الأميركية الحالية ضمن ميزان المقارنة ما بين السيء والأقل سوءاَ، كما يفعل البعض اليوم في مقارنته ما بين تصريحات إدارة بايدن حول تمسكها بحل الدولتين، والإفراج عن المساعدات للفلسطينيين وما بين سياسات إدارة ترامب السابقة.
وأوضح أن حل الدولتين بالصيغة التي طرحتها الإدارات الأميركية المتعاقبة ينطلق من فرض التعايش ما بين دولة الاحتلال وبين حكم ذاتي فلسطيني.
وخلص فهد سليمان إلى أن من يسوق أفضلية مواقف إدارة بايدن للفلسطينيين قياسا بالسياسات التي اعتمدتها إدارة ترامب، يهدف إلى تجديد الرهان على إعادة مفاوضات التسوية، محذراً من أنه رهان على الوهم.
ولفت فهد سليمان إلى أن العلاقة ما بين المطبعين العرب وإسرائيل هي علاقة تبعية سياسية واقتصادية وثقافية لدولة الاحتلال تحت الإشراف الأميركي، وأن أخطر ما فيها هو انحياز هؤلاء المطبعين إلى الرواية الإسرائيلية بما يخص النكبة الفلسطينية وسائر وقائع الصراع العربي / الفلسطيني ـ الإسرائيلي، محذراً من أثر ذلك على الأجيال العربية القادمة، منوها بمواقف أطراف المقاومة في مواجهة السياسات الأميركية والإسرائيلية.
وقال فهد سليمان: "ترسخت لدى الطرف الفلسطيني في إتفاق أوسلو قناعة بأن نجاح الاتفاق سيعزز مكانته على رأس النظام السياسي، لكن الاتفاق كان يحمل عوامل فشله في داخله، لأن الأرض هي جوهر الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي"، مضيفا: "إن الرهان على المفاوضات، ينبع من مشروع سياسي لاتزال تتمسك به القيادة الرسمية الفلسطينية، كخيار وحيد كونها لن تقدم على تحمل استحقاقات الانحياز إلى مشروع مقاومة الاحتلال وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني التحرري".
وحول الانتخابات الفلسطينية، أكد فهد سليمان أهميتها، مشيراً في الوقت نفسه إلى خطورة الانقسام المؤسسي والجغرافي الذي تشهده الحالة الفلسطينية، وأكد ضرورة توافر التوافق الوطني الفلسطيني حول إنجاح الانتخابات والقبول بنتائجها كي تكون مدخلاً لإنهاء الانقسام، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس ديمقراطية ائتلافية.