في خطوة وصفها المراقبون بـ "الكارثية"، قرر الجيش الإسرائيلي، تقليص مساحة الصيد البحري في قطاع غزة إلى أقل من الثلثين، قبل أن يعلن إغلاقها بشكل نهائي.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي" "تقليص مسافة الصيد البحري في قطاع غزة من 15 ميلا بحريا إلى 9 أميال وذلك ابتداء من الساعة 6 صباحا وحتى إشعار آخر".
وقال مراقبون: إن "التحركات الإسرائيلية الأخيرة تهدف إلى التضييق على قطاع غزة، واستهداف الوظائف المهمة التي تساهم في الأمن الاقتصادي للقطاع، مؤكدين أن الصيادين سيعانون بقوة جراء هذا الإجراء".
قرار إسرائيلي
وأشار أدرعي إلى أن "ذلك جاء بعد مشاورات أمنية في ضوء مواصلة إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة نحو إسرائيل أعلنها منسق أعمال الحكومة في المناطق الميجر جنرال غسان عليان".
وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "تتحمل حماس مسؤولية ما يجري في قطاع غزة، وتداعيات أعمال العنف المرتكبة ضد مواطني إسرائيل".
وأعلن أدرعي فجر اليوم الاثنين، إغلاق مسافة الصيد البحري في قطاع غزة كليا. ونشر تغريدة عبر حسابه الرسمي "تويتر" قال فيها: "إن ذلك يأتي ردا على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة الليلة".
نتائج كارثية
اعتبر نزار عياش، نقيب الصيادين في قطاع غزة، أن "نتائج تقليص إسرائيل لمساحة الصيد البحري مرة أخرى، كارثية على صيادي القطاع، وهم من الطبقات الفقيرة جدًا، والذين يعتمدون على الصيد للحصول على قوت يومهم".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإنه "هناك ما يزيد عن 4500 صياد في القطاع، و100 قارب صيد، يعملون في مساحة ضيقة جدا، بجانب الممارسات التي تقوم بها إسرائيل بشكل يومي للتضييق عليهم، وهم يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة، ويشاركون في الأمن الاقتصادي للمجتمع الفلسطيني، عبر توفير الأسماك بدلا من استيرادها بالعملة الصعبة".
ويرى عيّاش، أن "إسرائيل دائما ما تقوم بممارسة الضغوط على هذه الشريحة في كل أزمة لها مع فلسطين، أو المقاومة، وذلك لأن هذه الشريحة تعد منتجة بشكل دائم، لذلك يتم حصارها".
وقال عيّاش حول الإجراءات التي يمكن اتخاذها مقابل هذه التحركات، إن "إجراءات الرد يجب أن يتخذها النظام العالمي، والذي يرى الظلم الإسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني، وضد الصيادين وقطاع غزة، حيث يمارس الاحتلال كل أنواع الحصار، ومنع دخول مستلزمات الصيد، وهو ما يحول دون تمكّن الصياد من إصلاح مركبته".
وطالب عيّاش بضرورة التدخل الدولي من أجل رفع هذا الظلم عن الصيادين، وكذلك تغيير نظرة وتفكير النظام العالمي تجاه إسرائيل، وما ترتكبه في حق الشعب الفلسطيني".
ضغوط مطلوبة
من جانبه قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، إن "قرار الاحتلال بوقف عمليات الصيد أو النزول إلى البحر للصيد هو قرار جائر وظالم وتأثيرة على الصيادين الذين يمثل البحر مصدر رزقهم الوحيد واليومي سيكون كبيرًا جدا".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، قال إن "هذا القرار يعد معاناة جديدة تضاف إلى معاناتهم، وهي محاولة من الاحتلال للضغط على أهالي غزة، والتضييق عليهم في أرزاقهم".
ويرى الصوّاف أن "إيرادات الصيادين رغم قلتها، تعتبر جزءًا من دخل قطاع غزة، والضغط عليه بهذا الشكل، سيكون له الكثير من الآثار السلبية، ليس على المهنة والعاملين فيها وحسب، بل على الوضع في القطاع بشكل عام".
واعتبر الصواف أن "هناك حاجة ملحة للبحث عن وسائل مواجهة هذا القرار الإسرائيلي، ووقفه، وإجبار الاحتلال على التراجع دون المس بقدرات المقاومة في الضغط على الاحتلال كما حدث بعد أحداث القدس".
كانت وسائل إعلام فلسطينية تحدثت عن انطلاق عدد من الصوايخ تجاه مستطونات إسرائيلية محيطة بقاع غزة. مشيرة في الوقت ذاته إلى اعتراض منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية" لعدد منها.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي أن "الليلة الماضية شهدت استمرار إطلاق قذائف صاروخية من غزة باتجاه إسرائيل، حيث تم رصد إطلاق ثلاثة صواريخ، اعترضت منظومة القبة الحديدية اثنين منها فيما سقط الثالث في غزة.