رغم تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، بيني غانتس، لقطاع غزّة، ذكر مسؤولون إسرائيليّون أنّ الاحتلال معنيّ بالتهدئة وعدم التصعيد، سواءً في غزّة أو القدس.
وأجرت قيادة الجيش الإسرائيلي اليوم، السبت، 3 جلسات مشاورات أمنيّة، رأس الأولى فيها رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ولاحقًا غانتس، ومن ثم نتنياهو؛ إثر تصاعد التوترات في القدس مع اعتداءات قوات الأمن الإسرائيليّة والمستوطنين على المقدسيين، وإطلاق 36 قذيفة من قطاع غزة على بلدات إسرائيليّة، الليلة الماضية.
وأضاف المسؤولون الإسرائيليّون لموقع "واللا" أن إسرائيل مرّرت، خلال اليوم الأخير، رسائل إلى الفلسطينيين والأردن بأنها "معنيّة بتهدئة الوضع في القدس، وأن لا نية للإضرار بحريّة العبادة للمسلمين في المدينة، خصوصًا في شهر رمضان"، على حدّ زعمهم.
وخلال جلسة المشاورات الأمنية التي ترأسها نتنياهو، وُجّهت تعليمات إلى وزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، وقائد جهاز الشرطة "بتخفيض حدّة التوتر في القدس".
وفي ما يتعلّق بقطاع غزّة، ذكر المسؤولون الإسرائيليّون أن الساعات المقبلة، خصوصًا في القدس، ستحدّد الوجهة، إن كان نحو التصعيد أو التهدئة.
وحول القدس، زعم قائد جهاز الشرطة أنّ باب العامود كان مغلقًا خلال العقد الأخير "على الأقلّ" أمام المصلين، وهو ما يتنافى مع الواقع الذي تشهده المدينة.
وفي وقت سابق اليوم، قال نتنياهو إنه استمع إلى عرض وضع من مفتّش جهاز الشرطة، وإنه "يريد أولا ضمان القانون والنظام.. نحن نحافظ على حريّة العبادة مثل كل عام، لكل السكان ولكل الزوار في القدس".
بينما قال غانتس "الآن الوضع هادئ في الجنوب. لكن إن لم يُحافظ على الهدوء، فستتضرّر غزة بشكل قاسٍ، مدنيًا واقتصاديًا وأمنيًا، ومن سيتحمّل ذلك هم قادة ’حماس’. الجيش الإسرائيلي جاهز لاحتمال التصعيد، وسنفعل كل ما هو مطلب للحفاظ على الهدوء".
وأوعز كوخافي إلى قواته بالاستعداد لإمكانية التصعيد في غزة، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي، كما أوعز بـ"اتخاذ سلسة خطوات وردود فعل محتملة بالإضافة إلى الاستعداد لحالة تصعيد".
يذكر أن كوخافي ألغى زيارة له مقرّرة إلى واشنطن، إثر تطوّرات الأوضاع في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة عام 1967.
وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن حركة "حماس" غير معنية بالتصعيد، وأن إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة المحاصر باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحيطة، الليلة الماضية، بعد تسعة أشهر من الهدوء النسبي، جاء ردا على "الاشتباكات العنيفة التي وقعت في القدس في الأيام الأخيرة"، و"نصرة" للمقدسيين.
وذكرت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") أنّ جهات دولية (لم تحددها) تجرى اتصالات منذ ساعات الصباح مع حركة "حماس" لاحتواء الموقف والعودة إلى الوضع السابق.
ونقلت القناة عن مصدر عسكري رفيع أنّ التقدير السائد لدى الجيش الإسرائيلي يفيد بأن "حماس" لا تريد توسيع دائرة التصعيد، وأن الدافع وراء إطلاق الصواريخ هو إظهار دعمها وتضامنها مع أهل القدس.