بحلول شهر رمضان المبارك ومنذ اليوم الأول يبدأ المسلمون بالاستيقاظ في أوقات غير معتادة لتناول وجبات السحور، ولأن تعديل ساعات النوم بشكل مفاجئ قد يؤدي إلى اضطرابات النوم بسبب تغير الساعة البيولوجية المفاجئ، الأمر الذي يجعل بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم قبل رمضان يدخلون في حلقة مفرغة من مشكلات النوم؛ لذا سنتعرف على اضطرابات النوم وكيفية تفاديها.
وتنطوي تحت قائمة اضطرابات النوم عدة مشكلات، تبدأ بصعوبة الدخول في النوم رغم الذهاب إلى الفراش، أو النوم بالفعل؛ لكن مع الوصول لعدد الساعات الكافي، يستيقظ صاحب المشكلة بدون أن يشعر أنه حصل على قسط كاف من الراحة.
وفي بعض الأحيان قد ينتاب الأشخاص كوابيس مزعجة، في حالة اضطرابات النوم قد تكون الكوابيس عرضا لعدم الدخول في مراحل النوم العميق، وليست علامة مثيرة للقلق، وفي الوقت ذاته على الشخص أن يتخذ موقفا حاسما لعلاج الأرق بسبب قلة النوم، وينظم الأمر فورا.
تنظيم النوم
ينبغي الالتزام بمواعيد ثابتة للنوم أو القيلولة، على سبيل المثال إذا كنت ستختار خطة (أ)، وهي الاستيقاظ حتى الفجر يوميا، والنوم عقب السحور، فلتكن تلك هي خطتك طوال شهر رمضان، ولا داعي للتغيير عدة مرات، أما إذا كنت ستختار الخطة (ب) وهي النوم بعد صلاة العشاء، ثم الاستيقاظ قبل السحور، واستئناف النوم لاحقا، فلتكن تلك هي خطة النوم طوال شهر رمضان؛ لكن ينبغي الأخذ بالاعتبار أنه ربما يحتاج الجسم بضعة أيام للاعتياد على المواعيد الجديدة، ومن الضروري تكرارها لتجنب الأرق.
التوقف عن استخدام الإضاءة الزرقاء
عقب تحديد الموعد الثابت للنوم يجب اعتماد سلوك آخر مباشرة، وهو إغلاق الشاشات الضوئية قبل النوم بـ3 ساعات، والتوقف عن استخدام الهواتف أو التلفاز.
تقوم الإضاءة الزرقاء المنبعثة من الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة بتثبيط إنتاج الميلاتونين، الذي يساعد على النوم، كما تقوم بوضع الجسم في حالة التنبيه والاستيقاظ، وإذا كان من الضروري جدا متابعة بعض الأعمال، فيمكن تفعيل نظام حجب الإضاءة الزرقاء من الأجهزة، رغم أنه غير فعال بنسبة 100%؛ لكنه أفضل من الإضاءة الزرقاء المباشرة.
التوقف عن شرب الكافيين
عند بدء النظام في الأيام الأولى وحتى تنظيم الساعة البيولوجية الجديدة من الضروري التوقف التام عن استخدام أي منتجات تحتوي على كافيين، بما في ذلك الكولا والشوكولاتة بشكل مؤقت، حتى يعتاد الجسم على النظام الجديد، ومن ثم يمكن إدخال الكافيين في فترة الاستيقاظ فقط مع تجنبه تماما قرب مواعيد النوم، ومن الأفضل تجنبه تماما خلال شهر رمضان، حيث إنه يرفع من معدلات الجفاف والعطش أيضا، فيفضل تجنبه قدر الإمكان خلال الصيام، ومع الوقت يقوم الجسم بالتعود على التنبه على مدار اليوم بدون الحاجة لتعزيز الطاقة بالكافيين.
أطعمة ومشروبات تساعدك على النوم
تساعد بعض المشروبات على الاسترخاء والدخول في النوم بسهولة، ولعل أهمها شاي البابونج والحليب الدافئ وماء جوز الهند، كما تساعد بعض الفواكه مثل الكيوي والعنب الأحمر على الشعور بالراحة والخمول، فيما تعزز المكسرات قدرات الجسم على الدخول في النوم العميق؛ لذلك فإن كوبا من المكسرات على السحور يساعد على الدخول في النوم وإمداد الجسم بالطاقة اللازمة مع شعور جيد بالشبع.
الرياضة والتنفس
قد يبدو من الصعب ممارسة الرياضة في رمضان؛ لكن للأشخاص غير الرياضيين من الممكن ممارسة المشي أو بعض تمارين "شد العضلات" (Stretching) أو اليوغا، حيث تعزز الرياضة إفراز هرمون السيروتونين، وتثبط من إنتاج الكورتيزول المسؤول عن التنبه والشعور بالضغط، وقد تساعد الجسم على الشعور بالراحة والاسترخاء وترفع من جودة النوم أيضا.
ويمكن اللجوء إلى تمارين التنفس قبل النوم مباشرة من خلال الشهيق والزفير بعمق، مع الحرص على تطبيق "تمارين التنفس 4-7-8" (4-7-8 Breathing Exercise)، حيث تساعد على الاسترخاء والدخول في النوم والتشبع بالأكسجين وتقوية الجهاز العصبي، ويمكن تطبيقها طوال العام وليس في شهر رمضان فقط.
لا يفضل أبدا في حال اضطرابات النوم الدخول إلى النوم مباشرة عقب الوجبات، لذلك من الأفضل ترك مساحة بسيطة بين آخر وجبة طعام والنوم، كما يفضل تخصيص السرير للنوم فقط بدون أجهزة لوحية أو إضاءة أو حركة، إذ يسهل ذلك عملية الدخول في النوم.
كما يساعد تعطير المنزل والوسائد باللافندر على الشعور بالاسترخاء والراحة، وبتنظيم ساعات النوم والحمية المناسبة سيكون من السهل الوصول لجودة نوم جيدة خلال أيام.