حذَّر مسؤولون في جهاز أمن الاحتلال الإسرائيلي من "حرب أرصدة" بين جهات سياسية وأجهزة الأمن، من خلال تسريبات حول هجمات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية، التي كان آخرها التفجير في منشأة نطنز الإيرانية لتخصيب اليورانيوم.
وذكر موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني اليوم، أن النشر عن أن الموساد نفَّذ الهجوم في نطنز، أثار تخوفات بين كبار المسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي من أن "ثمة من يسعى إلى استغلال التوتر مع طهران لمصالحه الشخصية وفي إطار الصراعات بين الأجهزة".
وأعلن وزير جيش الاحتلال بيني غانتس أنه توجَّه إلى المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، طالبًا القيام بتقصي حقائق في هذه التسريبات.
في حين نقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين قولهم: إن مصدر التخوُّف ليس معلومة معينة سُرِّبت، وإنما مجرد سلسلة التسريبات خلال فترة متوترة مع إيران، وأن "إيران قد تفسِّر ذلك على أنه استفزاز، وأن ترد ردًّا كانت تمتنع عنه دون هذه التسريبات".
وقال مسؤول أمني سابق للصحيفة: "إننا في فترة يوجد فيها ضعف كبير لدى قسم من قادة جهاز الأمن وصناع القرار، في حين قسم منهم يحظون بمعاملة مختلفة ويستفيدون من قربهم من رئيس الحكومة. وإذا أضفنا إلى ذلك حالة انعدام استقرار الحكم، ووضعًا سياسيًّا عالقًا وعلاقات مشحونة مع الإدارة الأميركية، فهذا يجعل هذه الفترة صعبة جدًا ومقلقة جدًا، ويبدو أن الأمور أشبه بحدث خرج عن السيطرة".
وقال مسؤول أمني: إنه "توجد لدى (إسرائيل) مواضيع ليست أقل أهمية وإلحاحًا من إيران، لكن هناك من يعتقد أن إبراز الموضوع الإيراني أصح لأسباب ليست عسكرية بالضرورة".
وأشار إلى أنه "كانت هناك حالات في الماضي التي قرر فيها جهاز الأمن إخراج معلومة معينة في إطار حرب على الوعي ونقل رسائل، لكن هذه المرة مختلفة، فلا توجد مداولات في المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر، ولا توجد مداولات هامة في هيئات أمنية ذات علاقة حول تغيير سياسة التعتيم، بشأن تلك الأحداث (الهجمات) المنسوبة لإسرائيل. ولذلك يجري هذا الحدث بشكل يفعل كل واحد ما يحلو له".
وعدَّ مسؤول أمني سابق أنه من الجائز أن الولايات المتحدة تقف وراء التقارير التي نُشرت مؤخرًا، "كي توضح لـ(إسرائيل) أنه توجد إدارة جديدة في البيت الأبيض" من أجل أن تكون العمليات العسكرية الإسرائيلية أقل اعتدالًا.