أطلع محافظ سلفيت، عبد الله كميل، اليوم الإثنين، سفراء سبع دول من امريكا الجنوبية، وهي: التشيلي، وفنزويلا، ونيكاراغوا، والأرجنتين، والبرازيل، والمكسيك، على ما تعانيه محافظة سلفيت من الاستيطان وجدار الفصل العنصري واعتداءات المستوطنين وانتهاكات جيش الاحتلال في معظم بلداتها وقراها.
وجاءت زيارة الوفد بدعوة من جمعية مردة للتنمية، حيث اطلع الوفد خلال تواجده في دار المحافظة على ما تتعرض له مدينة سلفيت وبلداتها وقراها، من خلال عرض لواقع الاستيطان ونهبه المتواصل منذ عشرات السنوات لأراضي المحافظة، حتى وصلت إلى ثاني محافظة فلسطينية بعد محافظة القدس عرضة لانتهاكات الاستيطان وممارساتها العنصرية.
وتجول السفراء في عدة بلدات، حيث اطلعوا على ما تعانيه قرية بروقين، غرب سلفيت، من زحف وتوسع لمستوطنة "بروخين"، وأثر البناء المستمر والتوسع على حساب أراضي المواطنين، والآثار المدمرة للمياه العادمة التي تلقيه مستوطنة "أرائيل" في وادي المطوي وما تسببه من أمراض للشجر والانسان.
ثم توجه الوفد، إلى منزل هاني العامر في قرية مسحة، الذي يحاصره الجدار والمستوطنة من كافة الجهات، ويعيش في سجن حقيقي، حيث الأسلاك الشائكة والبوابات الحديدية تحيطه، كما أنه لا يملك أي جار من قريته التي لا تبعد سوى عشرات الامتار عن منزله.
واختتم الوفد زيارته للمحافظة في قرية مردا، حيث اطلع على انتهاكات مستوطنة أرائيل الجاثمة على أراضي القرية، وما يعانيه المزارعون للوصول إلى أراضيهم وبخاصة في موسم قطاف الزيتون.
وقال محافظ سلفيت، عبد الله كميل لـ"وفا": جئنا اليوم بهذا الوفد غلى أكثر الأماكن تعرضا للهجمة الاستيطانية، لكي يطلعوا على تفاصيل الانتهاكات الاسرائيلية بشكل عملي، نحن نعمل وسنستمر في علمنا على اطلاع القناصل والسفراء من العالم التي لها ممثليات وسفارات في فلسطين.
وأضاف: لدينا نشاط قريب من خلال وزارة الخارجية ومن خلال العديد من السفراء العاملين في فلسطين للقيام بجولات مشابهة، وذلك ضمن محاربة الاستيطان ووضع ممثلي هذه الدول في صورة الانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في محافظة سلفيت.
وأشار الى أن الاستيطان يعمل بوتيرة متسارعة في كل القرى والبلدات، وتتعرض هذه المناطق لهجمات مستمرة كتوسعة المستوطنات ومصادرة الأراضي واقتلاع الاشجار والاعتداء على المواطنين والمزارعين، والهجمات الليلة على القرى والبلدات، والتي تتمثل في حرق المساجد والاعتداء على مركبات المواطنين وممتلكاتهم، وهي جرائم منظمة تتم تحت سمع وبصر ودعم الحكومة الاسرائيلية، وجرائم مخالفة حقوق الانسان المنصوص عليها في ميثاق روما، ولا بد من ان يتم ترحيل كل هذه القضايا لمحكمة الجنايات الدولية الى جانب توسيع رقعة المقاومة الشعبية، وهي حق من حقوق الشعوب الخاضعة للاحتلال والاستعمار.
وتابع: لا بد من العالم من مناصرة الشعب الفلسطيني، ولا يجوز ان يكون هناك معايير مزدوجة في التعامل، كما تعاملت الإدارة الأمريكية السابقة مع القضية الفلسطينية، وسنستمر بالمطالبة بتوفير حماية دولية لشعبنا الأعزل امام هذه الحكومة المتغطرسة التي تمارس ثقافة فاشية وتمارسها على الأرض من خلال حكومة المستوطنين.
بدوره، قال سفير، ممثلية جمهورية فنزويلا البوليفارية لدى دولة فلسطين، ماهر طه، لـ"وفا"، الانتهاكات التي رأيناها بحق محافظة سلفيت جسيمة، والضرر الواقع على حياة الناس فيها كبير، بفعل الاستيطان وتقطيع أوصال القرى والبلدات.
وأضاف: لدينا علاقة متينة بالقيادة الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني، وكنا منذ عهد الرئيس الفنزويلي السابق وفي عهد الرئيس الحالي، داعمين لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته، ونأمل أن تزور وفود أجنبية أخرى هذه المحافظة وتطلع على معاناة أهلها، وأن نوصل صوتنا ورسالتنا للعالم، وأن يلزم العالم الاحتلال الاسرائيلي بتطبيق القرارات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية، وأن يتوقف عن ممارساته العنصرية بحق الشعب الفلسطيني.