وقع القيادي المفصول من حركة فتح ناصر القدوة في خطأ استراتيجي كبير بالهجوم على حركات الاسلام السياسي الفلسطينية المتمثلة بحركتي حماس والجهاد.
وقال القدوة في تصريحات لقناة فرنسا 24 “إذا تعاونت قوائم حركة فتح قد تصب كل الأصوات في مصلحة الحركة، وكل هذه الأطراف لها مشكلة مع الإسلام السياسي أو “الإسلاموية السياسية. مشددا على وجوب استعادة قطاع غزة جغرافيا وسياسيا.. وسجل القدوة بهذه التصريحات هدفا في مرماه لصالح الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ابواب الانتخابات التشريعية.
اذ تظهر هذه التصريحات عباس بموقع الحريص على الوحدة الوطنية والتلاقي مع جميع الطيف السياسي الفلسطيني ، بما فيه حركتا حماس والجهاد. بينما تعطي صورة عن القدوة بانه تقسيمي يسعى الى تكريس الانقسام الفلسطيني وربما تصعيده وتحويله الى صدام ، وهو ما حاولت كافة القوى الفلسطينية تجنبه ومحاولة راب الصدع تحت ضغط الضرورة بسبب المخاطر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والقضية. ويتراس القدوة قائمة الحرية الانتخابية بشكل مستقل عن حركة فتح والتي تضم تحالف كتلة مروان البرغوثي والملتقى الفلسطيني.
وكما هو متوقع فقد جرت هذه المواقف للقدوة ردود فعل من قيادات الحركتين الاسلاميتين.
وجاء بيان حماس ليؤكد ان القدوة ارتكب “خطيئة سياسية ووطنية ” واتت منسجمة مع القرارات الصهيونية الامريكية الهادفة الى تمزيق شعبنا واطالة امد الانقسام”. واضاف البيان ان مواقف القدوة تحرف البوصلة الوطنية وتضعف الحالة الفلسطينية في وقت احوج ما يكون فيه شعبنا الى التكاتف وتحقيق الوحدة في مواجهة التحديات.
من جهته قال مسؤول المكتب الإعلامي لحركة “الجهاد الإسلامي” داود شهاب، على صفحته في “فيسبوك”، إنّ “تصريحات ناصر القدوة سقوط وانكشاف لمشروع توظيف العمل السياسي لتعزيز التناقضات والخلافات الداخلية، بدلاً من توحيد الصف في مشروع التحرير واستعادة الأرض من الاحتلال”.
بينما قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي أنور أبو طه: إن “حركات المقاومة الفلسطينية، إسلامية وطنية تسعى لتحرير فلسطين، وليس لإقامة سلطة موهومة”.
وحاول شركاء القدوة في قائمة الحرية وخاصة الشخصيات المقربة من الاسير “مروان البرغوثي” تبرأ من تصريحات القدوة والتاكيد على التنوع في الساحة الفلسطينية. وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح “حاتم عبدالقادر” المقرب من البرغوثي في معرض تعليقه على هجوم القدوة على الاسلام السياسي ” إن تصريحات القدوة تخصه فقط ولا تعبر عن مواقف الأسير مروان البرغوثي أو كل أفراد قائمة الحرية، وأضاف: “نحن نحترم الإسلام السياسي وإن اختلفنا معه في بعض الجوانب، فالساحة الفلسطينية تتسع للجميع.
ويجمع المتابعون لشؤون الانتخابات الفلسطينية ان القدوة سجل اول فشل صارخ في الحملة الانتخابية ، وستعود فوائد هذا الفشل الى جعبة الرئيس محمود عباس. واذ يبدو ان القدوة حاول مغازلة دول عربية لديها مواقف حازمة من الاسلام السياسي في المنطقة لجلب الدعم لفريقه في الانتخابات ، الا انه اغفل المزاج العام الفلسطيني الذي سأم الانقسام ومحاولات الغاء الاخرين وهو الاهم في ترجمة صندوق الانتخاب واختيار ممثلي الشعب في المجلس التشريعي.
واعلنت لجنة الإنتخابات المركزية انتهاء فترة الترشح لإنتخابات المجلس التشريعي، والتي استمرت من 20 وحتى 31 آذار/مارس. وأوضحت اللجنة في بيان صحفي أن المجموع الكلي لطلبات الترشح المستلمة بلغ 36 قائمة، قبلت اللجنة طلبات 13 منها، فيما يستمر دراسة باقي الطلبات خلال الأيام المقبلة. وأشارت لجنة الانتخابات إلى أنها ستعلن الكشف الأولي بأسماء القوائم والمرشحين يوم السادس من نيسان/ إبريل المقبل، ليتاح للمواطنين الإطلاع عليها، وتقديم الاعتراضات امام اللجنة على أسماء القوائم والمرشحين. ومن المقرر اجراء الإقتراع في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني 2021 سيكون يوم 22 أيار/ مايو المقبل.
راي اليوم


