هآرتس لـ"عباس": هكذا تعلقت بثوب اليمين الفاشي ونسيت أنه “لا يصح إلا الصحيح”

الإثنين 29 مارس 2021 07:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس لـ"عباس": هكذا تعلقت بثوب اليمين الفاشي ونسيت أنه “لا يصح إلا الصحيح”



القدس المحتلة / سما /

هآرتس - بقلم: عودة بشارات      "يقترب يوم الاثنين، 5 نيسان، بسرعة، والأفق يخلو من أي علامة لحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو. حارسا العتبة، بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غبير، يغلقان الباب أمام نتنياهو. أما عضو الكنيست منصور عباس، المنقذ المناوب لليكود، فيداه مكبلتان، يريد لكنه لا يستطيع. اعتقد بأنه سيُستقبل بالهتاف كمنقذ لحكم اليمين، لكن الواقع يبدو مختلفاً. فلدى حراس العرق، يمكن للغريق أيضاً أن يطلب النجدة من منقذ يهودي.

الأمل معلق في هذه الأثناء على البحث عن تزوير في صناديق الاقتراع لخفض عدد أعضاء القائمة المشتركة في الكنيست المقبلة. خمنوا من يتطوع لهذه المهمة؟ أجل، عضو الكنيست السابق أيوب قره. فقد قام بزيارة عباس أول أمس، وبدلاً من تحذيره من رئيسه الذي يدين له بالفضل، أظهر الخوف (حسب القناة 7) من حدوث تزوير في أصوات العرب. وفي هذه الأثناء، توجه لأخويه سموتريتش وبن غبير (العزيزين) وتوسل إليها: “يجب احتضان التيار البراغماتي الذي يمثله منصور عباس”، حسب موقع “بانيت”.

هذه المشاهد تذكر بآخر الزمان، التي ليس بينها وبين المنطق شيء. من ينظر إلى الواقع الآن يشك في قوة نظره وقدرته على الفهم. ولكن مع الاحترام لشكوككم، هذا ما هو عليه الواقع في لحظة الانعطافة الدراماتيكية، كل شيء يتحرك، الأريكة تستقر في المطبخ، طناجر الطبخ تجلس وتضع ساقاً على ساق في وسط الصالون، والبوابة تنتظر الزائرين في الساحة الخلفية.

كل ذلك يبدو جيداً مقابل السياسة العربية، التي تبدو مثل سيارة بعد تعرضها لحادث طرق. ما الذي قاله الممثل سعيد صالح في المسرحية المصرية “مدرسة المشاغبين”، بعد أن أخذ سيارة العائلة في جولة صغيرة: “كل جزء سليم، لكن منفرداً “. في “المشتركة” كل جزء وحده. للمشتركة 6 مقاعد بدلاً من 11، ولـ”راعم” 3 مقاعد بدلاً من 4، أما الرابع فحصل عليه مازن غنايم الذي أحضرته “راعم” بدلاً من إيمان الخطيب. بشكل عام، التمثيل العربي في الكنيست هبط من 15 مقعداً إلى 10، وهناك من يحتفلون.

مرساة السياسة العربية اهتزت. لو أن عضو الكنيست أيمن عودة سمى السجناء الأمنيين بالمخربين، مثلما فعل عباس، لأدى ذلك إلى عزله من قبل مؤيديه قبل منتقديه. مصير مشابه كان ينتظر عضو الكنيست أحمد الطيبي لو أنه قال إن “الشرطة نجحت في إحباط مئات عمليات القتل أو محاولة القتل”. هذا ما كان سيحدث أيضاً لو قال عضو الكنيست سامي أبو شحادة إن قانون القومية “لا يحرمنا من الجنسية”.

في المقابل، يقول العرب: “الله يضرب بيد ويسند بالثانية”. الآن، شيء لا يصدق، هبط العرب إلى 10 مقاعد، منها 4 متحمسون للانضمام لنتنياهو. أي أنه إذا خصمنا من الستة معارضين لنتنياهو الأربعة المؤيدين له فسيبقى من الـ 15 مقعداً في الكنيست السابقة مقعدان ضده فقط. ورغم انخفاض قوة العرب الدراماتيكية، لا يوجد لنتنياهو حكومة. ماذا قالت فرقة “الكشاشيم”: أليست هذه معجزة؟ هذه معجزة كبيرة. 13 مقعداً أزيحت من طريق نتنياهو، لكنه ما زال عالقاً بالمحاكمة.

“طريقنا شائكة ووعرة وصعبة… لكننا سنواصل”. لماذا نواصل؟ ببساطة، ليس لنا خيار آخر. الضربة التي تلقاها العرب صادمة، لكن الفشل هو المعلم الأفضل. بثمن تقسيم فظيع، يكتشف عباس أنه مع اليمين، لا سيما اليمين الفاشي، لا يمكن الارتباط. “لا يصح إلا الصحيح”، تقول العرب. لا يمكن عقد التحالفات إلا مع قوى السلام والديمقراطية اليهودية، وهكذا نعود إلى نقطة البداية ونسأل عباس: هل كان كل ذلك يستحق؟

مع ذلك، يجب الإشارة إلى الفشل المترتب على تنازل “راعم” عن أصوله الوطنية. لدى الأغلبية الساحقة من العرب وفي القرى العربية، حصلت القائمة المشتركة على أغلبية الأصوات. غضب العرب من الانقسام، لكنهم لن يتساوقوا مع من يتاجرون بكرامتهم الوطنية.