11 عاما على جريمة اغتيال الشيخ احمد ياسين..دور العميل كان حاسما ..بسام ابو شريف

الأربعاء 24 مارس 2021 11:25 ص / بتوقيت القدس +2GMT
11 عاما على جريمة اغتيال الشيخ احمد ياسين..دور العميل كان حاسما ..بسام ابو شريف



كنت مع الرئيس ياسر عرفات “رحمه الله”، في مقره بصنعاء عندما وصلنا خبر امساك المواطنين بثلاثة من رجال الموساد حاولوا اغتيال قائد حركة حماس خالد مشعل في شارع الجاردنز بعمان ، فأمر الرئيس ابو عمار بترتيب اتصال عاجل بالملك حسين “رحمه الله”، وبعد حديث طلب ابو عمار من الملك حسين باصرار أن يجعل من الافراج عن الشيخ احمد ياسين شرطا من شروط الافراج عن المجرمين الثلاثة، استجاب الملك حسين لطلب الرئيس ياسر عرفات ، وأفرجت اسرائيل عن الشيخ احمد ياسين لتبقيه تحت مراقبة استخبارية دائمة فقد كانت تبيت للشيخ الثائر النوايا الاجرامية.

وبعودة الشيخ ياسين الى غزة أصبح عرضة بشكل كلي لرقابة جوية، وأرضية، وظلت الاستخبارات الاسرائيلية ترصد حركاته ، وتدرس تنقلاته اليومية ولقاءاته ، لكن الاعتماد كان بشكل أساسي على عملاء يعملون على الأرض في غزة ، ويتمتعون بحرية الحركة لمراقبته عن كثب، وابلاغ المخابرات الاسرائيلية عنها، وعندما اكتمل الملف ، وأصبحت حركة الشيخ ياسين ومن يرافقه تحت التدقيق الشديد اجتمع مجلس الوزراء الصهيوني المصغر لاتخاذ القرار .
يقول رونين برغمان:
كانت التقارير التي ترجح شن هجوم جوي لاغتياله بصواريخ تطلق من طائرات حربية فيما هو يغادر، أو يدخل الجامع ليصلي صلاة الفجرالتي لم يكن الشيخ ياسين يقطعها أبدا ، وطرحت كافة الظروف التي ستحيط بتلك العملية التي ستخالف فيها اسرائيل كل القوانين الدولية ، فالقوات المحتلة (حسب المعاهدات، والاتفاقيات الدولية)، لايسمح لها باستخدام أسلحة الجيش ضد السكان الواقعين تحت الاحتلال ، واستخدام الطائرات الحربية لاغتيال الشيخ احمد ياسين، هو مخالفة للمعاهدات والاتفاقات الدولية تحاسب عليها محكمة الجنايات الدولية .
وطرح ضابط آخر حضر الاجتماع للاستشارة ان اغتيال احمد ياسين، وهو داخل أو خارج من الجامع سوف يعرض حياة العشرات ( ان لم يكن المئات حسب تعبيره ) ، للخطر فالمنطقة تكون مكتظة بالأطفال ، والنساء عند تلك الساعة من بزوغ الفجر، وهذا يعني حسب قوله وقوع عشرات من القتلى بينهم أطفال، ونساء ….. رغم كل هذا اتخذ القرار بتوجيه ضربة صاروخية للشيخ احمد ياسين عند خروجه من الجامع بعد التأكد من خلال دخوله الجامع انه موجود ، وتوجه الضباط لتنفيذ الاغتيال .
كان المسؤول من المخابرات يعتمد اعتمادا كليا على مخبر “عميل”، له أمر بالمراقبة في ذلك الموقع لابلاغ مسؤوله الصهيوني أولا بأول عما يرى أمامه ، وذلك لأنه كان وسيلة اسرائيل الوحيدة للتأكد من أن الشيخ احمد ياسين موجود بالفعل ، وراحت الطائرات تحوم في سماء المنطقة، ولفت ذلك انتباه ابن الشيخ ياسين الذي يرافقه ، وعدد من الأوفياء ، فتقرر ألا يخرج الشيخ ياسين من الجامع كما دخله ، حينها كان الطيارون الذين يراقبون أيضا يبلغون المركز بأنهم لايرون الشيخ ياسين بين الخارجين من الجامع، لكن “العميل”، كان يصر على بلاغاته على أنه خرج من الجامع بدون سيارته ، وأنه محاط بمرافقيه.
كان العميل مصرا
عندها قرر المسؤول اعطاء الأمر بالقصف رغم تقارير الطيارين ، وقصفت الطائرات واستشهد الشيخ احمد ، وعشرات غيره …. لقد كان العميل!!!!! .
هل يصرخ الشيخ الشهيد في وجهنا أن احذروا العملاء …. اعدموهم .
رحم الله الشيخ احمد ياسين ….. كان موجها ، ومحرضا على الحق والجهاد ، وكان يجاهد عمليا .
كاتب وسياسي فلسطيني