هل سيتخلى الرئيس اردوغان عن النصرة واحرار الشام مثلما تخلى عن الإخوان؟ د. جواد الهنداوي

الأحد 21 مارس 2021 03:21 م / بتوقيت القدس +2GMT



لم يعُدْ الامر المُعيب سّراً او حرجاً على الجمهورية التركية: وهو أنْ يقترن أسمها وحاضرها، كدولة، بجماعات مسلحّة ارهابية ترتكب الجرائم على اراضي دول اخرى. دول كُبرى، اكثر من تركيا تتبجّح بديمقراطيتها وبحضاراتها، ودول عربية و إسلامية، جميعها دعمت وتدعم الجماعات المسلحة والإرهابية المنتشرة في سوريا وفي المنطقة، بأسم قيّم الديمقراطية و الحرية و حقوق الانسان.

انتشرت في سوريا قوى معارضة وجماعات مسلحّة وجماعات ارهابية، جميعها مدعومة خارجيا، وفشلت في نشر الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان! وحلَّ محلها الآن أو زادَ عليها ، قانون قيصر والحصار واحتلال امريكي وآخر تركي، فهل ياترى  تجويع و حصار الشعب السوري و سرقة قليل نفطه، هو ايضاً من اجل نشر قيم الديمقراطية واحترام حقوق المواطن والشعب السوري؟
الديمقراطية وحقوق الانسان، والجماعات الارهابية والمسلحة، والشرعية الدولية، وأمن و استقرار المنطقة، جميعها مفردات  وادوات توّظفْ من اجل الغزو والحروب والاحتلال و تغيير انظمة بعض الدول. واليوم تُضيف تركيا الى هذه القائمة ‘ حركة اخوان المسلمين ‘، بعد أن طلبت من قيادات الحركة ايقاف نشاطاتهم . احتضنتهم تركيا بالامس و رعتهم بأسم نضالهم من اجل الشرعية و الديمقراطية ، واليوم ، تُوقِفْ نشاطهم، ليس لان اهدافهم قد تحققت ، وليس لأنَّ الشرعية قد عادت والديمقراطية انتشرت و ترسخت ، وانما لانتهاء تاريخ استخدامهم ( واقصد الاخوان)!
لذلك، وردَ سؤالنا عنواناً للمقال اعلاه . هل سيتخلى الرئيس اوردغان عن الجولاني وعن النصرة وعن احرار الشام مثلما تخلى عن الاخوان ؟
الجواب : لن يتخلى الرئيس اوردغان عن التزامه تجاه الجماعات الارهابية والمسلحة و توظيفه لهم!
 سننتظر طويلاً وستتكيف هذه الجماعات بتكوينات وهيئات قتالية ميدانية وحسب الاستخدامات الاستراتيجية لصانعيها ،اليوم في سوريا وغداً في اليمن ، والبعض منها في ليبيا ، و ربما منها بعض الخلايا النائمة في طرابلس في لبنان او في شمال العراق .
تخلي الرئيس اوردغان عن اخوان المسلمين مؤشر على تخلي امريكا عنهم و مؤشر على نهاية دورهم .
تخلي الرئيس اوردغان عن اخوان المسلمين دليل على أنَّ لا قيمة للمبادئ و للعقيدة السياسية عند الرئيس اوردغان . المصلحة السلطوية و السياسية اهم و اعلى من المبادئ و العقيدة . مَنْ يهون عليه احتلال بلدات و قرى من وطن آخر ، ويمارس بحق سكانها التطهير العرقي و تغيير اللغة والعملة ! لا يستصعب التضحية بالاخوان .
الى ايّ آجلْ ستتستمر حاجة الرئيس اوردغان الى الجماعات المسلحة و الارهابية؟
ستستمر تجارة الارهاب في المنطقة طالما المنطقة في مخاض وتنتظر تحّولات سياسية وجغرافية ، وتعيش محاولات لانجاز التحولات . وسيستمر الرئيس اوردغان بتوظيف هذه الجماعات لاهداف سياسية و جغرافية في العراق و في سوريا بذريعة حماية الامن القومي التركي ومحاربة حزب العمال الكردستاني وحماية الاقليات التركية ، التي سيتضاعف اعدادها في شمال سوريا بسبب سياسة التتريك .
احتلال تركيا لاراضي في سوريا وفي العراق ، و دعم تركيا للجماعات الارهابية و المسلحة مؤشران على وجود مخطط امريكي اسرائيلي رجعي تجاه البلديّن و المنطقة ، و تترقب تركيا الامر و ساعة الصفر كي لا تضّيع اغتنام الفرصة و الانقضاض حينها على هذه او تلك المدينة !
كاتب عراقي