هل تدخل إسرائيل السيناريو المرعب بانتخابات خامسة الصيف المقبل؟

الجمعة 19 مارس 2021 08:54 م / بتوقيت القدس +2GMT
هل تدخل إسرائيل السيناريو المرعب بانتخابات خامسة الصيف المقبل؟



القدس المحتلة /سما/

يديعوت - بقلم: يوفال كارني       "في الوقت الذي يحرث فيه السياسيون الميدان في المصاف الأخير لحملة الانتخابات الرابعة التي ستنتهي ليل الثلاثاء، ثمة الآن من ينظر إلى صباح الأربعاء بقلق: هل سيستيقظ إلى واقع سياسي جديد لا يكون فيه نتنياهو رئيس الوزراء؟ هل سنحصل على “حكومة يمين كاملة” مثلما يحلم بها نتنياهو؟ هل سنجد أنفسنا في الطريق إلى حملة انتخابات خامسة هذا الصيف في غضون وقت قصير؟ وفي محاولة تقديرية لسير إسرائيل نحو الأسبوع المصيري المقبل، نشير إلى ثلاثة سيناريوهات أساسية:

1* حكومة يمين بـ”المليء” – احتمال متوسط – عال

إن إمكانية تشكيل حكومة يمين ضيقة برئاسة نتنياهو تبدو على الأقل وفقاً للاستطلاعات واقعية أكثر من باقي الإمكانيات. فنتنياهو يدير حملة أخيرة كي يحقق المقعد الـ 61 لإقامة حكومة يمين – أصوليين ضيقة يكون فيها الشركاء هم الليكود، و”يمينا”، والأحزاب الأصولية، والصهيونية الدينية. وهي كتلة تصل وفق الاستطلاعات الحالية إلى 58 – 59 مقعداً، ويدعي الليكود بأنه يمكنه أن يعزز قوته حتى الانتخابات – ويقتحم حاجز الـ 61. هذا التقدير يقوم على أساس تجربة الماضي في أن الليكود يحصل وفق الاستطلاعات على مقاعد أقل مقارنة بالنتائج الحقيقية. ونتنياهو نفسه ادعى بأن الليكود يجتاز الـ 30 مقعداً في استطلاعاته، ولكنها تكون نوعاً من الأحبولة كي يشجع ناخبي اليمين لإعطائه المقعد الأخير فيشكل حكومة يمين – أصوليين “على المليء”، على حد تعبيره.

ومع ذلك، فإن حملة نتنياهو بـ”شرب المقاعد” في كتلة اليمين قد تمس به: إذا لم تجتز “الصهيونية الدينية” لسموتريتش وبن غبير نسبة الحسم، فإن احتمال حصول نتنياهو على 61 ينخفض جداً. عائق آخر في الطريق إلى حكومة أحلام نتنياهو هو رئيس “يمينا” نفتالي بينيت، وهو الرجل الذي أصبح لسان الميزان في الانتخابات، لا يستبعد إقامة حكومة مع أحزاب أخرى، ولكن تفضيل بينيت هو بالفعل لحكومة 61 برئاسة نتنياهو. والسبب هو أن ذلك سيرفع من قوته للحصول على حقائب كبيرة ومؤثرة في الحكومة. وإذا كان بينيت كبيراً بما يكفي – أي 12 مقعداً فما فوق، فيمكنه أن يطلب من نتنياهو التناوب على رئاسة الوزراء. ونتنياهو نفسه أوضح بأنه لن يكون متناوباً مع بينيت”.

أما بينيت فلم يلتزم الصمت، مع أن الليكود دعاه للتعهد بألا يجلس مع لبيد: “يا سيد نتنياهو، لن أوقع معك على أي وثيقة لأني لا أعمل عندك، بل عند شعبنا الرائع الذي بعثت بميري ريغف لأن تدعوهم كارهي الإنسان”، قال أول أمس. “لن أسمح لــبيبي، وميري ريغف، وإيفات، ولبيد، أن يجرونا إلى انتخابات خامسة تمزق الشعب”. وبالمقابل، أوضح بينيت: “لن أجعل لبيد رئيس وزراء – مع تناوب أو من دون”.

إن إقامة حكومة 61 هي الخطة المثلى من ناحية نتنياهو، كونه سيعود ليتحكم بالحقائب الأهم بالنسبة له، مثل: العدل، والأمن الداخلي، والاتصالات. إذا لم ينجح الليكود في الوصول إلى 61 مع الأصوليين، والصهيونية الدينية، وبينيت، فلن يكون ممكناً رؤية كيف يمكن لنتنياهو أن يقيم حكومة بديلة.

2* حكومة يمين وسط – يسار. احتمال متدنٍ

ظاهراً، إذا لم يصل نتنياهو إلى 61 مقعداً، فهناك كتلة مانعة من أحزاب اليمين، والوسط، واليسار والعرب، تقف ضده. ولكنها ظاهراً فقط: فقيام هذه الكتلة حكومة بديلة برئاسة لبيد أو ساعر أو بينيت، بتناوب ما، محدود جداً. والسبب هو الأحزاب الهامشية التي سيواصل كل منها في اتجاهه، بسبب مدى دور الأحزاب العربية في إقامة حكومة كهذه. رئيس “يوجد مستقبل” يئير لبيد، سبق أن قال إنه إذا ما تلقى التكليف بتشكيل الحكومة فسيطلب دعم الأحزاب العربية من الخارج (باستثناء التجمع). المشكلة من ناحيته: في هذه الحالة، سيفقد حزبي اليمين بينيت وساعر، ما لا يمكنه حقاً أن يسمح لنفسه بفعله.

التحدي الأكبر للكتلة المانعة لنتنياهو هو شخصية من يشكل الحكومة البديلة. سيكون “يوجد مستقبل” هو الحزب الأكبر، ولكن بينيت أعلن بأنه لن يكون في حكومة تحت لبيد. ثمة حل ممكن بالتناوب، ولكن السؤال هو بين من ومن: لبيد – ساعر، أم لبيد – بينيت؟ لجدعون ساعر احتمال في أن يقود مثل هذه الحكومة فيربط بين أحزاب اليمين والأصوليين وبين تلك في الوسط – اليسار، ولكن إذا لم يصعد “أمل جديد” إلى عدد من المقاعد من منزلتين، فلن يكون له احتمال لفعل ذلك.

وعليه، فإن المعنى هو أن إقامة حكومة بديلة لنتنياهو هي مثابة لعبة تركيب عسيرة: فكل حزب قد يكون شريكاً لإقامة حكومة كهذه سيرفض حزباً آخر. فبينيت غير مستعد للجلوس تحت لبيد، وليبرمان لن يجلس مع الأصوليين، و”يمينا” يتحفظ من “ميرتس”، ناهيك عن رفض الأحزاب العربية من اليمين.

3* انتخابات للمرة الخامسة – احتمال متوسط

إذا لم ينجح نتنياهو في الحصول على 61 مقعداً لتشكيل الحكومة، ولن تنجح الكتلة المانعة هي الأخرى في حل متاهة التناوب وتشكيل الحكومة التي ليست برئاسة نتنياهو، فسيكرر التاريخ نفسه للمرة الخامسة في غضون سنتين: ستُجرّ إسرائيل إلى حملة انتخابات أخرى في الصيف القادم. وسيبقى نتنياهو متولياً منصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية.

إذا لم يكن لنتنياهو 61 مقعداً، ولم ينجح لبيد وساعر وبينيت في الوصول إلى توافق إبداعي بينهم، فثمة احتمال عال أن يتحقق سيناريو الرعب هذا في نهاية المطاف.