كشفت صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية مذكرة داخلية للإدارة الأمريكية، تكشف تطلعها إلى إعادة العلاقات مع الفلسطينيين بخطة تتضمن 15 مليون دولار مساعدات لمواجهة وباء كورونا، والتراجع عن العديد من مواقف إدارة ترامب، التي دعمت التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، ولم تعط الأولوية لحل الدولتين.
سيتخذ نهجاً ذا شقين للحفاظ على علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل وتحسينها بشكل مثالي بتعميق اندماجها في المنطقة، مع إعادة ضبط علاقة الولايات المتحدة مع الشعب، والقيادة الفلسطينية
تتعلق إحدى الركائز الأساسية للسياسة الجديدة باستئناف المساعدة للفلسطينيين، والتي تتضمن خططاً جديدة بمساعدة سخية لمواجهة كورونا، والتي يمكن إعلانها في أقرب وقت في نهاية هذا الشهر
ورُفعت الوثيقة الرسمية إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في 1 مارس (آذار)، من القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، وصاغها نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، هادي عمرو وفريقه.
وقالت الصحيفة، إن المذكرة التي تحمل عنوان "إعادة ضبط العلاقات الأمريكية الفلسطينية والطريق إلى الأمام"، هي الاقتراح الأكثر تفصيلاً حتى الآن من فريق بايدن لإعادة التوازن إلى العلاقات مع الفلسطينيين، بعد4 أعوام من ولاية دونالد ترامب، الذي قطع العلاقات مع رام الله.
التحديات
وتقر المذكرة الأمريكية بالتحديات الجديدة في التعامل مع الوضع الفلسطيني، وجاء فيها خاصةً "بينما نعيد ضبط علاقات الولايات المتحدة مع الفلسطينيين، يقف الهيكل السياسي الفلسطيني عند نقطة انعطاف في طريقه نحو انتخاباته الأولى منذ 15 عاماً".
وتبدأ المذكرة فتقول: "في الوقت نفسه، نحن، أي الولايات المتحدة، نعاني من نقص النسيج الرابط بعد إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن في 2018 ورفض قيادة السلطة الفلسطينية التعامل مباشرة مع سفارتنا في إسرائيل".
تعزيز الحرية والأمن
وتشير المذكرة إلى الفوارق المتزايدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتحدد ملامح "إعادة ضبط جارية والطريق إلى الأمام".
وتُحدد المذكرة الرؤية الأمريكية لهذه القضية وذلك "لتعزيز الحرية والأمن والازدهار لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين في المدى القريب، وهو أمر مهم في حد ذاته، ولكن أيضاً لأنه وسيلة لتعزيز احتمالات التفاوض على حل الدولتين".
مقاربة ذات شقين
وكانت إدارة ترامب تدعم حل الدولتين للصراع المستمر منذ فترة طويلة، لكن خطته للسلام، التي كشفها البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2020 واجهت انتقادات لتجاهلها المطالب الرئيسية للمفاوضين الفلسطينيين، بما في ذلك الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية.
وتوصي مذكرة إدارة بايدن بالتعبير عن المبادئ الأمريكية لتحقيق السلام الإسرائيلي الفلسطيني في إطار حل الدولتين "على أساس خطوط 1967 مع تبادل الأراضي، والاتفاقيات المتفق عليها حول الأمن واللاجئين".
وجاء في المذكرة أن الفريق الأمريكي الجديد "سيتخذ نهجاً ذا شقين للحفاظ على علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل وتحسينها بشكل مثالي بتعميق اندماجها في المنطقة، مع إعادة ضبط علاقة الولايات المتحدة مع الشعب، والقيادة الفلسطينية".
إعادة التواصل والمساعدات
وتوضح المذكرة الجهود الراهنة لتحقيق هذا الهدف، وبينها إعادة هادي عمرو التواصل الدبلوماسي مع السلطة الفلسطينية بعد قطعه في عهد ترامب الذي أغلق القنصلية الأمريكية في القدس، وطرد الدبلوماسيين الفلسطينيين من الولايات المتحدة.
وتقول المذكرة إن عمرو عقد "جلسات مع نظرائه الرئيسيين في وزارتي الخارجية والجيش الإسرائيليين حول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية الفلسطينية" وأن هؤلاء "رحبوا بإعادة العلاقات بين الولايات المتحدة والفلسطينيين".
وتتعلق إحدى الركائز الأساسية للسياسة الجديدة باستئناف المساعدة للفلسطينيين، والتي تتضمن خططاً جديدة بمساعدة سخية لمواجهة كورونا، والتي يمكن إعلانها في أقرب وقت في نهاية هذا الشهر.
وتقول المذكرة: "تعمل وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على استئناف المساعدة الأمريكية للفلسطينيين في أواخر مارس أو أوائل أبريل".