الشيخ عكرمة صبري: ملاحقة الاحتلال وشيخوختي لن تُقعداني عن خدمة "الأقصى"

الإثنين 15 مارس 2021 05:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
الشيخ عكرمة صبري: ملاحقة الاحتلال وشيخوختي لن تُقعداني عن خدمة "الأقصى"



القدس المحتلة /سما/

يتعرض رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري (82 عاماً) لحملة لا تتوقف من الاحتلال، تقوم على استدعائه او اعتقاله أو استجوابه أو ابعاده وحرمانه من السفر في مرات عدة.

وكما تقول عائلته، فإن مخابرات الاحتلال لا تتوقف عن اقتحام منزلها، وفي المرة الأخيرة لم يسمحوا له إلا بارتداء ملابسه وكانوا فوق رأسه، واقتادوه بوحشية لمركبات الشرطة وأخضعوه لتحقيق استمر ست ساعات في غرف رقم"4" في مركز المسكوبية.

ويقول الشيخ عكرمة صبري: "الاحتلال يريد مني أن أجلس في البيت دون الدفاع عن القدس والأقصى، وعدم إصدار التصريحات التي تدعو إلى شد الرحال للمسجد الأقصى والرباط فيه، والمشاركة في مناسبات دينية، وهذا لن يكون، فعمري كله قضيته خدمة للقدس ومسجدها الأقصى، فهي بالنسبة لي الرئة التي أتنفس بها، ولم يخطر ببالي أن أكون متقاعدا عن خدمة القدس؛ بسبب تقدم السن؛ فشبابي وشيخوختي هبة للقدس ومسجدها الأقصى، على درب خطى والدي قاضي القدس الشيخ سعيد صبري رحمه الله".

وأضاف د. صبري: "الاحتلال يلاحق الشخصيات المقدسية، ظناً منه أنه يستطيع أن يُجلسها في البيت او يهمش دورها، فإجراءات الاحتلال لا تساوي عندي وعند غيري شيئاً، فالقدس تستحق كل تضحية، ولم نتعود على السكوت أو الخنوع، فالأقصى كنا له ولا نزال، وسنكون له حتى الرمق الأخير الزيت الذي يسرج لإنارته، ففي كل مرة يهددون ويتوعدون ويكون ردنا "لا قيمة لهذه التهديدات"، فمركز تحقيق المسكوبية أصبح جزءاً من حياتي، وهذا فخر عظيم بأنني سُخرت كي أكون في القدس، وأُدافع عنها بقوة دون خوف أو وجل، فهم هددوني بأنني سوف أُشاهد الأقصى فقط بالصور قبل أشهرٍ عدة من خلال الهاتف فقط، لكنني عدت إليه، واعتليت منبره الشريف أخطب في الناس، واليوم يعتقلونني ويخضعونني للتحقيق على عمل لم أعمله، وهو النية بالمشاركة في فعالية في مصلى مبنى باب الرحمة بمناسبة الإسراء والمعراج، في سطوة غير مسبوقة من مخابرات الاحتلال. وخلال التحقيق أثبت لهم بقوة الحق أن مصلى مبنى باب الرحمة جزء من المسجد الأقصى المبارك ولا يخضع لمحاكم الاحتلال، والصلاة فيه غير مقيدة بإجراءات الاحتلال ولن يغلق أبداً، وسيبقى مفتوحاً، فهو تحت سيادة الاوقاف الإسلامية، ولا علاقة للاحتلال به".

وقال المحامي خالد زبارقة: "الشيخ عكرمة صبري مثال للعلماء الذين لا يعرفون الراحة والجلوس في البيت بسبب كبر السن وتقدمه، فهو لا يرضى أن يكون متقاعداً، فشيخوخته تتحدى أعتى دولة بعنصريتها وتغولها".

وأضاف: "العالم يصمت أمام جريمة مثل اعتقال عالم بعمر 82 عاماً من قبل مخابرات متوحشة، فلو حصل هذا في أي دولة لقامت الدنيا ولم تقعد، فالشخصيات الدينية لها احترامها إلا في هذه الدولة العنصرية، ومع ذلك لم يفت هذا من عضد الشيخ عكرمة صبري، بالرغم من ألم المشهد الميداني، ونحن كمحامين نستمد منه قوة الحجة والبرهان، والاحتلال عاجز أمام شيخوخة الشيخ عكرمة صبري، الذي يخرج من التحقيق أقوى مما نتوقع، وهذا يشكل رافعة للقدس ومسجدها وأهلها".

وقال المحامي حمزة قطينة من طاقم الدفاع عن الشيخ عكرمة صبري: "همة الشيخ عكرمة وقوة إرادته رسالة للأمة جمعاء أن لا عذر لكم بالجلوس والعجز، فشيخ بعمر الـ82 عاماً يخضع للاعتقال والتحقيق ولا يكل ولا يمل، يستحق أن يكون قدوة لكل المسلمين قاطبة ولكل من ينادي بالحرية، لذا فنموذج الشيخ صبري في القدس له آثار إيجابية".