صحيفة عبرية: نتنياهو يحطم الديمقراطية ويمارس "الأبرتهايد الهادئ" ضد الفلسطينيين

الأحد 14 مارس 2021 10:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة عبرية: نتنياهو يحطم الديمقراطية ويمارس "الأبرتهايد الهادئ" ضد الفلسطينيين



القدس المحتلة /سما/

هآرتس - بقلم: عكيفا الدار    "في الأسبوع الماضي في 9/3، اكتملت 11 سنة على زيارة بايدن لإسرائيل، كان في حينه نائب الرئيس الأمريكي، الذي استقبل ببيان وزارة الداخلية عن إيداع خطة لبناء 1600 وحدة سكنية في حي “رمات شلومو” في شرقي القدس. الضيف الرفيع نشر بياناً بهذه الكلمات: “أدين قرار حكومة إسرائيل الدفع قدماً بخطة لبناء وحدات سكنية جديدة في شرقي القدس”. وحسب قوله، مضمون البيان وتوقيته، عشية افتتاح محادثات تقارب بين إسرائيل والفلسطينيين هو “نوع من الخطوات التي تسعى إلى تقويض الثقة التي نحن بحاجة إليها الآن”. حصل بايدن الآن على عقد لأربع سنوات في البيت الأبيض، وهو مسلح بكونغرس ديمقراطي. ونتنياهو يرفرف فوق صناديق قروض السكن في بلفور.

يبدو أن لمرشح الليكود سبباً جيداً للخوف من استغلال بايدن الفرصة لتذكير جمهور الناخبين في إسرائيل بأن الدولة العظمى لم تعد في جيب بيبي. كان يمكن أن يفتح الرئيس الأمريكي من جديد مكتب م.ت.ف في واشنطن. من سيزعجه في أن يطلب من إسرائيل تجميد البناء في المستوطنات فوراً مثلما تقتضي ذلك “خريطة الطريق” وقرار الأمم المتحدة 1515؟ لن يكون الأول الذي سيضغط على إسرائيل في هذا الأمر في فترة الانتخابات. الرئيس “الجمهوري” جورج بوش الأب، فعل ذلك قبل ثلاثين سنة، عندما طلب من رئيس الحكومة ومرشح الليكود في حينه، إسحق شامير، الاختيار بين المساعدات الاقتصادية (ضمانات) وبين المستوطنات. هذه المواجهة ساعدت حزب العمل برئاسة إسحق رابين على الفوز في انتخابات 1992.

 لا يحتاج بايدن إلى الذهاب بعيداً إلى القرن الماضي للعثور على سابقة لتدخل أمريكي في الانتخابات الإسرائيلية. فإدارة ترامب وزعت عدداً كبيراً من الهدايا على اليمين الإسرائيلي، وعلى أصوات هتافات مجلس الشيوخ الجمهوري وصرخات فرح المستوطنين. الرئيس الأمريكي وزعماء دول الخليج والمغرب والسودان الذين جندهم ترامب لمساعدة نتنياهو (من وراء ظهر شركائه في أزرق أبيض) تم وضعهم على رأس فيلق الأجانب لنتنياهو في الحملات الانتخابية السابقة. صور كبيرة لترامب وهو يصافح نتنياهو وضعت في الشوارع علناً.

ولكي يكون المرء منصفاً يجب الذكر بأن الديمقراطي المعروف، فلادمير بوتين، تألق في دعاية الليكود الانتخابية، فقد ساهم الرئيس الروسي أيضاً بأمر أو أمرين من أجل تعظيم اسم رئيس الحكومة، الذي لا يفوت أي فرصة للإعلان بأن إسرائيل وحدها فقط هي التي تحدد مصيرها. ومن يستطيع الاتصال مع موسكو لإنقاذ جثة جندي إسرائيلي من سوريا، وإطلاق سراح سجينة إسرائيلية، ويعيد امرأة مريضة نفسياً إلى البيت؟ يئير لبيد؟ نفتالي بينيت؟ جدعون ساعر؟ ساحر التطعيمات الذي تحدثنا عنه في السابق؟ يتمتع نتنياهو الآن بموافقة صامتة من “أصدقاء بايدن” على الأفعال المشينة التي يفعلها هو وأمثاله بالديمقراطية في إسرائيل. يظهر نتنياهو للناخبين بأن ليس هناك رئيس أمريكي يقف في طريقه في سعيه إلى الدفع قدماً بالترانسفير الهادئ في الضفة الغربية وأن يولي هناك نظام أبرتهايد. وإذا لم يكن هذا كافياً، فقد سارعت إدارة بايدن للوقوف إلى جانب نتنياهو في مواجهة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

بيان الإدانة الذي نشره وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، حول قرار المحكمة التحقيق في نشاطات إسرائيل في المناطق، يتجاهل الاحتلال. وبدلاً من ذلك وعد: “سنستمر بالتزامنا القوي بأمن إسرائيل، بما في ذلك عن طريق معارضة نشاطات تضر بها بشكل غير مبرر”.

من يقوم بنسخ نصوص الليكود يمكنه عمل نسخة من خلال القص واللصق. المتحدث بلسان وزير الخارجية الأمريكي، نيد برايس، أضاف بأن المحكمة قد تجاوزت صلاحياتها، لأن الفلسطينيين لا يعتبرون دولة. ومع سياسة “إدانات” أمريكية وعصا خفيفة أمام سياسة الاحتلال، سيواصل نتنياهو العمل على عدم تلبية الفلسطينيين لـ “ما يقتضيه تعريف دولة” لسنوات طويلة قادمة.