تفاقم التحريض الإعلامي الإسرائيلي على الفلسطينيين بعد قرار "محكمة الجنايات الدولية"

الجمعة 12 مارس 2021 02:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
تفاقم التحريض الإعلامي الإسرائيلي على الفلسطينيين بعد قرار "محكمة الجنايات الدولية"



القدس المحتلة/سما/

 أصدر إعلام- المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث، مؤخرا، تقريرا كميا يرصد خطاب التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي ضد كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، ضمن مشروع “الرصد”. تضمن البحث رصدا للصحافة المكتوبة، والمرئية، والمسموعة، بالإضافة إلى تعقب صفحات سياسيين وإعلاميين إسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر).

يتطرق التقرير الكمي لفبراير/ شباط من العام الجاري، حيث تم رصد 84 حالة تحريض وعنصرية ضد المجتمع الفلسطيني. يتبين من النتائج أن المنصتين الأكثر تحريضا على الفلسطينيين هما شبكتا التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” بنسبة 30% و24% على التوالي (25 و20 حالة من مجمل الحالات على التوالي)، تليهما صحيفة “يسرائيل هيوم” بنسبة 19% (16 من مجمل الحالات)، وصحيفة “معاريف” بنسبة 8%.



=

وحسب التقرير تتغير الجهات المستهدفة في الإعلام الإسرائيلي وفقا للتطورات الأمنية والسياسية على الساحة الإسرائيلية فقد شهد شباط عدة تطورات سياسية مختلفة أبرزها قرار محكمة الجنايات الدولية في لاهاي فتح ملف تحقيق ضد إسرائيل بشبهة ارتكاب جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 الأمر الذي جلب تحريضا منفلتا على السلطة الفلسطينية وعلى المحكمة الدولية أيضا. وواجهت السلطة الفلسطينية تحريضا، هذا الشهر أيضا، في سياقات أخرى مثل البناء في مناطق ج، وعمليات التطوير التي تعمل عليها السلطة الفلسطينية في تلك المناطق. حمل  شباط أيضا، الكثير من التحريض على القائمة المشتركة في سياق الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المرتقبة.

الأكثر استهدافا
يتبين من النتائج أن الجهة الأكثر استهدافا للتحريض الإسرائيلي لهذا الشهر هي السلطة الفلسطينية بنسبة 42% (35 حالة من مجمل الحالات)، تليها القائمة المشتركة في سياق الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية بنسبة 26% (22 حالة)، التحريض على المجتمع الفلسطيني بنسبة 23% والتحريض على محكمة الجنايات الدولية في لاهاي عقب قرار المدعية العامة فتح ملف تحقيق ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم الحرب بنسبة 19%.



==

وتطرق البحث، أيضا، إلى نوعية التحريض المتبعة في المقالات والتقارير الإخبارية؛ بعضها يشرعن العقوبات الجماعية واستعمال القوة ضد الفلسطينيين، بعضها الآخر يقوم بشيطنتهم واستعمال أسلوب التعميم، مشيرا لوجود مقالات تقوم بنزع الشرعية عن الفلسطينيين وقياداتهم، وبعض المقالات تبرز فيها لهجة الفوقية العرقية اليهودية، استخدام خطاب العنصرية وتصوير إسرائيل بدور الضحية.



===

وتظهر نتائج البحث أيضا أن أسلوب التحريض الأكثر اتباعا في الإعلام الإسرائيلي، لهذا الشهر، هو خطاب نزع الشرعية بنسبة 74% (62 حالة من مجمل الحالات)، يليه خطاب الفوقية العرقية بنسبة 60% (50 حالة)، خطاب العنصرية بنسبة 44% (37 حالة)، وأخيرا، الشيطنة والتعميم بنسبة 37% (31 حالة).  يذكر أن غالبية المقالات تحتوي على أكثر من نوع تحريض واحد في نفس المقال وأن “إعلام” رصد على مدار عام 2020، 1050 حالة تحريض وعنصرية في الوسائل الإعلامية الإسرائيلية المذكورة أعلاه.

محاولة تفتيت البوصلة الوطنية
وفي تعقيب لديمة أبو العسل، مركزة مشروع الرصد في مركز إعلام، قالت: “يلاحظ تزايد التحريض في السنوات الأخيرة ضد كافة شرائح المجتمع الفلسطيني بشكل عام، وضد قياداته السياسية، في الضفة أو في القطاع أو في الداخل، على وجه التحديد”، موضحة أن العاملين في الإعلام والسياسة في إسرائيل نزعوا الشرعية عن قيادات الشعب الفلسطيني في محاولة منهم إلى تفكيك اللُحمة الوطنية وشرذمة الهوية الفلسطينية للسيطرة الثقافية والسياسية والاقتصادية على المجتمع الفلسطيني.

وتتابع “تتجلى هذه الخطوات بشكل واضح من خلال توجه الأحزاب الصهيونية، خصوصا حزب الليكود، إلى الناخب العربي حيث يقوم، من جهة، بنزع الشرعية عن أعضاء القائمة المشتركة، وأسرلة الداخل الفلسطيني من خلال تفتيت البوصلة الوطنية، من جهة أخرى”.

==
===