المجد للعقلاء ،،، محمد سالم

الخميس 04 مارس 2021 10:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المجد للعقلاء ،،، محمد سالم



"كيف يفرض انسان سلطته على انسان اخر يا ونستون؟ فكر ونستون ثم قال : بأن يجعله يعاني" . جورج أورويل 1984.

لا اريد أن أزيد عن هذا.. جرحه الغائر الذى لا يندمل ابدا، قالها بسخرية مغموسة  بالحزن: (الصهيوني ابن الكلب سرق ارض جدى واخد مال ابويا ، وعمل دولة بنت سفاح) ويمكن أن تدع القوس مفتوحـًا لمزيد من الجرائم على هذه الشاكلة. ثم اضاف ..اذا اردت ان تضيع شعبا .. وقضية ، اشغله بغياب الكهرباء والغاز و المعبر والضرائب وغياب العدالة، وقسم وحدته ، ثم غيب عقله و اخلط السياسة بالاقتصاد  بالرياضة.

فى اي بلد الحاكم يسعي لنصرة وانصاف الشعب الذي يمثله الا في بلدنا – مع شبه حكومتان  كل منهم  يسعي جاهدا لفرض القوانين الجائرة والجبايات المتعاقبة علي الناس وكأنه ينتقم منهم لتيقنهم من عدم جدوا هؤلاء.  حقا .. لم أر في حياتي أو من خلال مشاهدتي ومتابعتي لعشرات الانظمة السياسية في مختلف دول العالم نظاما يصر بدأب وانتظام وبنسق تصاعدي علي حرق كل سفنه واهدار اي منطق يحكم قراراته وفض اي تعاطف او تأييد له مثل  - اشباه نظامنا الحالي- حكومتان ، لم يترك هؤلاء  فئة أو شريحة مجتمعية دون ان ينقضوا عليها وينكل بها؛ صراحة " اللي يتكسف من بنت عمة .. ميجبش منها عيال"  كان زمن  و ما قبلة عصرا ذهبيا للناس و الغلابة  بالمقارنة بما  نحن فيه الأن . كانوا  يسرقون ويسمسرون ، و يصدرون قوانين مشبوهة ، و لكن بخجل ، بعكس ما يحدث اليوم .. نهب و تجريف جيب المواطن عيني عينك  بوجه مكشوف  و اللي مش عاجبة يشرب من البحر .


الاستثناءات تكاد تقتصر علي شرائح لا يزيد تعدادها عن2٪ من تعداد السكان ، فالظلم يطبق علي الغلابة  و يعفي منه أصحاب السطوة ، واشباه المسؤولين ؛ مش عارف يجيبوا الأشرار الذين يخترعوا أساليب الجباية و التجريف لجيب المواطن منين؟! دول أكثر قسوة من المماليك و جباة الانكشارية العثمانية، وفوق ذلك وتحت هؤلاء ، بولينا دائما بأشباه  مسئولين لا يصلحون لإدارة سوبر ماركت؛ ونموذجا لا يخجل عندما يكتشف المتعاملون معه مدى تسطحه و جهله و لا يعبأ إلا بما سيدخل خزينته الخاصة من أموال و مزايا .. ولا يمكنهم بسهوله أن يعترفوا بانهم غير مؤهلين ؛ فهل هذا ما يقصده السادة ويرجوه ويستندوا عليه ؟!

واذا كان لي ان اتوجه بنداء عاجل لإنقاذ القضية من دمار كبير، بعد ان تردت اوضاعها وانهارت وسدت كل منافذ الحل في وجهها واصبحت كالسفينة الغارقة التي ليس لها ربان يقودها الي بر الامان ،  فلمن اتوجه بهذا النداء :  للداخل ام للخارج ؟ بعد ان تاهت الحقائق بين الداخل والخارج واختلطت الاوراق ببعضها ونفض الجميع ايديهم منها وتركوها تضيع دون ان يتحرك احد لإنقاذها من محنتنا ؟ ما  نراه يحدث الآن  مخيف وينذر بما هو اسوا بكثير مما نراه.. وليس كما يجري تصوير الوضع المتأزم بغير لغة الكلام والمزايدة علي بعضهم بالتصريحات، بقدر ما هي في الواقع قضية وطن بأكمله يحترق ويختنق من الاحتلال  والانقسام , والحصار و الجوع والقهر والفقر واليأس, مقابل البساطة والسطحية التى يقابل بها هؤلاء  بعض المسائل شديدة التعقيد والخطورة فنجدهم يتسلّقون المراكز والمناصب بسرعة عالية، يقرّرون في السياسات العامّة وهم لا يملكون الحدّ الأدنى من مقوّمات تحمّل المسؤولية، ولا تتمّ محاسبتهم لأنّهم بكل بساطة غير منتخبين.

كل ذلك جعلني أتساءل: كيف ابتُلينا نحن بحكام – اشباه – حكام عجزة يتسمون بقصر النظر وضحالة الفكر؟ والإجابة على التساؤل عندي هي أنهم ـ بالمصري ـ أكلوها والعة، كما يقال عن الشيء "الجاهز" الذي يفوز ويحظى به المرء عن غير جدارة، حين تُغيب الرقابة والمساءلة والمحاسبة، وتعطل مكافحة الفساد المحصن والمحمي بشبكات المصالح العامة والخاصة. فكل شخصية عامة شاركت في صنع مشهد سياسي ما، يجب أن تتحمل مسؤوليتها عنه ، لأن الجرائم التي تهدم حياة الشعوب لا ينبغي التسامح مع مرتكبيها.

وبالنسبة لهؤلاء، ما أحلى الانفراد بالمشهد والاستئثار بالسلطة – شبه سلطة ؛ ومواصلة الاحتكار السياسي والاقتصادي والثقافي والرياضي؛ لأن ذلك يضمن بلغة المصالح بقاء الحال على ما هو عليه، ويحقق الغرض من مناقشة القضايا والموضوعات واتخاذ القرارات في حضرة الأحبة والخلان والأتباع والموالين. والقيام باستخدام اساليب شبيهة بما تفعله الشخصيات السمجة الكريهة الفاسدة القائمة على تلك الآلة، الباحثة إما عن الهيمنة الأحادية أو المتصارعة حول المصالح دون اعتبار للقضية والشعب او للقيم الديمقراطية ولسيادة القانون،  وانشغالهم في خضم الجري واللهاث وراء الاحداث بمعاركهم الجانبية المعتادة. واستخدامهم عجزهم التاريخي المزمن عن الحلول  لينتشر السؤال على ألسنتهم جميعا ( طيب ، عندك بديل؟)  ولسان حالهم يقول : أيها المواطن طالما عجزنا فيجب أن تصمت وتقبل!


 هل قصدت الجميع؟ بالطبع لا! منهم من أقف أمامه بأجلال  لتاريخه ومثابرته وكم التضحيات التي دفعها من حياته ووقته وماله، منهم من أختلف معه خلافا عميقا ولكني لا أملك له إلا الاحترام والتقدير لما قدمه وما قاساه. منهم الصديق والرفيق بعد كل هذا العمر. ولكنه الحب والالم لما يحدث لنا ولشبابنا ..من اجل الاستقلال و التحرر وهو الأمل أن نجد طريقا مشتركا يجمعنا نكون فيه فاعلين من أجل ما عشنا نحلم به ؛المجد للعقلاء.