اوصى مختصون بضرورة تعزيز الاهتمام الشامل بحقوق ذوي الإعاقة خلال المرحلة القادمة.
وشددوا خلال لقاء على ضرورة الدفع باتجاه وصول ذوي الإعاقة إلى قبة البرلمان خلال الانتخابات المقبلة وتسهيل مشاركتهم في العملية الانتخابية بشكل عام.
واعتبروا ان الواقع الاجتماعي والصحي المتعلق بانتشار فيروس كورونا منذ نحو عام، ترك آثراً سيئاً على واقع هذه الفئة.
جاء ذلك خلال ورشة عمل موسعة نظمها ائتلاف الناشطين لتبني قضايا الإعاقة ومركز صحة المراة بجباليا في قاعة مركز صحة المرأة في مخيم جباليا، أمس، بحضور حشد من ممثلي الوزارات والجامعات والمؤسسات الاهلية العاملة في مجال التأهيل وناشطون مجتمعون وذوو إعاقة.
وبدء اللقاء بمداخلة قدمها مصطفى عابد مدير برنامج التأهيل في جمعية الإغاثة الطبية، تحدث فيها حول واقع ذوي الإعاقة في قطاع غزة والذين يتعرضون لتغييب وتهميش في الحقوق آلية الوصول إليها، باستثناء ما تقدمه المؤسسات الرسمية والاهلية وفق الإمكانات المتاحة.
وعرض بعضاً من الأرقام والاحصاءات المتعلقة بذوي الإعاقة في محافظة شمال غزة، لافتا إلى أن عدهم بلغ نحو 7521 شخصاً أي بواقع 3% من نسبة السكان، من بينهم 7502 ذكوراً.
وأضاف، ان نحو 1916 من ذوي الإعاقة من فئة الاطفال والفتية الذين لم يتعدوا 18 عاماً.
وقال "عابد" ان نسبة ذوي الإعاقة المتسببة نتيجة زواج الأقارب بلغ 2634 أي 35.1% من بين ذوي الإعاقة فيما بلغت نسبة ذوي الإعاقة من غير القرابة 37,1%
وفيما يتعلق بمستوى الدخل المادي لأسرهم، فقد قُدر دخل 5181 شخصاً أي بنسبة 69% منهم بأقل من 700 شيكل فيما أشارت الاحصائيات إلى تعطل 54,3% من ذوي الاعاقة عن العمل
دور الإعلام
من جانبه تحدث الصحافي خليل الشيخ حول واقع الإعلام الفلسطيني ودوره في التعامل ومتابعة قضايا ذوي الإعاقة، مشيراً إلى أن الإعلام المحلي رغم تطوره خلال العقدين الأخيرين وتوسع انتشاره الإلكتروني إلا انه ما يزال يعاني من اشكالات تؤثر على قوة تأثيره على صناع القرار في مناصرة قضايا فئة ذوي الإعاقة.
وأضاف:" يتحمل الصحافيون ووسائل الاعلام بمختلف مرجعياتها الرسمية والاهلية والخاصة القسط الأكبر من المسؤولية في تغطية قضايا خاصة بهذه الفئة وفق استراتيجية الدفاع عن الحقوق وليس وفق إنساني ومن اجل تقديم مساعدات"، مشيراً إلى عدم تأثير المعالجة الآنية والموسمية لهذه القضايا على واقع هذه الفئة إلى الامام لاسيما تلك المتعلقة بحقوق الإنسان.
واستعرض "الشيخ بعض التوصيات في هذا المجال، مؤكداً ضرورة توسيع قاعدة الشراكة وتعزيز العلاقة المهنية بين الصحافيين والمؤسسات الاعلامية والمؤسسات العاملة في مجال حماية حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة.
كما حث الصحافيين والاعلاميين على إنجاز مواد صحافية منوعة ومرتبطة بقضايا واحتياجات الاشخاص.
من جهته قدم الدكتور هاشم حميد مدير جامعة القدس المفتوحة في محافظة شمال غزة، مداخلة حول الآثار النفسية التي لحقت بذوي الإعاقة خلال جائحة كورونا، مشيراً إلى إنه يمكن التغلب على هذه الآثار من خلال ثلاث طريق رئيسية وهي : التواصل الاجتماعي معهم، وتلبية احتياجاتهم وتعزيز فرص التعليم والتدريب بشكل مستمر، موضحاً أن هذه الطرق لاسيما التعليم أعطت نتائج إيجابية على الحالة نفسية لذوي الإعاقة وخلقت تغيرات مؤثرة في سلوكهم.
ودعا المؤسسات والجهات العاملة مع ذوي الإعاقة من أجل تقديم تحسين جودة الخدمات الصحية والنفسية المقدمة لهذه الفئة .
واعتبر د. "حميد" ان الغرض من الأساسي من خدمات الصحة النفسية في زمن كورونا، هو تحسين ردود الافعال لدى ذوي الإعاقة وتطوير قدراتهم على الاستجابة والتعامل مع الازمات المجتمعية.