قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية: "يجب أن نعلن بكل ثقة أن شعبنا شعب ياسر عرفات، بقيادة الرئيس محمود عباس، عبر مأزقاً صعبا للغاية العام المنصرم، ولكن تجاوزنا هذا المأزق مع اصدقاؤنا الذين وقفوا مع الشرعية والقانون الدولي ووقفوا ضد الضم".
جاء ذلك خلال كلمته في الاجتماع الثالث عشر لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، الذي عقد يوم الاحد الكترونيا، بحضور رئيس مجلس أمناء المؤسسة وامين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ونائب وزير الخارجية المصرية حمدي سند لوزا، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة ناصر القدوة، وأعضاء مجلسي الأمناء والإدارة.
وتابع رئيس الوزراء: "لقد عبرنا خطط شرعنة الضم، وخطط إدارة دونالد ترامب، من أجل فرض تصفية القضية الفلسطينية بقرارات وخطط أحادية الجانب، ورفضنا القبول بحلول اقتصادية هزيلة بدل السياسية، أو مقايضة حق تقرير المصير بوعود غامضة مشروطة لدولة شكلّية وهمية مقطعة الأوصال، بدون سيادة".
وأضاف اشتية: "عبرنا عاماً صعباً للغاية تآزرت فيها جائحة كورونا التي ضربت كل العالم، بضغط غير مسبوق إسرائيلي أميركي، وتحريض ضدنا وصل كل دول العالم، بما فيها العربية، لتوقف دعمها السياسي، ومساعداتها الاقتصادية، ولتسهم في تدمير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)".
وأردف اشتية: "أناشد حكومات ودول وسياسيين تقبلت أو اضطرت لتقبل الضغط الأميركي أن تراجع موقفها، وأن تقف إلى جانب حركة التاريخ والمستقبل، فالتاريخ لن يخذل شعباً مصراً على الصمود مثل الشعب الفلسطيني".
واستطرد رئيس الوزراء: "يرتبط ياسر عرفات بوجدان الشعب الفلسطيني، برمزيته العالية، وخطابه المشبع بالتاريخ والحق، وأحد التحديات التي نمر بها حاليا، هي حرب الرواية، فعدا حرب الديموغرافيا، والجغرافيا، تشن علينا حرباً لإنكار الشعب الفلسطيني حق تقديم الحقائق التاريخية للعالم".
واستدرك اشتية: "لقد عبرنا عن الموقف الفلسطيني الواضح في استمرار النضال إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس، ضمن إطار حل الدولتين، ونجدد دعوة المجتمع الدولي للاستجابة لمبادرة الرئيس أبو مازن لعقد مؤتمر دولي للسلام، ضمن مظلة الشرعية الدولية، والتعددية ولا سيما تحت مظلة الرباعية الدولية الموسعة لتشمل دول عربية ودول أخرى جديدة".
وأوضح رئيس الوزراء: "نحن على تواصل مع أدارة الرئيس بايدن وما سمعناه في الحملة الانتخابية مهم ولكن يجب ترجمة ذلك على ارض الواقع، القنصلية والمكتب وتمويل الاونروا ولكن الأهم هو ان يصدر الرئيس الأمريكي مرسوما يعتبر ان منظمة التحرير الفلسطينية شريك سلام وان تصنيفها كداعمة للإرهاب قد أصبح لاغيا".
واختتم اشتية: "لعل أحد أهم محطات التجدد التي ننظر لها في الأسابيع المقبلة، هي محطة الانتخابات العامة، التشريعية والرئاسية، وإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، فهذه الانتخابات ستكون بوابة للخروج من الانقسام، وللتجديد في مؤسسات العمل الفلسطيني، وتعبئة الطاقات الفلسطينية على أرض الوطن وفي الشتات".
من جانبه أكد رئيس مجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات عمرو موسى على الموقف الفلسطيني الثابت لنيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، داعيا كافة الاشقاء العرب الى دعم القضية الفلسطينية.
بدوره أكد امين عام جامعة الدول العربية احمد أبو الغيظ انه لم يكن هناك قضية موضع اجماع ومحط توافق كامل في الجامعة العربية منذ نشأتها كالقضية الفلسطينية، ويبقى ان نواصل الجهود من اجل ان تتصدر القضية الفلسطينية اولويات العالم بوقت يزدحم بالتحديات والمشكلات العالمية الطارئة على الجميع.
وأضاف أبو الغيظ: "ان صورة الوضع في فلسطين موضحة لكل من يريد ان يرى ويدرك، وقريبا سيتحول الفلسطينيون الى اغلبية بين النهر والبحر، ولن يكون بالإمكان الإبقاء على الأغلبية التي تضم ملايين المواطنين تحت الاحتلال الدائم. ودون حتى ان تتولى الدولة القائمة بالاحتلال بمسؤولياتها او تنهض بالتزاماتها بل هي تتنصل من هذه المسؤولية كما شاهدنا جميعا بوقائع توزيع لقوحات كورونا، الامر غير قابل للاستمرار ومهيأ للانفجار".
وتابع امين عام جامعة الدول العربية: "إن مبادرة الرئيس محمود عباس لعقد الانتخابات تمثل خطوة مهمة من اجل تجديد المشروع الفلسطيني والشرعية وترتيب البيت من الداخل لقد مثل الانقسام خصما من الموقف الفلسطيني، وآن الأوان لإعادة الوحدة والمصالحة وندعو كافة الفصائل للتشبث بهذه الفرصة عبر الالتزام الدقيق بما تم التوصل اليه في اتفاق القاهرة الاخير وحتى تكون الانتخابات المقبلة خطوة يبنى عليها دبلوماسيا وسياسيا في الداخل والخارج".
وأوضح أبو الغيظ: "ان القضية الفلسطينية تعرضت الى اختبار رهيب وقاسي خلال الأعوام السابقة بسبب سياسات نظرت للقضية بعيون إسرائيلية دون اعتبار لتاريخ الصراع وجوهره على مبدأ العدالة والانصاف وتلوح اليوم فرصة لتصحيح هذا المسار بإطلاق عملية سلمية تستهدف الحل النهائي لا استمرار للتفاوض العبثي".
هذا وبين نائب وزير الخارجية المصري حمدي سند لوزا ان مصر عملت خلال الشهور الماضية بالتنسيق مع الأردن الشقيق للدفع بعقد اجتماع الجامعة العربية الأخير الذي أعاد التأكيد على تأييد ودعم الأمة العربية للقضية الفلسطينية ومحوريتها، كما تعمل مصر في إطار محاور دولية مختلفة من بينها صيغة ميونخ بالتنسيق ايضا مع الأردن للتأكيد على الثوابت ومحددات عملية السلام.
وقال لوزا: "ان مصر تدعم وتؤيد كافة المقترحات التي من شأنها إعادة إطلاق تسوية سلمية قائمة على القرارات والمرجعيات الدولية المتفق عليها ومن بينها عقد مؤتمر دولي للسلام، كما نرى أهمية ذلك في إعادة إنعاش دور الرباعية الدولية لما تمثله من الية متعددة الأطراف قادرة على إعادة الزخم للقضية الفلسطينية ورعاية عملية السلام".
وأضاف نائب وزير الخارجية: "يسعدني ان انتهز هذه المناسبة لتهنئة الاشقاء الفلسطينيين على خيارهم الواعد بإجراء الانتخابات وتمكين شرعية المؤسسات الفلسطينية لإنهاء الانقسام البغيض الذي أضر بالقضية الفلسطينية بالغ الضرر منذ عام 2007 واني أؤكد استمرار مصر في تقديم كافة اشكال الدعم لتحقيق الأهداف المرجوة وإعادة اللحمة والوحدة للصف الفلسطيني".
وتابع لوزا: "أؤكد ان مصر كانت وستظل دائما داعما رئيسيا للأشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة والوصول الى دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وإيجاد حلول عادلة تتصف مع المرجعيات الدولية ذات الصلة لكافة قضايا الوضع النهائي وإذا كان الرئيس ياسر عرفات قد رحل عن دنيانا فإنه من واجبنا ان نعمل على ان نكمل مسيرته التي تعبر بصدق عن تضحيات وكفاح وإرادة الشعب الفلسطيني".