نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أمس السبت ، مسيرة حاشدة في قرية “عين الساكوت”، بالأغوار الشمالية والتي تعاني ويلات الاحتلال المتمثل بالاستيلاء على أراضيها والمضايقات المستمرة بهدف طرد سكانها.
وجاءت الفعالية التي شارك فيها عشرات المواطنين، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وعدد من قيادات الجبهة الديمقراطية، وفصائل العمل الوطني بمحافظة طوباس، بالإضافة إلى عدد من نشطاء المقاومة الشعبية، لمناسبة الذكرى ال 52 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية.
واعتدى جنود الاحتلال فور وصول المسيرة إلى الأراضي المصادرة في القرية، على المشاركين فيها، ما أدى إلى إصابة عشرات المواطنين بالرصاص المطاطي، والاختناق بسبب إطلاق الغاز المسيل للدموع، من قبل جنود الاحتلال.
وأكدت عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، ماجدة المصري، أن إحياء ذكرى انطلاقة الجبهة في قرية عين الساكوت التي هدمها الاحتلال وهجر سكانها عام 1967، هو تحدي للاحتلال وسياساته بالعود إليها، وهذا يقع في صلب النضال المقاوم لخطة الضم العنصرية، التي يسعى الاحتلال لفرضها على الأرض.
ودعت المصري السلطة الفلسطينية، للاستجابة لمطالب الجبهة منذ العام ٢٠١٢، حين أقرت الأمم المتحدة عضويه الدولة المراقبة لفلسطين، وذلك ببسط السيادة لدوله فلسطين على الأراضي المحتلة عام 1967، وتنفيذا لقرارات المجلسين الوطني والمركزي بإنهاء العلاقة مع الاحتلال، وتجليات أوسلو على الأرض التي قسمتها إلى مناطق أ و ب و ج، بما يتطلب ذلك من استحقاقات ومن استدامة حاله الاشتباك على الأرض، وفي شتى المجالات بما في ذلك في الأمم المتحدة.
وشددت المصري على ضرورة استكمال الخطوات التي تم التوافق عليها لاستعاده الوحدة الوطنية، بدءا من انتخابات التشريعي التي يشارك فيها الكل الوطني، مرورا بالرئاسية وانتهاء بالمجلس الوطني، لاستعاده وحده الشعب الفلسطيني على ارض الوطن وفي مناطق الشتات والمهجر، على قاعدة إستراتيجية وطنية موحدة، باعتبارها استحقاق وطني لاستكمال المسيرة النضالية والمقاومة الشعبية، وصولا للانتفاضة الشاملة والعصيان الوطني على طريق إنهاء الاحتلال، وتحقيق الحقوق الوطنية لشعبنا في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
وقال أيمن بني عودة، عضو القيادة المركزية للجبهة الديمقراطية، إن أهمية الفعالية تأتي في ظل الهجمة الشرسة على الأغوار الشمالية، والتهجير القسري للسكان، مؤكدا على أهمية قرية عين الساكوت القريبة من نهر الأردن، باعتبارها الحدود السياسية للدولة الفلسطينية، وباعتبار الأغوار الشمالية العمق الاقتصادي الهام للشعب الفلسطيني.
وهنأ رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف في كلمته، الجبهة الديمقراطية بمناسبة انطلاقتها الثانية والخمسين، موجها التحية لأرواح الشهداء، وللأسرى والجرحى، مؤكدا على رمزية إحياء ذكرى انطلاقة الجبهة في أراضي قرية “عين الساكوت”.
وأضاف عساف أن نشطاء المقاومة الشعبية وأهالي منطقة الأغوار الشمالية، كان لهم الدور الأبرز في استرداد أراضي من قرية عين الساكوت من الاحتلال، رغم محاولة منع المزارعين من الدخول بجراراتهم الزراعية وحراثتها.
وألقى أمين سر حركة فتح في طوباس، محمود صوافطة، كلمة باسم القوى والفعاليات الوطنية في طوباس، وجه خلالها التحية للجبهة الديمقراطية في ذكرى انطلاقتها الثانية والخمسين. مثمناً مشاركة الجبهة في فعاليات المقاومة الشعبية للتصدي لمخطط الاحتلال لضم الأغوار.
ووجه صوافطة رسالة إلى المؤسسات الحقوقية الدولية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وحفظ حقوقه المشروعة، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.