هآرتس - بقلم: كارولينا ليندسمان "يتبين أن هناك خياراً وفقوساً حتى فيما يتعلق بتوزيع محتويات القمامة لصناديق المرضى. في الأسبوع الماضي انعقدت اللجنة الفرعية للسياسة والاستراتيجية برئاسة عضو الكنيست تسفي هاوزر، لمناقشة إرسال تطعيمات للسلطة الفلسطينية. في النقاش، كشف مدير القسم الدولي في وزارة الصحة، دكتور يشاي شلمون، أن مئات التطعيمات تلقى في القمامة يومياً. يدور الحديث عن حقن تطعيم لإسرائيليين تهربوا من الموعد الذي تم تحديده لهم. وأضاف شلمون بأنه “بدون تطعيم السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة وغزة، لن نسيطر على الوباء”. الاستنتاج واضح: بدل رمي التطعيمات في القمامة، يجدر إرسال بقايا التطعيمات الإسرائيلية إلى الفلسطينيين.
علماء أوبئة يكررون بأن الإسرائيليين والفلسطينيين وحدة وبائية واحدة. ولكن الأمور لا تبدو هكذا من خلال عدسات وسائل الرؤية الليلية التي يستخدمها عضو اللجنة، عضو الكنيست آفي ديختر: “لا أعرف ما معنى تواصل وبائي واحد. بنفس الدرجة، يمكنك القول بأن هناك تواصلاً صاروخياً واحداً بين غزة والضفة”. الأمر الوحيد المعزي في هذه التلاعبات اللفظية الضحلة هو الإدراك بأنه ليس جميع العقول الثخينة في الجيش الإسرائيلي موجودة في معسكر اليسار.
في إسرائيل مثلما هي الحال في إسرائيل، لا يمكن الحديث عن بادرة حسن نية تجاه الفلسطينيين دون أن تجد نفسك تدير معركة في محاربة الإرهاب. حتى 5 آلاف حقنة تطعيم، التي صادق نتنياهو على إرسالها للسلطة الفلسطينية، أثارت معارضة. “آمل أن تفحص هيئة الأمن القومي من أعطى الأمر الذي اتخذه نتنياهو. على أي حال، أريد أن أفهم (في موضوع غزة) هل تنوي الحكومة المطالبة في هذا السياق بإعادة جثث القتلى والأسرى؟”، طلب هاوزر. من حسن الحظ أن عداء المسافات الطويلة، عضو الكنيست نير بركات، كان هناك كي يفكر خارج الصندوق، مثلما يفعلون في “الهايتيك”. “نحن شعب رحيم، وهذا أمر جيد. ولكن يجب أن نكون أشراراً مع الأشرار”. في الشرق الأوسط تعلمنا أن هذه القاعدة مفتاح نجاحنا”. ما معنى رحماء. لن نغفر للفلسطينيين الذين أجبرونا على عدم تطعيمهم يوماً ما.
من الواضح أن الفلسطينيين لا يستحقون التمتع ببقايا تطعيماتنا. بالأحرى، على إسرائيل الاهتمام بتطعيمهم. دائماً هناك ذرائع: هذا بسبب حماس، ولأنهم لا يحترمون اتفاقات أوسلو. لا يوجد أبداً حد أدنى من السخاء أو الاحترام الكافي لتكون من البشر، وتتخذ خطوة لبناء الثقة، وتكون شريكاً.
هذا الغباء وقسوة القلب غير محفوظين فقط من أجل نسبهما للفلسطينيين، فالسودانيون والإريتريون ومن ليست لديهم إقامة في إسرائيل لا يستحقون التطعيم في نظرنا. “لقد انتهى التخصيص لهذه المجموعة السكانية”، شرح الموظفون في وزارة الصحة. من يستحق وبحق التمتع بفتاتنا؟ فقط من هو مستعد لأن يدفع ببضاعة دبلوماسية. لقد تم العثور على الصيغة: إذا أعطونا سفارة في القدس سيحصلون على التطعيمات، وإذا لم يعطوا لن يحصلوا. مثل غواتيمالا التي نقلت سفارتها إلى القدس، وهندوراس التي أعلنت عن نية فعل ذلك، والتشيك التي أعلنت عن نية فتح “مكتب دبلوماسي” في العاصمة.
كم كانت ستكبر إسرائيل لو أعلن نتنياهو بأن إسرائيل تعتبر نفسها ملتزمة بالعمل بتعاون مع محمود عباس من أجل الدفع قدماً بعملية التطعيم للشعبين اللذين يعيشان بين البحر والنهر. كم من المقاعد الحقيقية كانت هذه الخطوة ستجلبها له، بل ربما شعرنا بالسكينة تحل على اتفاقات “إبراهيم”.