عقد المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس برئاسة إسماعيل هنية، رئيس الحركة، اجتماعاً مهماً على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء 23-24 شباط/ فبراير، ناقش فيه مختلف القضايا السياسية والوطنية، في ظل الاستعداد الفلسطيني العام لإجراء الانتخابات العامة، بدءاً بالمرحلة الأولى من انتخابات المجلس الوطني المتمثلة بانتخاب المجلس التشريعي، ثم الرئاسة، ثم المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.
أكدت قيادة الحركة تمسكها التام بمسار الشراكة الوطنية، وتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، وبناء النظام السياسي الفلسطيني من جديد، للتفرغ لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الوطنية منطلقين من بيت فلسطيني واحد متماسك، بحسب ما جاء على موقع الحركة الالكتروني.
وثمنت قيادة الحركة، الجهود المصرية في رعاية الحوار الوطني الأخير الذي انعقد في القاهرة، وهي جهود مقدرة منسجمة مع الجهد المصري التاريخي في خدمة القضية الفلسطينية، كما ثمنت الدور التركي والقطري والروسي في تذليل العقبات، مؤكدة أن مخرجات القاهرة وضعت للتنفيذ الأمين، والالتزام الدقيق بها، ما يستدعي متابعة تنفيذ كل بنود وثيقة البيان الختامي دون استثناء، معربة عن استعدادها وحرصها على إتمام حوار شهر آذار/ مارس على الوجه المطلوب لوضع أسس ومعايير انتخاب وتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني الجديد.
وأكدت قيادة الحركة المضي بقوة نحو الاستحقاق الانتخابي، مع الحرص التام على تنفيذه كاملاً حسب المواعيد المقررة، محذرة من أي تراجع في الالتزام بهذه المواعيد أو التردد في إتمامها، لما في ذلك من مخاطر وتداعيات جسيمة.
وتوقفت قيادة الحركة أمام ما يقوم به الاحتلال من تدخل سافر في العملية الانتخابية، سواء بحملات الاعتقالات ضد رموز الحركة وقياداتها في الضفة الغربية، أو ممارسة الضغط على قيادات أخرى وتحذيرها من الترشح للانتخابات.
وقالت: "نعلن عن تحدينا للاحتلال وإجراءاته، وإدانتنا التامة لها، ونعلم يقيناً أن الاحتلال بهذه الإجراءات يسعى لتفصيل الانتخابات ونتائجها على مقاسه، وهو ما لا يمكن أن يظفر به، وندعو السلطة الفلسطينية، وجميع القوى الوطنية الفلسطينية إلى إدانة إجراءات الاحتلال هذه، والتحرك على كل الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية لوقف هذا التدخل السافر.
وفي السياق، أكدت قيادة الحركة أن الانتخابات في القدس شكل من أشكال المقاومة لتهويد المدينة، داعية الاهالي هناك إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً، وفرض ذلك على الاحتلال رغماً عنه، فالقدس عاصمتنا، ولا ممارسة للحقوق السياسية بدونها أو بعيداً عنها.
وتوقفت قيادة الحركة أمام قيام بعض الأفراد أو الجهات الفلسطينية بالحديث عن مواقف الحركة السياسية، دون تفويض من الحركة، مؤكدة هنا أن مواقفنا السياسية، وثوابتنا الوطنية معروفة وواضحة، عبرت عنها وثائقها الرسمية، وأدبياتها المتنوعة، ولا تعبر عنها رسائل هنا أو هناك، مؤكدة على تمسكها بثوابت الشعب الفلسطيني التي عمل من أجلها على مدار تاريخ قضيته العادلة، وبذل في سبيلها أغلى ما يملك.
وعبرت قيادة الحركة عن اعتزازها وفخرها بشعبنا الفلسطيني أينما وجد، وبأبناء الحركة وأنصارها في كل مكان، داعية الشعب الفلسطيني وابنائها وأنصارها للانخراط في العملية السياسية، وإلى المشاركة في الانتخابات بقوة، خاصة في الضفة الغربية لما يمثله ذلك من مواجهة مخططات الاحتلال وسياساته، ولما يمثله أيضاً من دعم لمشروع المقاومة في فلسطين، داعية الى العمل على إنجاح الانتخابات بمراحلها الثلاث لتفوز الحركة ومشروعها المقاوم بثقة شعبنا من جديد.
وتوجهت قيادة الحركة التحية لجماهير شعبنا الصامد المرابط، في المنافي والشتات، وفي الأراضي المحتلة عام 1948م، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، وتخص أهلنا في القدس المحتلة على صمودهم وثباتهم في وجه الاحتلال ومخططاته العدوانية، كما توجهت قيادة الحركة بالتحية للأسرى الأبطال خلف القضبان، وتجدد العهد لهم على مواصلة الطريق حتى كسر قيودهم وتحريرهم رغماً عن العدو، وتترحم على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني العظيم الذين عبروا عن حبهم لفلسطين بدمائهم الزكية الطاهرة، وللجرحى البواسل، كل الدعم والتمنيات بالشفاء ومواصلة طريق العودة والتحرير.