تعتزم الحكومة الإسرائيلية توزيع كميات رمزية من لقاحات كورونا على 19 دولة في محاولة لضمان دعمها السياسي، بحسب ما كشف تقرير للقناة العامة الإسرائيلية ("كان 11")، نشر مساء اليوم، الأربعاء.
وتشمل الدول التي قد تمدها إسرائيل بكمية تتراوح بين ألف وخمسة آلاف لقاح من المخزون الإسرائيلي الذي حصلت عليه من شركة "موديرنا" الأميركية، كل من قبرص وموريتانيا والمجر وهندوراس وغواتيمالا وجمهورية التشيك وجزر المالديف وسان مارينو وإثيوبيا وتشاد وكينيا وأوغندا وغينيا وغيرها.
وكانت القناة قد أوضحت أمس أن إسرائيل لن تتلقى مقابل مادي للقاحات ثمنا للقاحات، وإنما ستطالب هده الدول بدعم سياسي أو ستستغله لدفع بعضها لاستئناف العلاقات الدبلوماسية معها أو نقل ممثلياتها الرسمية لدى إسرائيل إلى مدينة القدس المحتلة.
وفي تعليقه على التقرير، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، مساء اليوم، إن "إسرائيل حصلت على المقابل الذي تتطلع إليه حتى قبل توزيع هذه اللقاحات. كل ما نعطيه للأطراف الأخرى لا يأتي على حساب مواطني إسرائيل. هذه أرقام رمزية نقدمها لمختلف الأطراف. أنا أتخذ القرار وأعتقد أنه صائب".
ولم يتضح بعد الجهة الإسرائيلية التي اتخذت قرار توزيع هذه اللقاحات وكيف تم تحديد قائمة الدول التي اعتمادها من مجلس الأمن القومي، بقرار من نتنياهو شخصيا.
ولم يطلع كل من وزير الأمن الإسرائيلي ووزير القضاء، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، على قرار نتنياهو إلى بعد تسريبه إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية خلال اليومين الماضيين.
ولفت تقرير "كان 11" إلى أن أشكنازي علم بقرار نتنياهو بعد هبوط طائرة من هندوراس في إسرائيل، أمس، في مرحلة متأخرة جدًا، في حين علم غانتس بقرار نتنياهو بعد النشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية. فيما رفضت وزارة الصحة التعليق على هذه الشأن.
وعلق نتنياهو آماله في إعادة انتخابه على نجاح حملته لتطعيم السكان البالغين في إسرائيل. في الوقت نفسه، قدم مكافآت لأولئك الذين يتلقون التطعيم وفرض عقابا على أولئك الذين لا يفعلون.
وعلى عكس فترات الانتظار الطويلة بين جرعتي اللقاح في أوروبا والولايات المتحدة، فإن اللقاحات وفيرة ومتاحة تقريبًا عند الطلب لأي شخص يريد تلقي التطعيم في إسرائيل
وفي حيت تتعنت إسرائيلي وتمتنع عن تطعيم الفلسطينيين على الرغم من الانتقادات الحقوقية الدولية؛ لم يظهر نتنياهو ترددا في الموافقة على دفع حوالي 1.2 مليون دولار لروسيا لشراء لقاحات ضد فيروس كورونا لسورية، كجزء من صفقة للإفراج عن شابة إسرائيلية احتجزها النظام السوري بعد أن تجاوزت الحدود في منطقة القريبة من مجدل شمس في الجولان السوري المحتل. وتفاخر نتنياهو الأسبوع الماضي بأن علاقاته الحميمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ساعدت في إبرام الصفقة. ولم يشر مكتبه إلى أي لقاحات.
وعند سؤاله عن الصفقة المذكورة، راوغ نتنياهو في الإجابة، وقال إنه "لم يتم تسليم لقاح إسرائيلي واحد"، لكنه لم يقل ما إذا كانت إسرائيل دفعت لروسيا مقابل اللقاحات.
وفي هذا السياق، كتب مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، "من المشروع أن تقرر الحكومة الإسرائيلية الخروج عن الأعراف السابقة والدفع بنوع آخر من العملة (في إشارة إلى استخدام لقاح كورونا لتحقيق أهداف سياسية). ومع ذلك، فإن قرار إخفاء ذلك محير ومثير للقلق. من الواضح أن شخصًا ما كان غير مرتاح للغاية لكشف هذه المسألة."
ومع ذلك، يبدو أن نتنياهو لا يرتدع. حيث أكد مسؤول إسرائيلي، الأحد، لوسائل إعلام أجنبية إن إسرائيل تدرس مشاركة فائض اللقاحات مع الدول الصديقة، وذلك قبل أن تكشف القناة 11 عن بعض الدول التي تشملها القائمة التي قد تحصل على اللقاحات الإسرائيلية مقابل دعم سياسي لحكومة نتنياهو.