رفض رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، الكشف عن تفاصيل "البند السرّي" في صفقة تبادل الأسرى مع النظام السوري برعاية روسيّة، وأرجع ذلك إلى "طلب روسي".
وذكرت وسائل إعلام أجنبيّة، صباح اليوم، السبت، منها مدونة "تيكون عولام" الأميركيّة، أنّ البند السري هو أن تشتري إسرائيل لقاحات "سبوتنيك في" الروسيّة بقيمة 1.2 للنظام السوري.
لكنّ نتنياهو قال، ردًا على سؤال من هيئة البث الرسميّة "كان 11"، إنّ "أي لقاح إسرائيلي لن يذهب إلى هناك"، غير أن التسريب في وسائل الإعلام الأجنبية لا يتحدّث عن لقاحات إسرائيليّة أو كانت مخصّصة لإسرائيل إنما عن لقاحات روسيّة.
وأعاد النظام السوري، بناءً على صفقة التبادل، مستوطنة إسرائيلية دخلت إلى الأراضي السورية، بينما أعادت إسرائيل راعييّ ماشية إلى سورية، وأسقطت التهم عن المناضلة نهال المقت، التي كانت تقضي فترة عمل في صالح الجمهور في سجن إسرائيلي.
وقال محلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إنه "بالإضافة إلى البنود التي تم الكشف عنها، وافقت إسرائيل على طلب روسيا بتمويل شراء عدد كبير من اللقاحات ضد كورونا (ربما مئات الآلاف من اللقاحات) لصالح النظام السوري"، وأضاف أنه "تم رفع حظر النشر وأمر الرقابة بعد أن بدأت تفاصيل الاتفاق، كالعادة، في التسرب إلى وسائل الإعلام والمواقع الأجنبية".
وأضاف هرئيل أنّ "الحجة الرسمية للتأخير في الكشف عن هذه المعلومات هو أن ذلك جاء بطلب من روسيا"، وأشار إلى أن "الاتفاق نص على أن تظل مسألة اللقاحات رهن السرية"، واستدرك بالقول: "لكن لا يمنع يكون هناك اعتبار آخر هنا".
وبحسب هرئيل فإن النظام السوري "سعى إلى الحصول على تمويل للقاحات بموجب صفقة التبادل، ووافقت إسرائيل على هذا الطلب، على الرغم من أن ذلك أحرج رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي وجد حلا بسيطًا للمسألة - التعتيم الإعلامي، الأمر الذي كان ممكنا بالادعاء أنه طلب روسي".
وأشار هرئيل إلى أن "تنازل نتنياهو بمسألة التطعيمات مسألة مشحونة سياسيًا، وتسبب له الإزعاج إذ أن اليمين الإسرائيلي ليس متحمسا لتمويل إسرائيل للقاحات لمواطني الدول العربية بأموالها، وذلك في ظل وجود قضية مشحونة على نحو يشكل ضغطا أكبر على نتنياهو، والتي تتمثل بإعادة المواطنين الإسرائيليين وجثامين الجنود المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة".
في المقابل، نفى مصدر إعلامي تابع للنظام السوري "وجود بند سري في عملية التبادل التي أفضت إلى تحرير الأسيرين السوريين محمد حسين وطارق العبيدان من سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب المناضلة نهال المقت"، يتعلق بلقاحات كورونا، بحسب ما ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام.
وذكرت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") أن إسرائيل طلبت من روسيا الإعلان عن "التعهدات التي قدمتها إسرائيل لسورية بموجب البند السري الوارد في الصفقة، غير أن الكرملين رفض ذلك".
وأثار الكشف عن بند سري، وُصف بأنه "الثمن الإضافي الذي دفعته إسرائيل لسورية"، في إطار صفقة التبادل الإسرائيلية – السورية بوساطة روسية، عاصفة إعلامية في إسرائيل خلال اليومين الماضيين، فيما ربطت وسائل الإعلام بين البند السري وبين تغريدة حول لقاحات مضادة لفيروس كورونا. وفرضت إسرائيل الرقابة العسكرية على هذا البند بهدف منع النشر عن تفاصيله.