موقع "واللا" الاسرائيلي - بقلم المحلل العسكري أمير بوخبوط
البرغوثي يصر على الترشح للانتخابات، لرئاسة السلطة، وهذا يخلق انقسام داخل حركة فتح، ويخدم حركة حماس في جهودها للسيطرة على الضفة، والجيش الإسرائيلي يراقب بتأهب ويستعد لهذا الوضع. الانتخابات بالنسبة للجيش بمثابة إشارة من أبو مازن لإدارة بايدن وهناك شكوك كبيرة لدى الجيش في أن يتم تطبيقها.
مصادر بالمنظومة الأمنية الإسرائيلية، تعتقد أنه يدور الحديث عن عرض من أبو مازن، وأنه لن يتم عقد الانتخابات الفلسطينية، وذلك خوفا من فوز حركة حماس، وسوف يفرحون كثيرا بالجيش الإسرائيلي، لو تم إنهاء هذا العرض بسرعة.
والسؤال هو لماذا أعلن أبو مازن عن اجراء الانتخابات؟ تقدر المصادر الأمنية الإسرائيلية، أنه أراد إرسال إشارة الى إدارة بايدن، وأن هذه الخطوة قد تشق الطريق الى عودة الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي توقفت خلال فترة ترامب.
وتشير تقديرات كبار المنظومة الأمنية الإسرائيلية، أن ابو مازن غير معني بالانتخابات، ولقد أعلن عن هذه الخطوة من أجل تجديد التمويل والدعم المالي الغربي، والتمويل الأمريكي لبعض المشاريع التي توقفت خلال فترة ترامب.
وكذلك تقدر المنظومة الأمنية الإسرائيلية، أن الالتزام لإجراء الانتخابات كأن لم يكن، وأن كل شيء قد يتوقف في لحظات، لأن أبو مازن غير شعبي وغير محبوب بالشارع الفلسطيني، ويعتبرون حاشيته فاسدة.
وقال ضابط كبير في قيادة منطقة الوسط، إنه يجب عدم الوقوع بالخطأ بالنسبة لأبو مازن، فرغم سنه الكبير هو ثعلب سياسي، وهو يستطيع ايجاد المبررات والنزول عن الشجرة باللحظة المناسبة والتراجع عن عقد الانتخابات.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، تتخوف قيادة السلطة من مكانة البرغوثي وإصراره على الترشح، وأن يسبب ذلك في انقسام بحركة فتح، والإسهام بفوز حماس. وهناك تخوفات لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية، بأن تستغل حماس هذه الانقسام بفتح، حتى تسيطر على مؤسسات السلطة بالضفة، الأمر الذي يعتبر خطوة خطيرة من الناحية الأمنية النسبة لإسرائيل. وبحسب كلام مصادر رفيعة بالجيش البرغوثي رفض طلب أبو مازن للتنازل عن ترشيح نفسه، وهذا يقود الجميع للتقدير بأنه سيتم إلغاء الانتخابات.
حماس تعتبر الانتخابات فرصة لزيادة السيطرة على مؤسسات السلطة، وبالجيش يقولون إن سياسة الفصل بين الضفة وغزة، تسمح بالسيطرة على الميدان، وتمنع حماس من تنفيذ العمليات وأي محاولة لتغير هذه المعادلة سوف يعرض مواطني وجنود إسرائيل للخطر، لأن حماس تسعى لتنفيذ العمليات.
المصادر الأمنية الإسرائيلية قالت إن أبو مازن يضعف بشكل تدريجي ويفقد السيطرة على الضفة، وهناك توتر كبير بين قيادات السلطة في إطار الصراع على الكرسي بعده، وهذا قد يدفع التنظيم (فتح) المسلح بالضفة للتدخل.
وفي المنظومة الأمنية يتحدثون عن توقعات كبار قادة السلطة من نتائج الانتخابات، وانها إذا لم تكن لصالحهم فإن ذلك قد يؤدي الى حالة فوضى ومحاولات للمساس بالسلطة، وتنفيذ عمليات ضد المستوطنين، ولذلك يعتبرون الانتخابات الفلسطينية شأن إسرائيلي.
التاريخ المحدد لاجتماع الفصائل وهو 21 من مارس القادم، وسوف يتقرر خلاله هل ستستمر الأمور كما هو مخطط لها، أم أنه سيتم تفجير المباحثات ويتم الغاء الانتخابات، وبعدها سيكون من المهم رؤية موقف إسرائيل، وهل ستوافق على السماح بعقد هذه الانتخابات، التي سوف تسمح لحماس بالدخول الى الضفة الغربية من الباب الخلفي.