إهانة متعمدة.."واشنطن بوست": بايدن يسدد صفعة مستحقة لنتنياهو

الجمعة 19 فبراير 2021 05:12 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إهانة متعمدة.."واشنطن بوست": بايدن يسدد صفعة مستحقة لنتنياهو



واشنطن/القدس/سما

 نشرت صحيفة واشنطن بوست افتتاحيتها  الخميس، 18 شباط 2021، تحت عنوان "بايدن يسدد صفعة مستحقة لنتنياهو"، استهلتها قائلة إن وسائل الإعلام والطبقة السياسية الإسرائيلية كانت قلقة بشأن تأخر الاتصال بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي الجديد جو بايدن "فخلال الأسابيع الأربعة الأولى للإدارة الأميركية الجديدة، تحدث بايدن عبر الهاتف مع قادة كل الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة تقريباً، إلى جانب قادة روسيا والصين، ولكنه لم يتصل بنتنياهو حتى يوم الأربعاء.

ورغم أن البيت الأبيض يقول إن التأخير لم يكن "إهانة متعمدة"، لم يقتنع الإسرائيليون بهذا".

وتستشهد الصحيفة بما قاله داني دايان، وهو معارض لنتنياهو شغل منصب القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك، إن ذلك هو "علامة واضحة على استياء [بايدن]. وإذا كان الأمر كذلك، فإن الرئيس الجديد لديه سبب وجيه. إذ يشتهر نتنياهو بالانحياز إلى الجمهوريين الأميركيين والسعي لمساعدة المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأميركية.

فعندما بدأ الرئيس السابق دونالد ترامب حملة إعادة انتخابه في العام الماضي، سافر الزعيم الإسرائيلي إلى واشنطن لتأييد خطة ترامب العقيمة للسلام في الشرق الأوسط (صفقة القرن) ووصفه بأنه "أعظم صديق لإسرائيل على الإطلاق في البيت الأبيض".

وتقول الصحيفة: "في محاولة واضحة لاستباق السياسات المحتملة لإدارة بايدن، وافق نتنياهو على تشييد مئات الوحدات السكنية الجديدة في الضفة الغربية خلال الفترة الانتقالية، وألقى خطاباً رفض فيه خطة بايدن للانضمام إلى اتفاق دولي يحد من البرنامج النووي الإيراني"، وإنه في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي يوم الاثنين "قال رئيس الوزراء المخضرم (نتنياهو)، الذي سيخوض انتخابات الشهر المقبل، إنه هو وبايدن لديهما خلافات بشأن إيران، والقضية الفلسطينية، وصور نفسه على أنه "سيتصدى" للرئيس الأميركي الجديد بقدر أكبر من منافسه الليبرالي الرائد".

وتضيف الافتتاحية: "لا شك في أن الضجة المثارة في إسرائيل مبالغ فيها: فالرئيس بايدن يعرف نتنياهو منذ عقود من الزمن وسيحتفظ بالتأكيد بالعلاقات معه. ولكن الحفاظ على بعض المسافة بينه وبين الزعيم الإسرائيلي هو خطوة حكيمة؛ حيث ستضمن على المدى القريب أن يكون لدى الإسرائيليين، الذين يُجبرون للمرة الرابعة خلال عامين على الذهاب إلى مراكز الاقتراع، فهم واضح للوضع السيئ للعلاقات بين نتنياهو والحزب الذي يسيطر الآن على مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين وكذلك على البيت الأبيض. ففي استطلاع أُجري عام 2019، كانت نسبة شعبية نتنياهو بين الديمقراطيين الأميركيين 14٪، وربما تكون قد انخفضت منذ ذلك الحين".

وتعتقد الصحيفة أنه "سيكون من الجيد أيضاً أن يتجنب بايدن خطأ الرئيس باراك أوباما، الذي اعتقد أنه يمكن العمل مع نتنياهو على حل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني وأصر على ذلك لفترة طويلة بعد أن أصبح من الواضح أن المسعى غير مجد. وقد حدد وزير خارجية بايدن، أنطوني بلينكن، بحق هدفاً أكثر تواضعاً يتمثل في الاحتفاظ بإمكانية قيام دولة فلسطينية لليوم الذي يكون فيه لدى إسرائيل والفلسطينيين قادة أفضل".

وتستنتج الصحيفة : "في غضون ذلك، يجب ألا يسمح بايدن لنتنياهو بإحباط أمله في تنشيط وتوسيع الاتفاق النووي الإيراني. إذ تصر إسرائيل على أن الولايات المتحدة يجب أن تبقي عقوبات معوقة وتهديداً عسكرياً حقيقياً ضد طهران، كما قال سفيرها لدى الولايات المتحدة، غلعاد إردان، هذا الأسبوع. ولكن اتباع إدارة ترامب هذه الاستراتيجية على مدى 3 سنوات لم ينجح إلا في إعادة طهران إلى حافة إنتاج أسلحة نووية".

وتختتم الصحيفة الافتتاحية بالإشارة إلى أن "إيران نفسها قد تجعل من المستحيل على بايدن العودة إلى الاتفاق، ولكن لا ينبغي له أن يدع نتنياهو يقف في طريقه".