اجتمعت الحكومة الإسرائيلية، في جلسة "أمنية طارئة"، مساء اليوم، الثلاثاء، لبحث "مسألة إنسانية تتعلق بسورية"، وفقا للتقارير الصادرة عن وسائل الإعلام الإسرائيلية، وذلك في ظل تسارع المباحثات الروسية الإسرائيلية حول هذا الشأن، خلال الأيام الأخيرة.
وفُرضت الرقابة العسكرية على تفاصيل مداولات الحكومة الإسرائيلية خلال الجلسة التي انطلق في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم، وانتهت بعد نحو ساعة على انعقادها؛ بأوامر من وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس.
وقبيل انعقاد الجلسة، ذكرت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11")، نقلا عن مصدر مطلع، أن الحكومة الإسرائيلية تبحث "مسألة أمنية طارئة". ولفتت إلى أن الجلسة تعقد عبر تقنية الفيديو كونفرانس وليس عبر تطبيق "زوم". وأشارت إلى أن الدعوة جاءت عبر مكالمة هاتفية مباشرة إلى مكاتب الوزراء المشاركين.
وبحسب المحلل السياسي في موقع "واللا"، باراك رافيد، نقلا عن مصدرين رفيعي المستوى (لم يحددهما) فإن الجلسة العاجلة "تبحث مسألة أمنية سرية". مشددا على أنها لا تتعلق بفيروس كورونا.
وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن دعوة الوزراء للاجتماع جاءت بالتنسيق بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو نتنياهو، ووزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس. وذكرت أنه في سياق الدعوة، طُلب من الوزراء الاتصال عبر مركزي فيديو كونفرانس وليس بواسطة تطبيق "زوم" للحفاظ على السرية.
محادثات روسية - إسرائيلية مكثفة
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن "المسألة الأمنية مرتبطة بروسيا"، وأن الجلسة قد تبحث مسائل تتعلق بـ"إطلاق صراح أسرى أو معتقلين"، مشددة على أنها "لا تتعلق بغزة (في إشارة إلى صفقة تبادر أسرى مع حركة حماس)".
وشهدت الأيام الماضية محادثات إسرائيلية روسية مكثفة على مستوى رفيع حول ما وصفه مسؤولون إسرائيليون "قضايا إنسانية تتعلق بسورية".
وفي غضون يومين، أجريت محادثات هاتفية بين نتنياهو والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وبين غانتس ووزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، وبين وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وأعلن مكتب غانتس، يوم الأربعاء الماضي، أنه يبحث مع وزير الدفاع الروسي "قضايا إنسانية في المنطقة"، وجاء في البيان الصادر عن مكتب غانتس أن الوزيرين بحثا خلال المكالمة الملف السوري واتفقا على "مواصلة المشاورات الهامة بهدف ضمان أمن قواتهما وبشأن الحاجة إلى تفعيل الجهود الإنسانية في المنطقة".
وفي اليوم ذاته، اجتمع السفير الإسرائيلي لدى روسيا، ألكسندر بن تسفي، بنائب وزير الخارجية الروسي، بحضور الملحق العسكري الإسرائيلي في موسكو، وأصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانا حول الاجتماع جاء فيه أنه "تم تبادل شامل للآراء بشأن مواصلة تطوير التعاون الروسي - الإسرائيلي"، وأنه شهد مناقشة "الجوانب الرئيسية للوضع في الشرق الأوسط".
وفي وقت سابق اليوم، اجتمع بن تسفي بالمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف.
يأتي ذلك في ظل التقارير عن إعادت القوات الروسية نبش مقبرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بضواحي العاصمة السورية دمشق، للبحث عن رفات جنديين إسرائيليين قتلا في معركة "السلطان يعقوب" أمام الجيش السوري خلال الحرب على لبنان عام 1982.