تتواصل ردود الفعل على الساحة السياسية الفلسطينية على مع قرب إجراء الانتخابات ، وهي الإنتخابات التي تترقبها الكثير من الأوساط السياسية ، فضلا عن الاتفاق على خوض الفصائل الفلسطينية لها بداية من حركة فتح وحتى حركة حماس وكافة القوى السياسية الفلسطينية الأخرى على الساحة.
غير أن بعض من الصحف والمواقع العربية بالخارج رصدت ما أسمته بتداعيات وآثار هذا القرار السياسي على الفصائل الفلسطينية ، واشارت بعض من هذه الصحف أن الكثير من قيادات حركة حماس تشعر بتحفظ من هذا القرار موضحين أن خوض حماس للانتخابات سبخدم ويعزز قوة حركة حركات سياسية أخرى ، غير أن الفطنة السياسية لقيادات المقاومة رأت إنه لا يزال بإمكانهم عقد المزيد من اللقاءات بل وحتى الاجتماعات من أجل الوصول إلى صيغة سياسية معينة مع حركة فتح لعقد الانتخابات.
وعن هذه النقطة قال الكاتب محمد عايش في موقع عربي 21 أن هناك محاولات الأن من أجل تحويل حماس تدريجياً من "حركة مقاومة" الى "حزب حاكم" أو ربما "حزب معارض".
وقال عايش نصا"يتم الأن حث حماس على التنافس من أجل الوصول الى الحكم في سلطة تقع تحت سيطرة الاحتلال بالكامل. والانتخابات العامة المقرر أن تجري خلال العام الحالي ليست سوى جزء من هذا المشروع، وتصب في هذا الاتجاه، حالها في ذلك حال انتخابات العام 2006 التي تورطت بها حماس، مع الاقرار بأن الانتخابات المقبلة ستكون ذات أثر أسوأ بكثير من السابقة."
اللافت أن نفس ذات النظرة المتشككة التي حملها عايش حملتها أيضا بيل ترو المحررة في صحيفة انديبندنت ومراسلة شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة ، وقالت ترو في مقال لها حمل عنوان "عودة إلى الصناديق: الفلسطينيون يقتربون من إجراء أول انتخابات منذ عام 2006" إن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من إجراء أول انتخابات منذ تلك التي جرت عام 2006، ووقعت بعدها الخصومة بين فتح وحماس.
وتشير إلى أن الحركتين اتفقتا على جدول زمني للانتخابات وعمليات التصويت والفرز على تبدأ العملية الانتخابية برمتها في الصيف المقبل، وذلك خلال المفاوضات التي استضافتها القاهرة.
وحسب الاتفاق، كما توضح ترو، تعهدت فتح وحماس بالالتزام بالجدول الزمني الذي ينص على انعقاد الانتخابات التشريعية في الثاني والعشرين من مايو/ أيار، بينما تنعقد الانتخابات الرئاسية في الحادي والثلاثين من يوليو/ تموز. كما تعهدت الحركتان بالالتزام بما ينتج عن الانتخابات واحترام رغبة المواطنين.
من جهته نقل موقع BBC ما قاله الكاتب والمحلل أنيس فوزي قاسم في صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن ، حيث قال قاسم إن "المشكلة الأساسية في الوضع الفلسطيني هي أن المجتمعين لحل مشكلة الوطن والقضية هم أنفسهم المشكلة". ويحذر الكاتب من القبول بنهج اتفاق أوسلو.
ويقول فوزي: "المأمول أن لا تبدأ حماس في عزف أناشيد الوطنية والوحدة لشعبنا وأن الانقسام أضرّ بالقضية الفلسطينية ويجب لمّ الشمل وترتيب البيت الداخلي، ذلك أن السؤال الذي يطرح عن هذا المسار هو هل الذي أضرّ بالقضية الوطنية هو الانقسام أم سلوك طريق أوسلو؟" وينبّه الكاتب إلى أنه لا جدال في أن الانقسام ضار، إلا أنه ضرر مشتق من الضرر الأصلي والأكبر وهو مسار أوسلو ونتائجه".