قالت خبيرة عسكرية "إسرائيلية" "إن الزيادة في عدد حوادث رشق الحجارة على سيارات المستوطنين في الضفة الغربية ساهمت في تنامي الصعوبات أمام تعامل الجيش الإسرائيلي معها، ما يدفعه إلى تركيز الكمائن الميدانية، والاعتماد المتزايد على الوسائل التكنولوجية".
وأضافت إفرات فورشر في تقريرها بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية ، "إن الهجوم الشديد الذي وقع في بداية يناير غرب مستوطنة بنيامين وسط الضفة الغربية، وأصاب أحد المستوطنين بجروح خطيرة يشير إلى اتجاه مقلق، لأنه يعطي ارتفاعا واضحا في حوادث الهجمات الشعبية، وفي الوقت ذاته فإن هذه العمليات الفلسطينية خطيرة، وأكثر تعقيدًا أيضًا".
وأشارت إلى أن "الأمر لم يعد مجرد رمي الحجارة الفلسطينية من مسافة آمنة، وهو أمر خطير بحد ذاته، لكنه بات استهدافا مكثفا لسيارات المستوطنين، وهي هجمات مخططة جيدًا، وتشمل إلقاء حجارة كبيرة عليها، مع احتمال أكبر بكثير لحدوث أضرار قاتلة، ولذلك يأخذ الجيش هذه الحوادث على محمل الجد، ما يشير إلى التخطيط المبكر والهدوء والصبر والعمل الاستخباراتي لمنفذي الهجمات الفلسطينية".
وأوضحت أن "ملقي الحجارة ينتظرون عادة على جوانب الطريق، ويفحصون بعناية سيارات المستوطنين المارة، ويتأكدون أن ركابها مستوطنون، حينها يرفعون الحجارة الكبيرة التي تشبه الصخرة بكلتا يديهم، وحينها من الممكن أن ينتهي الهجوم بقتلى وجرحى إسرائيليين، وحينها فإن هجوما واحدا كهذا يبدو كافيا لاشتعال المنطقة، وتدهور الوضع الأمني بسرعة".
وأشارت إلى أن "الضفة الغربية في يقظة دائمة، وهناك زيادة في عدد الاضطرابات من قبل الفلسطينيين في مختلف القطاعات في جميع أنحاء الضفة الغربية، وهناك ازدياد في حوادث رشق الحجارة بمنطقة العروب جنوب مدينة الخليل، وزيادة المحاولات لتنفيذ هجمات مسلحة في مفرق غوش عتصيون، نظرًا لكونه مركزًا تجاريًا مزدحمًا، ومحاولات تنفيذ عمليات طعن، وفي الأسابيع الأخيرة بدأ الفلسطينيون بأعمال عنف في منطقة بيت أمر".
ونقلت فورشر عن الضابط غال ريتس، قائد أحد أفواج الجيش في التجمع الاستيطاني "بنيامين" قوله، إن "هناك زيادة في أحداث الاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين، وفي الأشهر الأخيرة اندلعت مظاهرات من قبل الفلسطينيين كل يوم جمعة في القطاع الشرقي من بنيامين، وهذا تحد آخر يسعى الجيش لمواجهته".
وأضاف أنه "بجانب كل ذلك، فإن هناك تأثير وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية على الفلسطينيين، ما أدى إلى إغضاب الحالة المزاجية في الشارع الفلسطيني، وفقدان حكم السلطة الفلسطينية في مناطق واسعة من الضفة الغربية، فضلا عن النتيجة المباشرة لوقف تنسيقها الأمني مع إسرائيل منذ النصف الثاني من 2020".
وأوضح أن "الأشهر القليلة الماضية اتسمت بزيادة كبيرة في عدد المشاكل العائلية والأحداث الجنائية في مناطق الريف الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية تكافح لاستعادة السيطرة على الأماكن التي فقدتها، وتزداد أعداد الاعتقالات من قبل الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، الذي بات يستخدم الوسائل التكنولوجية في اعتقال وملاحقة المسلحين بعد ساعات قليلة فقط من تنفيذ الهجمات، عبر تحديد نقاط المراقبة".
الضابط يفتاح نوركين أحد المسؤولين الميدانيين في الضفة الغربية، قال إن "الصعوبة الرئيسية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في محاربة العمليات الشعبية الفلسطينية تتمثل في الافتقار للمعلومات الاستخباراتية قبل وقوع الهجمات المسلحة، وبعدها، بينما تتعامل الفرقة والقيادة مع العمل الاستخباري ضد العمليات المحلية بإحباطها، من خلال انتشار القوات على كل طرق الضفة الغربية، وهذا أمر غير ممكن".
وأكد أن "الجيش الإسرائيلي الذي يشعر بالحرج من نجاح الشبان الفلسطينيين كل يوم في ضرب المركبات الإسرائيلية بالحجارة وزجاجات المولوتوف، ورغم الوسائل التكنولوجية التي يمتلكها أحد أكثر الجيوش تقدمًا في العالم، فلا توجد تقريبًا معلومات استخبارية فعالة تساعد بمنع وقوع العمليات، وإحباطها، وتحديد مكان المشتبه بهم بسرعة".