عقدت غرفة تجارة وصناعة نابلس وجامعة النجاح الوطنية امس ورشة عمل بهدف ايجاد علاقة مستدامة بين منشآت القطاع الخاص والجامعة تحقق اهداف وطموحات وتطلعات الطرفين.
وحضر الورشة التي عقدت في قاعة الغرفة، اعضاء مجلس ادارة الغرفة ياسين دويكات واياد الكردي وعدد من رجال الاعمال ومدراء الشركات وممثليهم، ومدير حاضنة تكنولوجيا الاعمال راسم صوان، وعميد كلية الهندسة سامر العرندي، وعدد من رؤساء الاقسام في كلية الهندسة وغيرها في جامعة النجاح.
واستهل الورشة رئيس مجلس ادارة الغرفة عمر هاشم بالحديث حول ايجاد سُبل وقنوات للتعاون بين القطاع الخاص والقطاع الاكاديمي، علاوة على بحث مشاكل وفجوات التواصل بين القطاعين، وصولا الى طرق التغلب على تلك المشاكل، وايجاد ارضية اكبر للتعاون الثنائي.
وشدد على التعاون المشترك بين القطاع الخاص والقطاع الاكاديمي باعتباره مطلبا هاما لأنه يخدم الجميع بما يعمل على تلبية اهداف واحتياجات الطرفين.
ونوه الى ضرورة تجسيد الشراكة التي تجمع الغرفة وجامعة النجاح عملاً وواقعاً انطلاقاً من دورهما المحوري في المحافظة.
واوضح ان الورشة تجمع نخبة من المختصين والادمغة من ذوي العلاقة من القطاعين الخاص والاكاديمي للتداول حول ذلك من اجل وضع الحلول والتوصيات المناسبة امام صنّاع القرار.
وبين انه حصل تطور في العلاقة بين الطرفين في السنوات الأخيرة، لكن ما زالت هناك مساحة بحاجة الى العمل فيها من اكثر من ناحية التدريب الميداني حيث يستوعب القطاع الخاص آلاف الطلبة المتدربين في منشآته، وعلى صعيد المشاركة في الورشات المشتركة، وصياغة آفاق عمل مشتركة وخدمات المراكز العلمية للقطاع الخاص، ووضع المناهج، والتخصصات ذات الصلة بالحاجة المتنامية للسوق المحلية.
ونوه الى حاجة القطاع الخاص الى طالب اثناء دراسته وكخريج بعد الدراسة ليقدم لمنشآت القطاع الخاص افكار وحلول، وآفاق جديدة باعتباره رأس مال بشري مهم للنهوض بها، مبينا ان القطاع الخاص يرى ان الخريج هو الذي يفرض نفسه في المنشأة.
وشدد على اهمية ان تكون هذه الورشة قاعدة للانطلاق والعمل الفعلي على متابعة بعض الافكار التي يمكن تطبيقها فعليا في اطار الشراكة القائمة بين الغرفة والجامعة، لتلبية متطلبات وحاجات الطرفين في القطاعين الخاص والاكاديمي.
وقال ان الغرفة تريد ان تمتد الشركات والمصانع باتجاه الجامعة، وان تمتد الجامعة باتجاه المنشآت في القطاع الخاص، وبذلك تؤسس لعلاقة متوازنة وقائمة على تحقيق مصالح الطرفين، متمنيا ان تكون هذه الورشة هي لبنة اولى في هذا الطريق.
واعتبر الدكتور صوان ان طموحات جامعة النجاح اليوم هي الامتداد باتجاه القطاع الخاص على اكثر من صعيد من خلال تقديم خدمات تطبيقية، وتوطيد العلاقة معه من خلال الغرف التجارية، وشدد على ان ابواب الجامعة مفتوحة لحل مشاكل القطاعات الاقتصادية وللتشاور حول آفاق العمل الحالية والمستقبلية.
وبين صوان اهمية التعاون الثنائي وتفعيله ورفعه الى مستويات اعظم من الفترة السابقة.
من جهته، قدم الدكتور العرندي شكره للغرفة على تنظيم الورشة، وقدم عرضا تقديميا شاملا عن الجامعة وكلية الهندسة متحدثا عن محاور عديدة منها، مشددا على تركيز الجامعة على البحث العلمي باعتباره بعدا استراتيجيا للمرحلة القادمة من ناحية الانتاج العلمي المتقدم، وتبوء الجامعة المراكز الاولى في السنوات الاخيرة.
واوضح اهمية وجود لجان استشارية، والشراكات مع الاعمال، والتدريب العملي، ومشاريع التخرج، ودورها في حل المشاكل والبنية التحتية والمختبرات المتوفرة في الجامعة لتلية حاجات القطاع الخاص الفلسطيني.
وقدم أعضاء الهيئة العامة الحضور في النقاش المفتوح الذي دار في الورشة عددا من الافكار والتوجهات والمقترحات للتعاون وعلى رأسها التدريب بالعملي والاندماج في منشآت القطاع الخاص، والاستثمار المطلوب من القطاع الخاص خاصة للأفكار الابداعية، والتعاون في مجال حل المشاكل في منشآت القطاع الخاص في كافة القطاعات الاقتصادية، وتوفر البيئة المناسبة للعمل في الجامعة، ووجود طاقات بشرية مميزة قادرة على العلم والانتاج والابتكار.
واكد الحضور اهمية عقد الورشة، وعبروا عن جاهزية القطاعين الخاص والاكاديمي للعمل على مزيد من التعاون لايجاد لغة متكاملة.
وطالب المتحدثون بدور تكاملي في مجال تدريب الطلبة والخريجين، واجراء دراسات مستمرة لتلمس احتياجات منشآت سوق العمل المتنامية والمتغيرة سنويا، واجراء زيارات ميدانية لمنشآت القطاع الخاص وبناء علاقات شخصية مع مسؤوليها، واحداث التغيير اللازم في ثقافة الطلبة، والعمل على اطالة عمر فترة تدريب الطالب والخريج والاحتكاك في سوق العمل طيلة الفصول الدراسية، مع العمل على ايجاد ديناميكية في التخصصات في الجامعات، وتطوير مهارات وقدرات الطالب الجامعي الاساسية في قضايا التواصل والاتصال، والتعبير عن الذات، والتفكير الناقد وغيرها، والترويج لجامعة النجاح وامكانياتها.
وفي ختام الورشة، عبّر الكردي و د. صوان عن شكرهما للحضور ومداخلاتهم الثرية التي اغنت موضوع الورشة باعتبارها نابعة من ذوي الاختصاص، معبرين عن الامل في ان تكون هذه الورشة قاعدة للانطلاق الفعلي والعمل على متابعة بعض الافكار التي يمكن تطبيقها فعليا من خلال الاتفاق على تشكيل لجنة مصغرة في اطار الشراكة القائمة بين الغرفة والجامعة واعتبار الغرفة نقطة الربط لتلبية متطلبات الطرفين في القطاعين الخاص والاكاديمي.