غيب الموت الناشطة الأمريكيّة من أصولٍ بريطانيّة ماري هيوز تومبسون بعد معاناةٍ مع مرض السرطان، تاركةً خلفها حياة نضاليّة قضتها مدافعةً عن القضية الفلسطينيّة، مؤمنةً بحق أصغر طفلٍ فلسطيني في الحياة والدفاع عن أرضه ووطنه حتى التخلّص من الاحتلال.
وقالت الناشطة المجتمعيّة د.منى الفرا والتي تعتبر رفيقة لماري وصديقة مقرّبة منها، أنّها تعرّفت عليها خلال العام 2007 في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكيّة، وفي حينه كان هناك مجموعة من النشطاء لديهم فكرة كسر الحصار "الإسرائيلي" الذي فُرض على قطاع غزّة في العام 2007، وكان تراودهم فكرة كسر الحصار بحريًا على متن قوارب، وبالفعل شجّعناهم على تطبيق الفكرة بعد طرحها علينا، وأكَّدنا لهم أنّها ستأخذ زخمًا إعلاميًا يفضح ممارسات الاحتلال بحق مليوني فلسطيني في غزّة حتى ولو تم منعكم من الوصول إلى شواطئ القطاع المُحاصَر.
واضافت الفرا انه عقب ذلك أعلن هؤلاء النشطاء ومن ضمنهم ماري تأسيس حركة "غزّة الحرّة" وبدأوا يتواصلون مع عديد النشطاء من مختلف دول العالم للتحشيد لهذه الفكرة، وأسسنا في غزّة أيضًا اللجنة الدوليّة لفك الحصار برفقة الدكتور الراحل إياد السراج ومجموعة من نشطاء المجتمع المدني، وبدأنا نرسل دعوات لحركة "غزّة الحرّة" لاستقبالهم في غزّة،
ولفتت د.الفرا إلى أنّ الناشطة ماري كانت وسط كل هذه الحراكات، لكنّها كانت بعيدة عن الإعلام ولا تحب الظهور، تعمل بصمت، وطوال حياتها كانت من أبرز المتضامنين مع القضية الفلسطينيّة، تُضيف: "بعد ذلك وصلوا إلى غزّة، وجلبت ماري معها جوارب وأدوية وحليب للأطفال، واستمرت علاقتنا بعد ذلك معها على قاعدة التضامن مع الشعب الفلسطيني، واعتدنا أن نتقابل مرّة كل عام، ولكن قبل ثلاثة أشهر هاتفتي ماري وأخبرتني أنّنا لن نتقابل هذا العام في مانشستر كما العادة، فاعتقدت أنّها تقصد الإغلاق الناجم عن جائحة "كورونا"، لكنّها أخبرتني بعد ذلك أنّها مُصابة بورم سرطاني والأطباء أخبروها أنّه منتشر في جسدها بشكلٍ كامل وقد تفارق الحياة خلال شهرين، ورحلت يوم أمس.
وأكَّدت د. الفرا ، أنّ ماري شخصيّة تمثّل مجموعة كبيرة جدًا من النشطاء المنتشرين في العالم يعملون من أجل نصرة القضيّة الفلسطينيّة والتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني بناءً على ما يقرّره هذا الشعب، وهؤلاء النشطاء يعملون بشكلٍ دائم حتى يحصل شعبنا على كامل حقوقه وفي مقدّمتها حق العودة.
وأشارت إلى أنّ هذا العمل طويل المدى ومتراكم وبحاجة إلى استمرار، وفي كل مرّة أسافر بها إلى الخارج أرى أنّ حركة التضامن الدولي مع القضية الفلسطينيّة تكبر على الدوام شيئًا فشيئًا، وكل النشطاء ومن ضمنهم ماري يؤكّدون دائمًا أنّ الشعب الفلسطيني ما زال يعيش قضية تحرّر وطني وله قضية سياسيّة وليست قضية مساعدات أو شفقة.