بايدن لا يهاتف نتنياهو.. والأخير يستعدّ لأسوأ الاحتمالات: تصريحات بلينكن حول إيران "مبالغة"!

الجمعة 05 فبراير 2021 08:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
بايدن لا يهاتف نتنياهو.. والأخير يستعدّ لأسوأ الاحتمالات: تصريحات بلينكن حول إيران "مبالغة"!



القدس المحتلة /سما/

لم يأتِ الرئيس الأميركي، جو بايدن، على ذكر إسرائيل في خطابه الأوّل حول سياسته الخارجيّة، أمس، الخميس، ولم يتصّل، إلى الآن، مع رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، رغم إجرائه اتصالات هاتفيّة مع عديد من دول العالم.

وبينما شهدت علاقة نتنياهو بإدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، شراكةً قريبة جدًا وتنسيقًا شخصيًا عاليَ المستوى، كانت العلاقة الشخصيّة بين نتنياهو والرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما (كان بايدن نائبه)، سيّئة، خصوصًا في الملفّ النووي الإيراني والقضيّة الفلسطينيّة.

وحاول دبلوماسي إسرائيلي، طلب عدم نشر اسمه في حديث لموقع "المونيتور"، إنّ عدم اتصال بايدن بنتنياهو "قد لا يكون متعمّدًا. الأميركيّون لا يركّزون حقًّا حاليًا على نتنياهو وعمله؛ لديهم أمور أخرى للتعامل معها. ربّما لا يرغب بايدن في منح نتنياهو ميزة انتخابيّة عشية الانتخابات الإسرائيليّة. بعد كلّ شيء، بايدن مدرك تمامًا مع من يتعامل وهو يعرف كيف سيروّج مكتب نتنياهو لأوّل اتصال هاتفي بينهما".

بينما قال دبلوماسي أميركيّة آخر، للموقع ذاته، إن "الأمور ليست بسيطة. هناك خلاقات معقّدة بيننا وبين الأميركيين حول تصوّر التهديد الإيراني"، وأضاف أنّ نتنياهو قبل توصيات مساعديه بالصبر إلى حين بناء حوار حميم وسرّي مع إدارة بايدن، وتجنّب الانتقاد العلني.

وخلال السنوات الماضية شكّل ترامب كما أوباما، جزءًا من حملة نتنياهو الانتخابيّة، فبينما ركّز نتنياهو على علاقته الوطيدة مع الأوّل، ركّز على تحدّيه إدارة الثاني وإلقائه خطابًا في الكونغرس ضد الاتفاق النووي مع إيران عام 2015.

ولم يستبعد أحد مساعدي نتنياهو تخليّه عن "صبره" في التعامل مع إدارة بايدن إذا ما "حوصر سياسيًا" خلال الحملة الانتخابيّة، قائلا "سيفعل نتنياهو كل ما يعتقد أنه سيساعده" على الفوز، وهاجم الإدارة الأميركيّة قائلا إنها "قلقلة بشكل متزايد الآن من التهديد الصهيوني وليس من التهديد الإيراني".

وذكر محلل الشؤون الإسرائيليّة في الموقع، بن كسبيت، أن "الثقة، أو بالأحرى عدم وجودها، هي العقبة الأساس أمام إنشاء قناة اتصال موثوقة بين مكتب نتنياهو والبيت الأبيض... لا يصدق نتنياهو كلمة واحدة يقولها الأميركيون الآن، خاصّة عندما يتعلق الأمر بالديمقراطيين".

كما يعتقد نتنياهو، وفق بن كسبيت، أنّ "معظم التعيينات الرئيسيّة في السياسة الخارجية لبايدن لا تبشّر بالخير لإسرائيل. خدم العديد منهم في إدارة أوباما وشارك في ما يعتبرها نتنياهو اتفاقيّة كارثيّة مع إيران. يستعدّ نتنياهو لأسوأ الاحتمالات".

ومع أن إسرائيل حذّرت، خلال السنوات الماضية، من قرب وصول إيران إلى قنبلة نوويّة، إلا أنّ مسؤولين إسرائيليّين عدّوا إعلان وزير الخارجيّة الأميركيّ الجديد، أنتوني بلينكن، أن إيران على "بعد أشهر، أو ربّما أسابيع" من الحصول على قنبلة "مبالغًا فيها ومتعمّدة".

ونقل "المونيتور" عن مصادر دبلوماسيّة وأمنيّة إسرائيليّة أن بلينكن "يعرف أن الرقم الذي ذكره غير دقيق ويتعلّق فقط بالمواد الانشطاريّة، وليس بقدرة إيران على تصنيع رأس نووي وتثبيته"، وتعتقد هذه المصادر أن هدف تصريحات بلينكن هو "تقديم مبرّر مقنع للعودة السريعة للمفاوضات مع إيران وربّما حتى اتفاق نووي. وكأنه يقول إن الإدارة الجديدة تنقذ العالم وتقضي على برنامج إيران النووي الطموح".

وذكر الموقع أنّ مقرّبي نتنياهو "شعروا بالذهول" من توقّعات بلينكن، وأن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليّين قلقون أكثر من الفجوات مع الأميركيين.