إسرائيل تواجه معضلة في محاربة كورونا وسط تمديد الإغلاق الشامل الثالث

الإثنين 01 فبراير 2021 03:41 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل تواجه معضلة في محاربة كورونا وسط تمديد الإغلاق الشامل الثالث



القدس المحتلة /سما/(شينخوا)

 تواجه الحكومة الإسرائيلية معضلة كبيرة حول كيفية محاربة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) خاصة مع تجاهل بعض الجمهور الانصياع للأوامر والقيود الصارمة على الرغم من استمرار الإغلاق الشامل على مستوى البلاد.

وفي وقت متأخر من الليلة الماضية، قررت الحكومة الإسرائيلية تمديد الإغلاق الثالث المفروض على البلاد بسبب مرض (كوفيد- 19) لمدة خمسة أيام قبل دقائق فقط من انتهاء الإغلاق.

وجاء القرار وسط جدل وصراع سياسي داخلي حول ضرورة استمرار الإجراءات والقيود الصارمة، حيث أراد مسؤولو الصحة تمديدا أطول من ذلك، لكن الضغوط السياسية والعامة عملت خلافا لذلك.

وسيكون التمديد ساري المفعول حتى يوم الجمعة من هذا الأسبوع، حيث من المتوقع إعادة فتح جزء من نظام التعليم يوم الأحد التالي، وسيتم رفع القيود الأخرى.

وخلال الأسابيع الأخيرة، ارتفع معدل الوفيات بسبب فيروس كورونا في إسرائيل بشكل حاد، حيث تجاوز إجمالي الوفيات منذ بدء تفشي المرض في أواخر فبراير من العام الماضي 4700، من بينهم أكثر من 1400 ماتوا خلال الشهر الماضي.

وتم بالفعل تطعيم أكثر من ثلاثة ملايين إسرائيلي بالجرعة الأولى من لقاح فيروس كورونا، وعلى الرغم من ذلك، لاتزال معدلات الإصابة في إسرائيل من أعلى المعدلات في العالم للفرد، مع آلاف الحالات الجديدة كل يوم.

ويرجع ذلك إلى وصول سلالات جديدة من المرض إلى إسرائيل، بالإضافة إلى الإرهاق العام للمواطنين من استمرار الإغلاق وأيضا عدم تقيد البعض من الجمهور الإسرائيلي بالقيود والتعليمات.

وفي عرض صارخ للاستخفاف بالقانون، شارك الآلاف من اليهود المتشددين يوم الأحد في جنازة ضخمة لحاخام في القدس.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضباط شرطة كبار قولهم إن تفريق الجنازة بالقوة كان سيؤدي إلى إراقة الدماء، هذه الجنازة واحدة من الأمثلة على اختيار المواطنين في إسرائيل تجاهل القانون.

ويدور النقاش والجدل داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي حول الطريقة التي يجب أن تمضي بها إسرائيل في مكافحة فيروس كورونا.

وعلى الرغم من بدء إسرائيل في ديسمبر الماضي حملة تطعيم واسعة النطاق والدخول في إغلاق شامل ثالث، إلا أن مستويات الإصابة لم ينخفض، وهو الشيء الذي خالف توقعات الخبراء الصحيين بشكل ملحوظ، واختلف مع نتائج الإغلاقين السابقين حيث شهدت إسرائيل انخفاضا في مستويات الإصابات آنذاك.

وقال سيريل كوهين خبير الجهاز المناعي من جامعة بار إيلان لوكالة أنباء (شينخوا) إن "الطفرة الجديدة المكتشفة في بريطانيا تنتشر بسرعة كبيرة، وهذا الأمر يطمس تأثير الإغلاق"، مضيفا "لكننا نشهد مؤشرات على مرض أقل حدة لدى من تم تطعيمه فوق سن الستين".

ووفقا لمعدل الإصابات الحالي، فإن افتتاح المدارس والنشاط التجاري سيؤدي بلا شك إلى زيادة في أعداد الإصابات والوفيات، ولكن إبقاء الناس في المنزل له ثمن باهظ، حيث تعرض الاقتصاد الإسرائيلي لضرر كبير مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير.

وبحسب أرقام دائرة التشغيل والاستخدام الإسرائيلية، فإن عدد العاطلين عن العمل منذ بدء الإغلاق الكامل في 27 ديسمبر الماضي بلغ 163104، في حين بلغ إجمالي البطالة في إسرائيل 673 ألف عاطل بنسبة 16.1 في المائة.

وحذر خبراء الصحة العقلية من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها بسبب الفترات الطويلة من التباعد الاجتماعي.

وقال جيل فاير نائب مدير مركز تل أبيب سوراسكي الطبي لـ(شينخوا) "يحتاج الأشخاص الذين يقودون هذه المعركة إلى تبني أدوات وطرق جديدة"، مضيفا "الإغلاق الممتد ليس حلا طويل الأمد، نحن بحاجة إلى اعتماد أساليب مختلفة للتكيف مع العيش جنبا إلى جنب مع الفيروس".

ويرى كوهين أن "أي تخفيف للقيود يمثل مشكلة فيما يتعلق بمستويات الإصابة بالأمراض"، موضحا "بالنظر إلى المستقبل نحتاج إلى رؤية سياسية محلية لا تعتمد فقط على مستويات المرض بل أيضا على عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم في كل منطقة".

ووفقا لكوهين، تظهر البيانات المتاحة أنه في المناطق التي بها نسبة أعلى من السكان الذين تم تلقيحهم كان هناك انخفاض في مستويات الإصابة بالمرض والعكس في المناطق التي تكون فيها اللقاحات أقل انتشارا.

وقال "مع ظهور طفرات جديدة من الفيروس خلال الأشهر الأخيرة قد يظل المزيد من عمليات الإغلاق أو فترة طويلة من القيود القاسية خيارا"، مضيفا هذا الفيروس لا يمكن التنبؤ به وقد نضطر للعودة إلى القيود، ولا يزال أمامنا شهور طويلة للتعامل مع الفيروس على أمل أن تحقق اللقاحات النتيجة المطلوبة.

وحاولت إسرائيل تبني نهج محلي لمحاربة الفيروس طوال الأزمة لكنها فشلت في القيام بذلك لعدة أسباب، بما في ذلك الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.

وقال فاير "إغلاق آخر سيكون كارثة، إنه خيار ضار لأنه يعطي وهما بالحل".