رفع مقصود ومبرمج لمستوى التفعيل السياسي عشية الانتخابات الفلسطينية أم “رغبة شخصية” في تسجيل موقف و”قول شيء” غامض؟
هذا سؤال طرح بقوة في عمان ورام الله ونابلس على المستوى النخبوي والفصائلي بمجرد إعلان رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري عن بعض “أفكاره ومقترحاته” واستعادته فجأة لمساجلة نقاشية جمعته عام 2010 مع الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.
سأل سياسيون كبار: ما الذي خطر فجأة في ذهن رجل الأعمال الكبير منيب المصري؟
الأخير نشر صورة قديمة له مع بايدن إلى جانب مقال اقتنصته المنصات التواصلية والمواقع الإلكترونية بكثافة وتم تداوله، يكشف فيه تفاصيل ما دار بينه وبين بايدن عندما كان الثاني نائبا للرئيس باراك أوباما.
قال المصري العبارة التالية في بداية إحدى فقرات المقال “بحكم معرفتي السابقة بالسيد بايدن”.
لاحقا أضاف: “لم أتفاجأ حين أعلن في برنامجه الانتخابي بأنه ملتزم بحل الدولتين، يكون بينهما اعتراف متبادل تعيشان بأمن وسلام، وأنه يعارض أي خطواتٍ أحادية الجانب من أي طرف من شأنها أن تقوض هذا الحل، وأورد أيضا أنه ضد التوسع الاستيطاني وسياسات ضم ومصادرة الأراضي”.
كما أشار المصري في ذات البرنامج إلى أن بايدن سيعيد المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، واستئناف الدعم المالي للأونروا، وأنه سيعمل على معالجة الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، وسيعيد فتح أبواب القنصلية الأمريكية التي أغلقها سلفه الرئيس دونالد ترامب في القدس الشرقية، وأيضا فتح مكتب بعثة منظمة التحرير المغلق في واشنطن.
“التقيت السيد بايدن لعدة مرات كان آخرها في العام 2010، في مدينة بيت لحم”، قالها المصري وشرح: “خلال حديثنا في الشأن السياسي، ومواقف الإدارة الأمريكية من الصراع، وأهمية الوصول إلى حل دائم وعادل وشامل على أساس المبادرة العربية للسلام، حينها قال لي بأنه ملتزم بحل الدولتين، لأن هذا الحل يحفظ مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وهذا الحل عليه إجماع من طرف المجتمع الدولي، وسوف يعمل على إخراج هذا الحل إلى حيز الوجود”.
المصري قرر أيضا بالمناسبة توجيه “رسالة خاصة للشعب الفلسطيني” على النحو التالي: “ما يعنينا الآن كفلسطينيين هو استثمار ما هو متاح حسب ثوابتنا الوطنية بعد نجاح السيد بايدن والذهاب باتجاه تقوية وضعنا الداخلي الذي ركيزته الأساسية إعادة تجديد الشرعيات من خلال انتخابات نزيهة”.
هل تلميح الملياردير الشهير لـ”تجديد الشرعيات” يمكن أن يدفعه باتجاه ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة؟
سؤال وجهته “القدس العربي” لشخصية خبيرة تعرف الملياردير واهتماماته وقدراته، فتوقف الجواب عند الاستفهام “لمَ لا؟”.
سبق للمصري أن “فكّر بالأمر بعد رحيل ياسر عرفات” وأبلغ بنواياه شخصيات مهمة تعرف الطموح من بينها باسل عقل وسعيد خوري وآخرون.
الشرح فيه إضافة مثيرة حسب نفس الشخصية فمنيب المصري “حريص ووطني” ولديه “طموح سياسي” دوما، لكنه يملك أسلوبا توفيقيا و”دبلوماسيا أكثر منه مسيسا” وعمره بلغ الـ 86 عاما وعانى من المرض مؤخرا، ومعروف عنه تبرعه بعشرات وربما مئات الملايين لمشاريع فلسطينية وأكاديمية فلسطينية وعربية من بينها الجامعة الأمريكية في بيروت ولجامعة النجاح في نابلس ولبرنامج يساعد الطلاب الفقراء بعدة جامعات من بينها الأردنية.
ما قاله منيب المصري عن بايدن “دقيق ومفيد”.
لكنه أيضا مثير للتساؤلات وإن كان الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال يحتاج لـ”دماء جديدة” وشابة ومسيسة ونضالية.
“القدس العربي” تحدثت مع مقربين من المصري الذي يقيم في مدينة نابلس، استبعدوا ترشحه للانتخابات الرئاسية بسبب سنه (رغم أنه يكبر محمود عباس بعام واحد)، وبسبب تشتت الساحة الفلسطينية، لكنهم دعوا للتأني، خاصة أن العديد من الشخصيات الوطنية والتنظيمية من اليمين واليسار، تنتظر ما ستسفر عنه الانتخابات التشريعية في أيار/مايو المقبل، قبل تحديد موقفها من خوض الانتخابات الرئاسية.