الحكومة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتحويل الضفة إلى ميدان للتدريب العسكري

السبت 30 يناير 2021 01:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الحكومة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتحويل الضفة إلى ميدان للتدريب العسكري



رام الله/سما/

في أعقاب يوم جمعة آخر حافل بالصدامات الدامية وقمع المسيرات السلمية، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة الفلسطينية، بياناً أدانت فيه الاعتداءات الاحتلالية العسكرية والاستيطانية على المواطنين الفلسطينيين المسالمين، واتهمت الجيش بتحويل الضفة الغربية ومواقع فلسطينية أخرى إلى منطقة تدريب بالنيران الحية.

وقالت الوزارة إن «قوات الاحتلال حولت المخيمات والبلدات والمدن الفلسطينية وعموم الأرض الفلسطينية إلى ميدان للتدريب وتفريغ شحنات وثقافة الكراهية والعنصرية لكل ما هو فلسطيني؛ الأرض والإنسان والحجر والشجر». وحملت الوزارة «دولة الاحتلال وحكومتها وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تلك الانتهاكات التي ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». كما عبرت عن أسفها الشديد لحالة التراخي واللامبالاة الدولية تجاه تلك الجرائم، التي تجسد أفظع انتهاك لمبادئ حقوق الإنسان. وطالبت الوزارة المنظمات الحقوقية والإنسانية بتوثيق تلك الجرائم تمهيداً لرفعها للمحاكم الدولية المختصة، كما طالبت المنظمات والمجالس الأممية ذات العلاقة، خصوصاً المعنية بحقوق الطفل، برفع صوتها في وجه الجلادين الإسرائيليين، واتخاد ما يلزم من الإجراءات للضغط على سلطات الاحتلال لوقف استفرادها العنيف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك مساءلة ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم ومن يقف خلفهم، وفرض عقوبات رادعة عليهم».

ولفتت الوزارة الفلسطينية إلى ما يحدث ببلدة العيساوية في القدس منذ ما يزيد على عام من عمليات قمع وبطش، وآخرها اعتقال فتى صغير واحتجازه لمدة طويلة وتقييده بالسلاسل وضربه وتوجيه الإهانات له وصعقه بمسدس كهربائي خلال اعتقاله. وقالت إن هذا الحادث يعكس بشاعة الاحتلال وتنكيله بكل ما هو فلسطيني.

وكان يوم أمس، شهد عشرات الصدامات بين الاحتلال والمستوطنين من جهة، والمواطنين الفلسطينيين من جهة أخرى. ففي طريق قلقيلية نابلس، أقام فلسطينيون حاجزاً أمام حركة المستوطنين، عقب دعوات لهم للتجمع على مفارق الطرق. وقال الناطق الإعلامي باسم حركة «فتح» في قلقيلية، مراد اشتيوي، إن لجان المقاومة الشعبية قطعت الطريق على المستوطنين الذين كانوا يدعون إلى تجمعات واستهداف الفلسطينيين وممتلكاتهم على الشوارع الرابطة بين المدن. فاعتدى الاحتلال عليها ووقعت مواجهات.

وتصدى أهالي قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، أمس (الجمعة)، لمحاولة عشرات المستوطنين اقتحام «خان اللبن» الواقع على شارع رام الله نابلس الرئيسي. واندلعت مواجهات بين الأهالي والمستوطنين الذين حظوا بحماية جنود الاحتلال. وهذه البلدة تتعرض بشكل مستمر لاعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين، وقبل أيام، هدمت جرافات الاحتلال عدة مبانٍ فيها.

كما اندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في بلدة سلواد، شرق رام الله، حيث اقتحمت قوات الاحتلال البلدة وأطلق الجنود الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب الشبان، دون أن يبلغ عن إصابات. وفي قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، أصيب ثلاثة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وستة شبان بالرصاص الإسفنجي والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، التي جاءت لقمع المسيرة السلمية الأسبوعية. واندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والشبان في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، إثر اقتحام البلدة. وأفاد شهود عيان بأن قوات من جيش الاحتلال معززة بوحدات خاصة اقتحمت منطقة البلوع في البلدة، وسيرت آلياتها في شوارع المنطقة، واقتحمت عدداً من المحلات التجارية، وقامت بتفتيشها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع الشبان، دون أن يبلغ عن أي اعتقالات أو إصابات.

وفي القدس، واصلت الشرطة الإسرائيلية منع آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، وذلك للأسبوع الخامس على التوالي. ووصل المئات من المصلين فقط إلى مسجد الأقصى الذي بدت ساحاته ومصلياته شبه خالية. وأوقفت الشرطة الإسرائيلية المصلين على مداخل البلدة القديمة، ومنعت من هم من غير سكانها من الوصول إلى المسجد لأداء الصلاة. وبررت الشرطة الإسرائيلية خطوتها بالقيود التي فرضتها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا. وقد أدى بعض المصلين الذين مُنعوا من دخول البلدة القديمة، صلاة الجمعة قرب أسوار البلدة.