كتب رجل الأعمال الفلسطيني الشهير منيب المصري متحدثا عن موقف الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال معرفته المباشرة له.
وأشار المصري الذي يطلق عليه البعض لقب "روتشيلد الفلسطيني" إلى أنه التقى ببايدن عدة مرات كان آخرها في عام 2010، ولهذا السبب وضع عنوانا لمنشوره على موقعه في "فيسبوك" يقول: "هذا ما قاله لي جو بايدن وهذا ما أقرأه".
وأشار رجل الأعمال الفلسطيني الذي كان مقربا من الزعيم الراحل ياسر عرفات، إلى أن بايدن طيلة عمله في مجلس الشيوخ "كان من المؤيدين لإسرائيل، وكان دائما يؤكد على أهمية وجود دولة إسرائيل من أجل حماية المصالح الامريكية، ومن هناك يمكن القول بأن تأييد السيد بايدن لإسرائيل نقطة ارتكازها هي مدى التزام السياسات التي تتبعها إسرائيل في حماية المصالح الأمريكية في المنطقة العربية والإقليم".
وفي الوقت ذاته، لفت رجل الأعمال الفلسطيني الذي ترعرع وعاش في الولايات المتحدة إلى أن نقطة ارتكاز تأييد الرئيس الأمريكي الجديد لإسرائيل "هي مدى التزام السياسات التي تتبعها إسرائيل في حماية المصالح الأمريكية في المنطقة العربية والإقليم".
وتابع قراءته لبايدن من خلال لقاءاته معه بقوله: "وعلى الرغم من أن السيد بايدن من أشد السياسيين تأييدا لإسرائيل إلا أنه في ذات الوقت من أكثرهم وأشدهم انتقادا لها، وبخاصة فيما يتعلق بسياساتها الخاصة بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وتكرار إفشالها للجهود الأمريكية في التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
ورصد رجل الأعمال الفلسطيني أن بايدن لم يتردد "في توجيه الانتقاد بشكل مباشر وعلني لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في العام 2016، خلال اجتماع لـ (جي ستريت) وهي مجموعة من المؤيدين لإسرائيل ومؤيدين حل الدولتين، حيث اتهمه بتعطيل مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال أن هذا العمل يؤكد على أن نتنياهو يقود إسرائيل إلى الطريق الخاطئ".
وقال المصري إنه بحكم معرفته لبايدن، لم يتفاجأ بإعلانه في برنامجه الانتخابي، التزامه بحل دولتين "يكون بينهما اعتراف متبادل تعيشان بأمن وسلام، وأنه يعارض أي خطواتٍ أحادية الجانب من أي طرف من شأنها أن تقوض هذا الحل".
ونسب رجل الأعمال الفلسطيني لبايدن أيضا أنه "ضد التوسع الاستيطاني وسياسات ضم ومصادرة الأراضي، كما أشار في ذات البرنامج إلى أنه سيعيد المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، واستئناف الدعم المالي للأونروا، وإنه سيعمل على معالجة الأزمة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، وسيعيد فتح أبواب القنصلية الأميركية الذي اغلقه سلفه الرئيس ترمب في القدس الشرقية، وأيضا فتح مكتب بعثة منظمة التحرير المغلق في واشنطن".
وروى المصري أن بايدن حين كان نائبا للرئيس باراك أوباما في عام 2010، قال له في لقاء بينهما إنه " ملتزم بحل الدولتين، لأن هذا الحل يحفظ مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وهذا الحل عليه إجماع من طرف المجتمع الدولي، وسوف يعمل على إخراج هذا الحل إلى حيز الوجود".
ورأى رجل الأعمل الفلسطيني أن بايدن "جاد في العمل على تحقيق حل الدولتين"، بحكم ما سمعه منه في اللقاء الذي جرى في عام 2010.
وشدد المصري على أنه رغم أن "الثابت في تعامل الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع الملف الفلسطيني قائم على أساس الحفاظ على مصالح دولة إسرائيل"، إلا أن "إيمان الإدارة الأمريكية الجديدة بأن مصلحة "إسرائيل" وضمان أمنها يكمن في تطبيق حل الدولتين على أرض الواقع"، ولذلك رأى أن الفلسطينيين يمكن أن يلتقوا مع الإدارة الأمريكية الجديدة في "هذا التوجه المتعلق بتطبيق حل الدولتين".