أعرب عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، عن ثقته المُطلقة بأن مصير كل من حاولوا التآمر وشطب القضية الفلسطينية إلى زوال، داعياً من انساقوا إلى وحل التطبيع مع المحتل الإسرائيلي، أن يعودوا إلى رُشِدهم.
وقال الشيخ عزام، في تصريحات متلفزة: "دونالد ترامب حاول على مدار 4 سنوات قتل القضية الفلسطينية، وتركيع الشعب الفلسطيني، وممارسة أقصى الضغوط على كل من يدعم الشعب الفلسطيني وينصره في حقه باسترداد أرضه، والنتيجة أن فلسطين وقضيتها باقية، ومناصروها مستمرون، ويزدادون تمسكاً بسياساتهم ومواقفهم، ولعل إيران مثالٌ واضح، في المقابل دونالد ترامب يذهب، وهو مهدد بالمُحاكمة كمُجرِم وكمُحَرِض على العنف في بلده، وكخطر على الديمقراطية الأمريكية".
وأضاف "هذا مصير كل طاغية، وكل مستبد، وكل ظالم، ونحن نزداد يقيناً وثقةً بأن الحق تبارك وتعالى لن يخذلنا، وسينصرنا في نهاية المطاف".
وتوقَّع الشيخ عزام أن يحصل تغيير ما على السياسة الأمريكية في عهد جو بايدن، دون أن يكون ذلك التغيير جوهرياً.
وتابع قائلاً "بكل الأحوال، لن يكون بايدن على شاكلة ترامب. قد يَحدث في عهده انفراجة ببعض الملفات لاسيما العلاقة مع إيران، والموقف تجاه القضية الفلسطينية، في المقابل ستظل الإدارة الأمريكية منحازةً للاحتلال الإسرائيلي، لكن ليس بالشكل المجنون الذي تصرَّف به دونالد ترامب".
واعتبر الشيخ عزام أن التطبيع الذي انساقت له عددٌ من الدول العربية، كان لإرضاء نزوات ترامب الأحمق، ولتجميل وجه "إسرائيل" أمام العالم بأسره، ومن أجل الإيحاء بأن الصراع معها انتهى؛ تم استقبال المسؤولين الإسرائيليين في عواصم تلك الدول المُطبعة.
وتعليقاً على بث مشاهد لبضائع وسلع ومنتجات إسرائيلية يعلوها علم الكيان في أسواق دولة الإمارات العربية، أعرب عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن خجله من أن هناك عرباً يفعلون هذا.
وبحسب الشيخ عزام "رغم أن اتفاقية التطبيع بين "إسرائيل" والإمارات عمرها شهور فقط، لكن الأخيرة فعلت ما لم تفعله أي دولة على الإطلاق"، مشيراً إلى أن هناك مظاهر مؤلمة تَبعثُ على الغضب.
وبيَّن أن من هذه المظاهر، قيام رجال أعمال إماراتيين باستثمار أموالهم في واحد من أكثر الأندية الرياضية تطرفاً ومعاداةً للمسلمين، ومعروف أن جماهير هذا النادي معروفون برفعهم يافطات تسب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتتطاول على العرب والمسلمين.
وشدد الشيخ عزام على أن هؤلاء المطبعين يهزأون من القرآن، ومن التاريخ، ومن الأمة، لكننا واثقون بأن هذا كله سيذهب ويزول، مستشهداً في السياق بقول الله تعالى: "فأما الزَبدُ فيذَهبُ جفاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فيَمكثُ في الأرض".
وأثنى الشيخ عزام، على تنظيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤخراً مؤتمرين مُناصرين للقضية الفلسطينية وللقدس إحداهما انعقد في طهران، والآخر في مشهد.
وقال: "هذا ليس جديداً على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي لطالما أخذت المواقف الشجاعة دعماً لقضايا الأمة الإسلامية جميعها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، لذا يجب أن نتوجه بكل الشكر والامتنان للقيادة وللشعب الإيراني المسلم".
ونوه الشيخ عزام إلى أن إيران صمدت وجابهت كل ما تعرضت له من ضغوط هائلة خاصةً في عهد إدارة دونالد ترامب، لثنيها عن دعم وإسناد القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن هذه المؤتمرات تأتي استمراراً لسياسة الجمهورية الإسلامية الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني، وتعزيز صموده وثباته فوق أرضه، في رسالة تحدٍ متواصلة للحصار، والتضييق، والحظر، وكل ما فُرِض على طهران من إجراءاتٍ ظالمة.
كما لفت الشيخ عزام، إلى أن هذه المؤتمرات تحملُ كذلك رسالة تنبيه من كون سلوك التطبيع خاطئ، ولا يمكن على الإطلاق أن يأتي بخير لأحد من العرب والمسلمين، وأن "إسرائيل" وحدها هي المستفيدةُ منه، وبأن المطبعين الجدد لا يمكن أن يُمثلوا الأمة.
وأشار إلى أن هذه المؤتمرات تحملُ أيضاً رسالة تحفيز وبناء، فكل الدول العربية التي أرسلت مندوبين عنها لهذه المؤتمرات، يجب أن تواصل حمل هذه الرسالة.
وأكد الشيخ عزام، أن الدول العربية إذا اجتمعت على موقفٍ واحد، فمن المؤكد أن ذلك سيحمل أمريكا على تغيير سياساتها، والتفكير 100 مرة قبل أن تُقدِم على أي حماقة عدوانية أو فرض حصار على أي دولة عربية أو إسلامية.
وفي تعليقه على شعار (القدس تجمعنا) الذي رفعه مؤتمر طهران الأخير، قال الشيخ عزام :" هذه حقيقةٌ ثابتة أكدها القرآن الكريم، وجاءت بالتحديد مطلع سورة الإسراء، حين قال الله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنُرِيَه من آياتنا إنه هو السميع البصير"".
وأضاف "المتأمل في هذه السورة، وفي الحادثة المعجزة الإسراء والمعراج، يجب أن يؤمن بأن القدس في قلب الحضارة، وفي قلب التاريخ، وفي قلب الأمة الإسلامية. القدس تجمعنا بمنطق القرآن الكريم، وبمنطق السنة النبوية المباركة، وإذا كان بعض العرب قد رأى شيئاً آخر، وذهب إلى المعسكر المضاد، وذهب إلى التطبيع، ونسي القدس، وترك أهلها وحدهم، فإن هذا لن يدوم طويلاً، ولن يصرف الأجيال عن الحقيقة المؤصلة قرآنياً ونبوياً وتاريخياً".
واستعرض الشيخ عزام في حديثه أبرز التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، ومنها: المواقف التي تتخذها الإدارة الأمريكية دعماً للاحتلال الإسرائيلي، في محاولةٍ لإبعاد الناس عن فلسطين وقضيتها، والتحدي الثاني التطبيع الذي سلكه بعض العرب، والتحدي الثالث عدم التوصل إلى توافقٍ بين الفلسطينيين حتى اللحظة.
ودعا إلى "تكريس الوحدة الوطنية، وتعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية حتى نقف صفاً واحداً لمواجهة الأخطار ومجابهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية".